آبي أحمد يؤكد موعد الملء الثاني لسد النهضة ومصر ترد
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الثلاثاء، أن الملء الثاني لسد النهضة يجري في موعده عند موسم الأمطار في يوليو المقبل، بينما ردت مصر بأنها لن تسمح بحدوث أزمة مياه تطال شعبها.
وقال آبي أحمد، في كلمة ألقاها أمام الجلسة العادية الـ11 للعام السادس لمجلس النواب الإثيوبي، الثلاثاء: “لن نوقف سيل النيل الأزرق في المستقبل، ونحن لا نستخدم المياه من النيل الأزرق، وما نأخذه هو مياه الأمطار، وليس لدينا نوايا للإضرار بالآخرين”.
إثيوبيا لا تريد حرب مع السودان
إلى ذلك، أكد أبي أن بلاده لا تريد الانخراط في حرب مع السودان، في وقت يثير التوتر المرتبط بمنطقة حدودية متنازع عليها مخاوف من اندلاع نزاع أوسع. وأوضح قائلاً “لدى إثيوبيا كذلك العديد من المشاكل، ولا استعداد لدينا للدخول في معركة. لا نريد حرباً. من الأفضل تسوية المسألة بشكل سلمي”.
رئيس الوزراء الإثيوبي، أشار في كلمته التي نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية “إينا” إلى أن “سد النهضة يواجه عدداً من التحديات، بما فيها التحديات المالية والدبلوماسية”.
وأضاف: “لتوضيح الأمور أودّ القول إن إثيوبيا ليس لديها أي نية للإضرار بمصر والسودان، نحن نريد أن نستفيد من هذا المشروع من دون أن نضرّ بدول أخرى، غير أن أشقاءنا من الطرف المقابل يجب أن يدركوا أننا لا نريد العيش في الظلام، نريد توليد الطاقة الكهربائية”.
وأشار آبي أحمد، إلى أن “طموح إثيوبيا لتحقيق رخاء شامل يتماشى مع الخطة العشرية للتنمية الوطنية، والتي أظهرت نتائج ملحوظة من خلال الإصلاح الاقتصادي المحلي”.
وفي معرض تناوله للقضايا الحالية والرد على استفسارات أعضاء مجلس النواب، قال آبي أحمد: “لقد عملنا وفقاً لخطتنا وحققنا نتيجة ملحوظة، في ما يخص الإجراءات المتخذة للتعامل مع جائحة كورونا، وآثار انتشار الجراد الصحراوي من ضمن النتائج الملحوظة”، موضحاً أن “إثيوبيا من بين الدول القليلة التي سجلت نمواً اقتصادياً إيجابياً بنسبة 6.1% في ميزانية عام 2021″، لافتاً إلى أن “تغيير العملة أسهم في تحقيق نتائج إيجابية مختلفة، وأن حوالى 6.2 مليون شخص فتحوا حسابات بنكية جديدة ووفّروا 98 مليون بر (نحو 2.4 مليون دولار)”.
في سياق آخر، أكد آبي أحمد، أن بلاده “لا تريد الانخراط في حرب مع السودان”، في وقت يثير التوتر المرتبط بمنطقة حدودية متنازع عليها مخاوف من اندلاع نزاع أوسع.
وقال: “لدى إثيوبيا العديد من المشاكل، ولا استعداد لدينا للدخول في معركة، لا نريد حرباً، من الأفضل تسوية المسألة بشكل سلمي”.
مصر ترد
من جانبها أكدت مصر أنها لن تسمح بحدوث أزمة مياه تطال شعبها.
وكرر وزير الري المصري محمد عبد العاطي، موقف بلاده من هذا الملف الشائك، قائلاً “موقفنا واضح بضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم وشامل بشأن السد”.
كما أوضح في تصريحات، اليوم الثلاثاء، أن القاهرة لن تسمح بحدوث تأثيرات سلبية نتيجة الملء الثاني لسد النهضة.
وقال عبد العاطي: من المؤسف المماطلة في عملية التفاوض ومحاولات إهدار الوقت في هذه القضية.
يذكر أنه رغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4,9 مليار متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.
كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في يوليو القادم.
وشدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك خلال لقائهما الأسبوع الماضي في القاهرة على “تكثيف التنسيق” للتوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثانية من ملء السد الإثيوبي. واتفقت كل من القاهرة والخرطوم في بيان مشترك على “تفعيل اقتراح السودان” باستئناف المفاوضات مع إثيوبيا برعاية رباعية تضم الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
يشار إلى أنه منذ العام 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتّفاق حول ملء السد الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم آثاره عليهما، لكنها أخفقت في التوصل إلى اتفاق.
ويشكل نهر النيل، أطول أنهار العالم، شريان حياة للدول العشر التي يعبرها ويوفر لها مياه الشرب والكهرباء.
فيما يوفر النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في العاصمة السودانية، الجزء الأكبر من مياه النيل التي تتدفق عبر شمال السودان ومصر إلى البحر الأبيض المتوسط.