أسعار عقود النفط الأمريكي تواصل انهيارها
طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء من إدارته إعداد خطة لمساعدة شركات النفط الأميركية التي تواجه تخمة هائلة في الإمدادات وانخفاضاً تاريخياً في أسعار الخام.
وغرّد ترمب على تويتر قائلاً “لن نخذل قطاع النفط والغاز الأميركي العظيم”، مضيفا “طلبت من وزير الطاقة ووزير الخزانة إعداد خطة تتيح الأموال لتأمين هذه الشركات والوظائف المهمة جدا لوقت طويل في المستقبل”.
وهوت أسعار عقود النفط الأميركي الآجلة لشهر يونيو 43% لتتداول عند مستويات 11.57 دولار للبرميل، فيما هوت عقود برنت عند الإغلاق 24.4% إلى 19.33 دولار للبرميل.
وتراجعت العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة 25% فيما حقق الخام الأميركي أكبر كمية تداول لعقود آجلة في التاريخ بأكثر من مليوني عقد.
من جهته قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن أسواق النفط العالمية ستبقى تحت ضغط حتى يبدأ سريان اتفاق أوبك+ في مايو/أيار ويخفض منتجون للنفط خارج المجموعة إنتاجهم ويجري تخفيف إجراءات العزل المرتبطة بتفشي فيروس كورونا.
وأضاف نوفاك في بيان الثلاثاء أن أوبك+ تراقب الوضع عن كثب ولديها القدرة على الرد إذا كان ذلك ضروريا. وقال إنه لا حاجة للتهويل بشأن الهبوط الحاد الذي شهدته مؤخرا أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي.
وأبدت السعودية، الثلاثاء، استعدادها لاتخاذ أية إجراءات إضافية بالمشاركة مع أوبك بلس والمنتجين الآخرين لضبط أوضاع السوق النفطي.
وقال الكاتب الاقتصادي المختص في شؤون الطاقة أنس الحجي، إن “المشكلة التي يعاني منها النفط الأميركي مضاربية، ولسبب ما جرى شراء كميات كبيرة يوم الأحد ليلاً وتجار التجزئة يجب أن يخرجوا منها ولكن تجار الجملة، أيضا تصرفوا بطريقة غريبة وسينكشف هذا لاحقا”.
وأضاف الحجي أن المضاربين “ظنوا أنه مع انخفاض أسعار النفط إلى 11 و12 دولارا، ستكون لهم فرصة في عودة الارتفاع، فأخطأوا في ذلك ثم قرروا البيع بأي سعر كان”.
من جهته قال الباحث في الاقتصاد السياسي، ناصر قلمون، إن “الصورة الكبرى لا تتفق مع الطرح بوجود تلاعب في الأسواق، ولدينا أزمة عالمية، ووجود المضاربين لا ينفي الصورة العامة”.
وأكد القلمون أن “أوبك ومجموعة العشرين يتحدثون منذ فترة طويلة، وهناك لاعبان كبيران هما السعودية أكبر مصدر واليابان أكبر مصنع، موجودون في مجموعة العشرين، وهما يحثان على العمل بواقعية في سوق النفط”.
من جانبه قال الكاتب الاقتصادي المختص بشؤون الطاقة عبدالعزيز المقبل، إن السعودية بسياساتها النفطية هي الطرف القيادي في هذه المنظومة الكبيرة التي أدت ما عليها من واجب وأكملت استحقاق جانب العرض، واستشرفت الوضع منذ فترة مبكرة”.
وأشار المقبل إلى أن العالم ينتظر “كيف ستتحرك محركات الطلب العالمي على النفط، وكيف ستتحرك وتيرة الاستهلاك” بموجب القيود التي تفرضها مرحلة مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وكان الخام الأميركي قد هوت عقوده الآجلة لشهر مايو بشكل تاريخي إلى أسعار سالبة وصلت إلى ناقص 38 دولاراً.
وتحولت العقود الآجلة للنفط الأميركي لأقرب استحقاق أثناء التعاملات الاثنين إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ مع امتلاء مستودعات تخزين الخام وهو ما يثبط المشترين، بينما ألقت بيانات اقتصادية ضعيفة من ألمانيا واليابان شكوكا على موعد تعافي استهلاك الوقود.
ومع نضوب الطلب الفعلي على النفط ظهرت تخمة عالمية في المعروض بينما لا يزال مليارات الأشخاص حول العالم يلزمون منازلهم لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد.
الأوبزرفر العربي