إخونجية تونس يحتمون بأمعاء الشعب للافلات من قضايا “الفساد والإرهاب”
مناورة جديدة لاسقاط عشرية سوداء من ذاكرة التونسيين
عقب اجتماع المكتب التنفيذي لحركة النهضة الإخونجية في تونس، برئاسة راشد الغنوشي، خرجت الحركة وهي تعزف على وتر أوجاع الناس الاقتصادية والاجتماعية، خاصة ما يتعلق بارتفاع الأسعار، متجاهلة “العشرية السوداء” من فترة حكمها التي تركت المجتمع التونسي يئنّ تحت مآسي الفقر والبطالة وتهديدات الإرهاب، كما تركت الدولة على حافة الإفلاس.
وتلجأ الحركة الإخونجية في تونس لورقة الاقتصاد لإبعاد النظر عن الاتهامات الموجهة لها بالإرهاب والفساد، بإشاعة أن البلاد تمر بـ”كارثة اقتصادية” سببها قرارات 25 يوليو 2021.
وزعمت الحركة أن الاتهامات الموجهة لقياداتها بالفساد والإرهاب، وسيلة حكومية لإلهاء المواطنين عن هذه الأزمة.
يفسر خبراء تونسيون هذه التحركات، بأن الحركة بعد فشلها في حشد المجتمع الدولي ضد الرئيس قيس سعيد، أخذت تركز اهتمامها على حشد التونسيين ضده، باستغلال الأزمات الاقتصادية، دون الاعتبار لمسؤولية الحركة ذاتها عن هذه الأزمات حين كانت في الحكم، ولدور أزمات عالمية مثل حرب أوكرانيا وفيروس كورونا.
وفي هذا، يوضح المحلل السياسي التونسي بلحسن اليحياوي، أن حركة النهضة الإخونجية تخطط لإسقاط سعيد من الداخل، رغم علمها بارتباط الاقتصاد التونسي بالاقتصاد الأوروبي المتأثر بأزمات عديدة.
وزاد انزعاج وارتباك الحركة بعد فتح ملف الاغتيالات السياسية والجهاز السري لها أمام النيابة، وكذلك ملف تسفيرها شباب تونسي لينضم لحركات إرهابية في مناطق الصراع بالخارج، وهو ملف مرتبط بأطراف دولية، وخلال حكمها فعلت ما بوسعها لإخفاء ما يدينها، وفق اليحياوي.
ضغط جهات الأمن
وعن ذات الملف، تقول المحللة السياسية التونسية هدى الهمامي، إن حركة النهضة خلال وجودها في الحكم (منذ 2011- 2021 في البرلمان والحكومة) ضغطت على جهات الأمن والقضاء ليبقى دورها في تسفير الشباب طي النسيان.
ويواجه 800 شخص على الأقل، منهم قيادات من الصف الأول لحركة النهضة مثل راشد الغنوشي ومحمد فريخة القيادي السابق بالنهضة وصاحب شركة طيران خاصة ومسؤولون كبار في الدولة، اتهامات بتسفير متطرفين إلى سوريا.
وقدرت مصادر أمنية ورسمية أن نحو 6000 تونسي توجهوا إلى سوريا والعراق العقد الماضي للانضمام إلى جماعات متطرفة، ومنها تنظيم “داعش”.
العشرية السوداء
أرجعت الهمامي بيان الحركة الإخونجية بشأن الأوضاع الاقتصادية إلى طبيعتها كحزب عقائدي، يعتبر أن كل اتهام موجه له هو استهداف سياسي لشيطنته، كوسيلة للتنصل أمام الرأي العام من الجرائم.
كما تربط ذلك بهبوط وزن الحركة الإخونجية في المشهد السياسي، وحتى بين قواعدها، بعد فشلها الذريع في الحكم خلال ما يسميه التونسيون “العشرية السوداء”؛ لما صاحبها من اغتيالات وأعمال إرهابية وشراء الذمم السياسية.
و”لكل هذه الأسباب تحاول حركة النهضة رمي الكرة دائما إلى ملعب الرئيس التونسي”، بتعبير هدى الهمامي، رغم أن الأوضاع الاقتصادية تعود في الأساس “إلى سوء إدارة الحكومات منذ 2011، وعدم الضرب بيد من حديد على يد المحتكرين والمهربين الذين كانوا يحتمون بأطراف سياسية حاكمة، خاصة في حركة النهضة، إضافة لتأثيرات الأزمات العالمية”.
تركوا الدولة على حافة الإفلاس
وفي تقدير المحلل السياسي التونسي رياض جراد، فإن بيان النهضة يكشف “حالة الفشل التي وصلت لها بعد أن تركوا الدولة على حافة الإفلاس عقب العشرية السوداء”.
ويحذر من أن الحركة الإخونجية “تراهن على سقوط تونس للعودة إلى السلطة والامتيازات من بوابة تجويع الشعب والتنكيل به”، واصفا قيادات هذه الحركة بأنهم “يلبسون ثوب الواعظين (وهم الشياطين)، ويحملون فشلهم، بل وجرائمهم لغيرهم”.
وفي 25 يوليو 2021، بدأ الرئيس قيس سعيد مسار “إصلاحات يوليو” والتي شملت إجراءات أبعدت حركة النهضة الإخونجية عن مراكز الحكم، ومنها تغيير الحكومة، وحل البرلمان الذي كانت تسيطر عليه، وإصلاحات في القضاء، ووضع دستور وقانون انتخابي جديدين.