إدانات عربية للعدوان الإسرائيلي على غزة
الفصائل الفلسطينية تتوعد بالرد وإسرائيل تستعد
بعد ساعات من تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوان جوي على قطاع غزة، فجر الثلاثاء، على قطاع غزة أودى بحياة 13 فلسطينياً بينهم 3 قياديين من حركة الجهاد الإسلامي، توالت ردود الأفعال العربية المنددة بالعدوان، فيما توعدت الفصائل الفلسطينية بالرد على جريمة إسرائيل.
مصر أدانت التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، ممثلاً في قصف قطاع غزة، واقتحام مستوطنين المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى استمرار الاقتحامات للمدن الفلسطينية، وآخرها نابلس.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان “رفض مصر الكامل لمثل تلك الاعتداءات التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية”.
وحذرت مصر من أن تلك الاعتداءات قد تؤجج “الوضع بشكل قد يخرج عن السيطرة” وتقوض من جهود تحقيق التهدئة وخفض التوتر في إطار ما تم التوصل إليه من تفاهمات في اجتماعي شرم الشيخ والعقبة.
وأفادت “القناة 12” الإسرائيلية من جانبها بأن الحكومة الإسرائيلية تجري محادثات مع مصر لمنع التصعيد في غزة.
توفير الحماية للشعب الفلسطيني
بدورها، أدانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكلٍ فوري وفاعل لوقف هذا العدوان، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في القطاع، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة.
وقال إن الأردن يواصل اتصالاته وتحركاته من أجل الوقف الفوري لهذا التصعيد الخطير، واستعادة الهدوء، والحؤول دون تفجر دوامات العنف.
كما استنكر البرلمان العربي العدوان الإسرائيلي، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته، والعمل على “وقف الاعتداءات المتكررة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يطالب بحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة”.
الرد لن يتأخر
وتوعدت حركة الجهاد بـ”الرد” على القصف الإسرائيلي بقطاع غزة الذي استشهد خلاله 13 فلسطينياً ضمنهم قياديين في الحركة، مشيرة إلى أن “كل السيناريوهات والخيارات مفتوحة أمام المقاومة للرد على جرائم الاحتلال”.
وقالت الحركة في بيان إنها تحمل إسرائيل “كامل المسؤولية عن هذه المجزرة التي تجاوزت كل الحدود ومثلت خرقاً لوقف النار”.
وأضافت أن “الرد الفلسطيني على هذه المجزرة لن يتأخر”، مشيرةً إلى أن “سرايا القدس والمقاومة لن تتهاون أبداً”.
ونعت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد القياديين الثلاثة الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي، وقالت إن الغارات قتلت أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس جهاد شاكر الغنام، وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس خليل صلاح البهتيني، والقيادي بسرايا القدس في الضفة الغربية طارق محمد عز الدين.
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية إن “المقاومة وحدها ستحدد الطريقة التي تؤلم العدو الغادر”.
وأضاف في بيان أن “اغتيال القادة بعملية غادرة لن يجلب الأمن للمحتل بل المزيد من المقاومة. العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته”.
ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه “المجزرة المروعة في قطاع غزة معتبراً ذلك “إرهاب دولة منظم وامتداد لنكبة عام 48”.
وطالب الأمم المتحدة التي تستعد لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة لأول مرة في تاريخها، بإدانة “العدوان على القطاع والمجازر المتواصلة بحق أبناء شعبنا وتوحيد المعايير في التعامل مع الجرائم التي يرتكبها قادة إسرائيل، وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب”.
الاستعداد للمعارك
وأكد جيش الاحتلال الاسرائيلي في بيان تنفيذ 40 طائرة مقاتلة ضربات جوية “دقيقة”، قطاع غزة واستهداف القادة الثلاثة في حركة الجهاد.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت للصحافيين إن الجيش “حقق ما كنا نرغب بتحقيقه” في الضربات التي شاركت فيها 40 طائرة، على حد قوله.
وفي ردّه على أسئلة الصحافيين بشأن سقوط أطفال ضمن الضحايا، قال هيشت “إذا كانت هناك بعض حالات الموت المأساوية، فسننظر في الأمر”.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب انتهاء اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية المعروف بـ”الكابينت” إن “الجيش يستعد لحرب متعددة الجبهات، ومن يؤذينا سنؤذيه”.
وأكمل نتنياهو تقييما أمنيا موسعا قبل عقد اجتماع الكابينيت شاركه فيه مجموعة من الوزراء.
وأجرى نتنياهو التقييم بحضور وزير الدفاع، ورئيس الشاباك، ورئيس الأركان، ورئيس الموساد، ومستشار الأمن القومي، ووزير الشؤون الاستراتيجية، والسكرتير العسكري لنتنياهو، وغيرهم.
وأفادت “القناة الإسرائيلية 14” بأنه بعد إجراء تقييم أمني للوضع برئاسة نتنياهو، قررت إسرائيل انتظار “الرد من غزة قبل اتخاذ أي خطوات هجومية أخرى”.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي رفيع القول إنه يجب على إسرائيل أن “تستعد لعدة أيام من المعارك وفقاً للتقييمات الأمنية”، فيما أكد مسؤولون في إسرائيل للإذاعة أنهم يتوقعون استمرار “العملية العسكرية” الإسرائيلية لعدة أيام.
وأفادت “تايمز أو إسرائيل” بأن إسرائيل تجري استعدادات لاحتمالات “رد واسع النطاق” من قطاع غزة، فيما نقلت قناة “I24” الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين إن حدوث تصعيد كبير يتوقف على ما إذا كانت حركة حماس ستشارك في الرد المحتمل.
احتياطات إسرائيلية
وأخذت إسرائيل إجراءات احترازية تحسباً لرد من غزة، شمل تعطيل الدراسة في بلدات جنوب اسرائيل وكذلك وقف حركة القطارات وإغلاق الطرقات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، فضلاً عن إغلاق معبري إيرز وكيرم شالوم، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
وفي إشارة أخرى إلى أن إسرائيل تستعد لحدوث تصعيد، قال وزير خارجيتها إيلي كوهين إنه سيختصر زيارته للهند ويعود إلى إسرائيل بعد اجتماعه المقرر مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بحسب ما أفادت “رويترز”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، صادق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، على استدعاء مجموعات من قوات الاحتياط للانضمام للخدمة في الجيش. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن الخطوة “تتزامن مع بداية الحملة العسكرية على قطاع غزة وتأتي وفقاً لاحتياجات الجيش الإسرائيلي”.
ولم يحدد البيان حجم أو تفاصيل بشأن الوحدات التي سيتم استدعاؤها.