إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية جديدة في قطاع غزة

والأمم المتحدة تقول أن الفلسطينيين يموتون جوعاً والعالم يتفرج

لليوم ال398 على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث القصف الإسرائيلي المستمر على مختلف أنحاء القطاع.

وكثفت إسرائيل من قصفها على مخيم جباليا ومناطق الشمال، فيما قالت الأمم المتحدة إن المدنيين الفلسطينيين يموتون من الجوع في حين يتفرج العالم.

واستشهد نحو خمسة ثلاثين مواطنا في سلسلة غارات تركزت بجباليا وبيت لاهيا.

وأعلنت وسائل إعلام فلسطينية عن سقوط 12 شهيدًا وعدد كبير من الإصابات، جرّاء قصف طائرات الاحتلال مدرسة ذكور الشاطئ الابتدائية (ج)، والتي تؤوي نازحين في مخيّم الشاطئ غربي مدينة غزة.

كما استشهد 11 فلسطينياً وأصيب آخرون بجراح مختلفة في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من القطاع خلال الساعات الماضية.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، استبدال فرقة الاحتياط 252 التي تتولى من بين مهامها الحربية مسؤولية محور نتساريم وسط قطاع غزة، بالفرقة 99 التي كانت في المنطقة قبل يوليو/تموز الماضي.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 78 شهيداً و214 إصابة خلال الـ48 ساعة الماضية.

وأضافت الوزارة أن حصيلة الشهداء ارتفعت بذلك إلى 43469 فلسطينياً وإصابة 102561 جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

الفلسطينيون يموتون جوعاً

وقالت الأمم المتحدة إن الظروف المعيشية في غزة مميتة، وإن المدنيين الفلسطينيين يموتون من الجوع في حين يتفرج العالم، وأكدت أن إيجاد بديل للأونروا يقع على عاتق إسرائيل.

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، أن شمال قطاع غزة يخضع للحصار الإسرائيلي منذ نحو شهر، وأضاف أن المدنيين الفلسطينيين يموتون من الجوع بينما العالم يراقب، مشددا على ضرورة وقف هذه الجرائم.

وفيما يخص الوضع في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، أفاد دوجاريك نقلا عن مصادر ميدانية بأنه تم تدمير ما يقرب من ألف منزل فلسطيني في هذه المناطق هذا العام.

وأشار إلى أن هذا الأمر أسفر عن تهجير أكثر من 1100 شخص، 40% منهم من القدس الشرقية.

عمليات الأونروا مهددة بالانهيار

في السياق، قالت الأمم المتحدة، إن إيجاد بديل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة والضفة الغربية ليس مسؤولية المنظمة الدولية، وأشارت إلى أن هذه المشكلة تقع على عاتق إسرائيل.

وردت الأمم المتحدة رسميا في رسالة على قرار إسرائيل قطع العلاقات مع الأونروا، وهي الخطوة التي قالت الوكالة إنها تجعل عملياتها في قطاع غزة والضفة الغربية معرضة لخطر الانهيار.

وبموجب قانون جديد، أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة الأحد الماضي أنها أنهت اتفاقية تعاون أبرمت عام 1967 مع الأونروا وكانت تغطي جوانب حماية الوكالة وتنقلاتها وحصانتها الدبلوماسية. ويحظر القانون عمليات الأونروا في إسرائيل اعتبارا من أواخر يناير/كانون الثاني القادم.

التزامات إسرائيل بوصفها قوة احتلال

وكتب كورتيناي راتراي رئيس مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى مسؤول كبير في الشؤون الخارجية الإسرائيلية في وقت متأخر من مساء أول أمس الثلاثاء “أود أن أشير، كملحوظة عامة، إلى أنه ليس من مسؤوليتنا إحلال بديل للأونروا، وليس بمقدرونا هذا”.

وينطوي الحديث على إشارة ضمنية إلى التزامات إسرائيل بوصفها قوة احتلال.

وتعتبر الأمم المتحدة قطاع غزة والضفة الغربية أرضا تحتلها إسرائيل، ويقتضي القانون الإنساني الدولي من قوة الاحتلال الموافقة على برامج الإغاثة للمحتاجين وتسهيلها “بكل الوسائل المتوافرة لديها” وضمان توفير الغذاء والرعاية الطبية ووسائل الحفاظ على النظافة ومنع الأمراض ومعايير الصحة العامة.

ويصف كبار المسؤولين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الأونروا بأنها العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة منذ العام الماضي، حيث حوّل الاحتلال القطاع إلى حطام وأطلال ودفع السكان إلى شفا المجاعة.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون في اجتماع للجمعية العامة بشأن الأونروا أمس الأربعاء “يمكن تعريف الأونروا بكلمة واحدة وهي الفشل. فكرة أنه لا يمكن مواصلة (عمل) الأونروا هي فكرة سخيفة”.

المفوض العام للأونروا

بدوره، حذر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء، من إن تطبيق التشريع الإسرائيلي سيكون له “عواقب وخيمة” على الملايين من لاجئي فلسطين، حيث ستختفي قريبا الخدمات العامة التي تعتمد عليها حياتهم”.

وأضاف أنهم “يخشون أن يُحرم أطفالهم من التعليم وألا يجدوا علاجا للأمراض، وأن يتوقف الدعم الاجتماعي.. كما يخشى سكان غزة بالكامل أن يتم قطع شريان الحياة الوحيد المتبقي لهم”.

واعتبر لازاريني أن الأونروا تعيش “أحلك أوقاتها”، داعيا الدول الأعضاء إلى إنقاذها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى