إسرائيل تكثّف غاراتها على خانيونس جنوب قطاع غزة
قوات الاحتلال تتحول إلى "مرحلة المناورة المكثفة في الحرب"
كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، من عمليته العسكرية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، من حيث المساحة الجغرافية باتجاه جنوب المدينة والجهة الشمالية الشرقية نحو دير البلح.
ولا تزال الدبابات خارج مركز المدينة على محور الكتيبة والمطاحن من الجهة الشمالية، كما تتمركز في أحياء المنارة، وجورة اللوت، وقيزان النجار، وكلية العلوم والتكنولوجيا، بينما تراجعت إلى الشريط الحدودي في بلدتي بني سهيلة، وعبسان، وبقيت في خزاعة، والقرارة.
وأطلق جيش الاحتلال أكثر من 100 قذيفة وصاروخ على خان يونس خلال الـ24 ساعة الماضية، ما أدى إلى تدمير برج سكني مكون من 16 طابقاً، ويضم أكثر من 60 شقة، ومجموعة من المقاهي والمحال التجارية، فيما كثف الطيران الحربي غاراته على دير البلح، وبلدة الزوايدة، وقرية المصدر.
ووقعت اشتباكات عنيفة على محاور المطاحن، ومدخل دير البلح، ومحور الكتيبة، ومخيم خان يونس، وفي منطقة جورة اللوت، كما شهد مخيم البريج ومخيمات وسط القطاع، معارك ضارية مع مقاتلين من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتائب الأقصى، وكتائب حركة لجان المقاومة.
وتمركزت الدبابات خارج أحياء مدينة غزة وفي منطقة السودانية، وشارع الشهداء (مستوطنة نتساريم سابقاً) على الطريق الواصل بين شارع الرشيد الساحلي، وصلاح الدين شرقاً، وتتحرك أحياناً نحو شارع الرشيد لتطلق قذائف، ثم تتراجع إلى مفترق منتجع النور وسط شارع الشهداء، كما تتمركز خارج بلدتي جباليا وبيت لاهيا وخارج مخيم جباليا في شمال القطاع.
وأعلنت فصائل فلسطينية، قتل وإصابة عشرات الجنود، وتدمير آليات عسكرية، خلال الـ24 ساعة الماضية.
مرحلة “أكثر استهدافاً”
وأعلنت إسرائيل انتقال جيشها من الحملة البرية والجوية واسعة النطاق على غزة إلى مرحلة “أكثر استهدافاً” في حربها على قطاع غزة، تنطوي على “عمليات أكثر دقة، وعدد أقل من القوات، وتقليل كثافة العمليات في شمال القطاع”.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاجاري، في تصريحات لصحيفة “نيويورك تايمز”، إن المرحلة الجديدة “تتضمن عدداً أقل من القوات والغارات”.
وأضاف: “الحرب انتقلت إلى مرحلة جديدة، لكن عملية الانتقال ستتم دون احتفالات. الأمر لا يتعلق بالإعلانات المثيرة”، موضحاً أن إسرائيل ستواصل خفض عدد قواتها في غزة، وأن كثافة العمليات في الشمال بدأت بالفعل في التراجع، مع تحول الجيش نحو شن هجمات منفصلة هناك بدلاً من الاستمرار في مناورات واسعة النطاق”.
وأوضح هاجاري أن إسرائيل “ستركز في الوقت الحالي على معاقل حماس في جنوب ووسط القطاع، وخاصة في خان يونس ودير البلح”، قائلاً إنه يتوقع السماح بدخول المزيد من المساعدات والخيام إلى غزة.
وتوقع مسؤولون أميركيون، أن تعتمد المرحلة الجديدة بشكل أكبر على “عمليات شديدة الدقة، تنفذها مجموعات أصغر من القوات الخاصة الإسرائيلية، التي ستتحرك داخل وخارج المراكز السكانية في قطاع غزة، للعثور على قادة (حماس)، وقتلهم وإنقاذ الرهائن، وتدمير الأنفاق”، وفق المسؤولين الأميركيين.
ويعتقد المسؤولون، الذين تحدثوا للصحيفة، دون ذكر هوياتهم، أن ينخفض عدد القوات الإسرائيلية في الجزء الشمالي من غزة إلى أقل من نصف عدد الجنود الذين وُجدوا هناك خلال ذروة الحملة الشهر الماضي، وعددهم 50 ألفاً.
مرحلة المناورة المكثفة في الحرب
ووفقاً لـ “نيويورك تايمز”، فإن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا نظراءهم الأميركيين سراً بأنهم يأملون إنجاز هذه العملية بنهاية يناير الجاري.
ومع ذلك، أوضح مسؤولون إسرائيليون لنظرائهم الأميركيين، أن الإطار الزمني لعملية الانتقال إلى المرحلة الجديدة لم يُحدد، لكنهم يأملون إنجازها بحلول نهاية الشهر الجاري.
وقد يتباطأ حجم ووتيرة انسحاب القوات الإسرائيلية، ويُمكن أن تستمر الضربات الجوية المكثفة، إذا واجهت القوات مقاومة أعنف من المتوقع من قبل “حماس”، بحسب المسؤولين الإسرائيليين.