اتصالات لخفض التوتر بين الصين والهند
أجرى وزيرا خارجية الصين والهند محادثة هاتفية بعد ظهر الأربعاء، واتفقا على “خفض حدة التوتر على الأرض والحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية” بحسب بيان لبكين.
وتسعى كل من الصين والهند إلى التهدئة ونزع فتيل الأزمة بعد اشتباك مسلح في منطقة الهيملايا المتنازع عليها بين الهند والصين، حيث لا يزال التوتر العسكري على أشده.
وليل الإثنين الثلاثاء، وقع اشتباك عنيف بالأيدي والحجارة والقضبان الحديدية بين جنود الدولتين الآسيويتين في سهل يقع على ارتفاع يزيد عن أربعة آلاف متر من منطقة لدخ (شمال الهند) وأودى بحياة 20 جندياً هندياً على الأقل.
وتتبادل نيودلهي وبكين الاتهامات حول مسؤولية افتعال المواجهة العنيفة،الأولى منذ 45 سنة بين الدولتين الأكثر اكتظاظا في العالم. ويؤكد البلدان رغبتهما في حل سلمي للأزمة.
وفي بيانها تعقيبا على هذه الدعوة دانت الحكومة الهندية “عملا مخططا له عن سابق تصور وتصميم” من قبل الصين وأوضحت أن وزيري الخارجية اتفقا على “عدم الإقدام على أي خطوة قد تؤجج التوتر” في لدخ.
ودارت مواجهات عدة بين الجيشين على طول حدودهما المتنازع عليها منذ أسابيع خصوصا في لدخ وأرسلا تعزيزات.
واتفقا قبل 10 أيام على خفض حدة التوتر في بعض المناطق المتنازع عليها.
والأربعاء نشرت الهند مئات العسكريين في المنطقة التي وقع فيها الاشتباك وأكد رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي أن مقتل الجنود الهنود “لن يكون عبثا”.
وأضاف في أول تصريح له بعد الحادث “الهند تريد السلام لكنها قادرة على الرد بالشكل المناسب عندما تتعرض للاستفزاز”.
وأعلنت مصادر أمنية في المنطقة الأربعاء، أن طائرات شحن عسكرية هندية حطت طوال الليل في مطار ليه في حركة ليلية غير اعتيادية لعاصمة لدخ.
وأضافت المصادر أن المئات من العناصر الهنود الشبه عسكريين ارسلوا إلى مناطق قريبة من سهل غلوان مسرح أعمال العنف.
وخلال المؤتمر الصحافي اليومي رفضت الخارجية الصينية تقديم إيضاحات حول الوضع على الأرض ووصفته بانه “مستقر”.
وتحدثت الهند عن ضحايا “لدى الجانبين” لكن الصين لزمت الصمت بشأن احتمال سقوط ضحايا في صفوف قواتها.
ويتم حاليا تشريح جثث الجنود الهنود الذين سقطوا في نهر وأظهرت النتائج وحشية الاشتباك.
وبحسب الملاحظات الأولى “السبب الرئيسي للوفاة هو الغرق ويبدو انهم سقطوا من موقع مرتفع في المياه لأنه تبينت إصاباتهم بجروح في الرأس” كما أفاد مصدر قريب من الملف لفرانس برس.
وذكر مصدر أمني آخر لفرانس برس أنه “دفع بالجنود الهنود في منحدر صخري وسقطوا من موقع عال في النهر”.
وتدور بين الهند والصين نزاعات قديمة حول الأراضي في لدخ وأروناتشال براديش (شرق).
وازدادت المواجهات في المناطق الجبلية بين الجيشين الهندي والصيني في السنوات الأخيرة وهو ما تفسره ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانه دليل على عدائية صينية متنامية في آسيا.
وقال أبراهام دنمارك مدير برنامج آسيا في مجموعة “ويلسون سنتر” الأميركي، “اننا بعيدون عن الحرب العالمية الثالثة لكنه وضع متوتر جدا وخطير بين دولتين عظميين نوويتين في الوقت الذي تراجع فيه النفوذ الأميركي في المنطقة”.
ويعود آخر اشتباك عنيف بين جنود هنود وصينيين إلى 1975 عندما قتل أربعة جنود هنود في أنوراتشال براديش. ومذاك لم تطلق أي رصاصة فوق الحدود الهندية-الصينية.
وخاض البلدان حربا خاطفة في 1962 استولت فيها الصين على أراض من الهند. وأعقب ذلك اشتباكات أوقعت قتلى في 1967.
الأوبزرفر العربي