ارتفاع عدد ضحايا الإبادة الجماعية في غزة والقسام تضرب تل أبيب بالصواريخ
جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصار جباليا وشبح المجاعة يطل من جديد
مع دخول حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة يومها الـ233، استهدفت غارات مناطق متفرقة في القطاع المحاصر، مخلفة شهداء وجرحى، وسط كارثة إنسانية متفاقمة في ظل شحّ الغذاء والدواء والتعطل شبه الكامل للقطاع الصحي والدمار الهائل في البنية المدنية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع عدد ضحايا جرائم الإبادة الجماعية في القطاع إلى 35 ألفاً و984 فلسطينياً، بينهم 81 خلال آخر 24 ساعة، وذلك في اليوم 233 من الحرب.
وذكرت الوزارة، في بيان، أن إجمالي عدد الإصابات وصل إلى 80 ألفاً و643 فلسطينياً، بينهم 223 إصابة خلال آخر 24 ساعة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض حصاراً على جباليا، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لتوغل قواته في عمق المخيم الأكبر والأكثر اكتظاظاً في شمال القطاع، جنباً إلى جنب مع معارك وقصف جوي متواصل في مدينة رفح جنوباً.
أفادت وسائل إعلام فلسطينية بسقوط 12 شهيداً ونحو 20 مصاباً في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في جباليا شمالي قطاع غزة.
القسام تضرب تل أبيب بالصواريخ
من جهتها قالت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس في بيان عبر قناتها على تليغرام إنها أطلقت “رشقة صاروخية كبيرة” على تل أبيب.
هذا وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة شخص وسقوط شظايا صواريخ بعدة مواقع. ونقلت “هآرتس” عن خدمة الإسعاف قولها إن شخصا أصيب بجروح طفيفة جراء شظايا صاروخ في هرتسليا. كما أفادت الصحيفة بسقوط شظايا صواريخ بعدة مواقع، منها مدينة رعنانا وبين مدينتي بتاح تكفا وبني براك.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن هذه هي المرة الأولى التي تنطلق فيها صفارات الإنذار من الهجمات بوسط إسرائيل منذ أربعة أشهر.
الأزمة الإنسانية تتعمق
على المستوى الإنساني، كشف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، سلامة معروف، عن أن ما دخل من شاحنات عبر الرصيف البحري الأميركي منذ بداية عمله، لم يتجاوز 100 شاحنة.
وقال معروف، في بيان، اليوم الأحد: «تتعمق الأزمة الإنسانية داخل قطاع غزة، مع استمرار احتلال معبر رفح وإغلاقه أمام دخول شاحنات المساعدات، وإعاقة دخولها من معبر كرم أبو سالم، حيث تطبق إسرائيل بذلك حصارها على قطاع غزة بالكامل».
وأضاف: «يعود بذلك شبح المجاعة ليتهدد من جديد محافظتي غزة والشمال، وتتفاقم أزمة الأمن الغذائي بمحافظات الوسط والجنوب، سيما مع نزوح عشرات آلاف المواطنين من مدينة رفح جراء عملية الاجتياح التي يقوم بها جيش الاحتلال».
وأشار معروف إلى «ضعف جهود الإغاثة وبقائها دون الحد الأدنى المطلوب أمام الكارثة الإنسانية التي تعصف بالفلسطينيين»، موضحا أن «ما دخل من شاحنات عبر الرصيف البحري منذ بداية عمله، لم يتجاوز 100 شاحنة، فيما دخل لمحافظتي غزة والشمال الأسبوع الماضي من نقطة غرب بيت لاهيا 214 شاحنة، منها 109 شاحنات محملة بالطحين للمخابز والمواطنين و6 شاحنات أدوية فقط».
وتابع أنه «في ضوء الكارثة الإنسانية التي تزداد مأساوية؛ فإننا نطالب بانسحاب قوات الاحتلال من معبر رفح، ونؤكد مجددا أن المعابر البرية هي الأكثر جدوى وفاعلية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، والحد من أزمة الأمن الغذائي ومنع المجاعة التي تتهدد جميع مناطق القطاع»، مؤكدا أن «الأجدر بالجميع الضغط على الاحتلال لإدخال قوافل المساعدات برا وعبر المنافذ المعروفة كرفح وكرم أبو سالم وإعادة تفعيل معابر المنطار والشجاعية وبيت حانون».
واختتم بالقول: «يجب أن يتداعي المجتمع الدولي عاجلا وقبل فوات الأوان لإنقاذ من يموتون جوعا، وأفضل وسيلة لذلك هو عمل المعابر البرية بصورة تسمح بإدخال كافٍ ومنتظم لشاحنات المساعدات والإغاثة التي تصطف على الجانب المصري من معبر رفح ويرفض الاحتلال إدخالها حتى اللحظة، ضاربا بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية، ودون الاكتراث بالواقع الإنساني الكارثي للمواطنين في القطاع».
استئناف مفاوضات الوساطة
سياسياً، وفيما نقلت وكالة رويترز، السبت، عن مسؤول وصفته بالمطلع قوله إنه تقرر استئناف مفاوضات الوساطة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار، نفى مسؤول في الحركة صحة التقارير بهذا الشأن.
وقال مسؤول مصري مطلع لشبكة CNN الأميركية، إن المفاوضات بين إسرائيل و”حماس” لوقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى “ستستأنف الثلاثاء في القاهرة”.
ونقلت الشبكة عن مسؤول إسرائيلي قوله أيضاً إنه من المقرر استئناف المحادثات الأسبوع الجاري، لكنه لم يحدد موقع انعقادها.
“حماس”: لم يصلنا شيء من وسطاء المفاوضات
وعن موقف حركة حماس، قال القيادي في الحركة عزت الرشق إن حماس لم يصلها شيء من الوسطاء حول ما يتم تداوله بخصوص مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف الرشق عبر تليجرام: “المطلوب بشكل واضح هو وقف العدوان بشكل دائم وكامل في كل قطاع غزة، وليس في رفح وحدها، هذا ما ينتظره شعبنا، وهذا هو المرتكز ونقطة البداية”.
وأردف: “الحقيقة التي لا جدال فيها أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يقتل الأسرى، ولا يأبه لا للأسرى ولا لعائلاتهم، وهو لا يمل عن اللف والدوران والمراوغة وإعطاء انطباعات كاذبة عن اهتمامه بهم، ويحاول كسب المزيد من الوقت لمواصلة العدوان”.