الأمم المتحدة تعرب عن صدمتها من جرائم إسرائيل في شمال غزة
"عشرات آلاف الفلسطينيين محاصرين دون طعام أو إمدادات"
أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، عن صدمته إزاء الضربات الإسرائيلية العنيفة المستمرة منذ أكثر من أسبوع على شمال قطاع غزة، مؤكداً إن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون دون طعام أو إمدادات.
وقال بيان لمكتب الأمم المتحدة: “في ظل تصاعد الأعمال القتالية في أنحاء الشرق الأوسط، يعزل الجيش الإسرائيلي على ما يبدو شمال غزة تماما عن بقية القطاع، وينفذ أعمالا قتالية وسط تجاهل تام لحياة المدنيين الفلسطينيين وأمنهم”.
وذكر أنه تلقى تقارير تفيد بأن القوات الإسرائيلية أقامت حواجز رملية عند مفترق طريق رئيسي، مما أدى فعليا إلى “إغلاق شمال غزة”، وإطلاق النار على أولئك الذين يحاولون الفرار.
ومخيم جباليا هو محور يتركز عليه هجوم عسكري إسرائيلي منذ نحو 10 أيام. وأكمل جيش الاحتلال الإسرائيلي تطويق مخيم اللاجئين التاريخي، وأرسل دبابات إلى بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين من أجل تحقيق الهدف المعلن المتمثل في القضاء على مقاتلي حركة حماس الذين يحاولون إعادة تجميع صفوفهم هناك.
وتشبه الأيام القليلة الماضية المراحل السابقة من الحرب في ظل مطالبة جيش الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين بالإخلاء باتجاه الجنوب مع تصعيد ضغوطه على حماس.
وتعرض الجزء الشمالي من غزة، الذي يقطنه أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، لقصف شديد في المرحلة الأولى من الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ قبل عام.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مئات الآلاف من سكان شمال غزة تركوا منازلهم في الأشهر الأولى من الحرب مدفوعين بأوامر تهجير إسرائيلية وهجوم بري عسكري على مناطقهم، بينما بقي حوالي 400 ألف شخص محاصرين في ظل ظروف كارثية.
خطة لتهجير سكان شمال غزة
يخشى سكان آخرون من أن يكون هناك مخطط إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من مخيم جباليا وربما المناطق الشمالية بأكملها من قاطنيها، وذلك وفقا لمقترح طرحه جنرالات إسرائيليون سابقون يدعون لتهجير شمال غزة من المدنيين، وفرض حصار على المسلحين المتبقين حتى يعلنوا استسلامهم.
وقال جيورا ايلاند، المقدم الرئيسي للمقترح، إن مخططه يهدف إلى الضغط على حماس لتحرير الأسرى من خلال تقليل عدد المناطق التي تسيطر عليها حماس والمساعدات الواردة إليها بدلا من إرسال قوات إسرائيلية لمحاربة مقاتلي الحركة.
وأضاف لإذاعة جيش الاحتلال أمس الأحد: “ما يفعله (الجيش ) في مخيم جباليا في الوقت الراهن هو جزء مما يحدث عادة… وخطتي لم تُنفذ بعد”.
وخطط إسرائيل لمستقبل غزة غير واضحة فيما عدا هدفها المعلن المتمثل في تفكيك حماس كقوة عسكرية وحاكمة.
وأكد مهند هادي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الأحد، “نزوح أكثر من 50 ألف شخص من مخيم جباليا الذي بات محاصراً، في حين لا يزال آخرون محاصرين في منازلهم وسط تصاعد القصف والقتال”.
وأضاف “أدت العمليات العسكرية في الآونة الأخيرة في شمال غزة إلى إغلاق آبار المياه والمخابز والمرافق الطبية وأماكن الإيواء فضلا عن تعليق خدمات الحماية وعلاج سوء التغذية وأماكن التعلم المؤقتة. وفي الوقت ذاته، تشهد المستشفيات تدفقا كبيرا من المصابين”.
إبادة ومحرقة حقيقية
بدوره، أكد مدير الإسعاف والطوارئ بالخدمات الطبيبة في شمال غزة فارس عفانة، الاثنين، أن ما تفعله إسرائيل في شمال قطاع غزة هو “إبادة ومحرقة حقيقية”، محذرا من أنه “إذا لم يتحرك العالم فستحدث كارثة كبيرة”.
وقال عفانة، في مقطع فيديو”: “قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل قليل باستهدافنا بشكل مباشر أثناء قيامنا بواجبنا الإنساني والديني تجاه شعبنا الفلسطيني”.
وأضاف أنه “أولا تم استهداف أول مدرسة من ناحية (منطقة) بركة أو راشد (بمخيم جباليا- شمال)، وتوجهت مركبات الإسعاف (إلى مكان القصف)”.
وتابع: و”أثناء تواجدنا في المكان تم استهدافه بعدة قذائف، وتحركنا إلى المستشفى، وعند مستشفى “اليمن السعيد” تم إسقاط قذائف مدفعية أمام المركبة”.
عفانة أوضح أن القصف المدفعي “أدى إلى إصابة عدد من المصابين داخل مركبة الإسعاف وبعض الطاقم الطبية وتضررت المركبة، وتم السير بها حتى الوصول إلى مجمع كمال عدوان الطبي”.
وأكد أن “ما يحدث هنا في شمال قطاع غزة هي مجزرة وإبادة ومحرقة حقيقية، إن لم يتحرك العالم وإن لم يلجم قوات الاحتلال الإسرائيلي ستحدث كارثة كبيرة”.
وشدد على أن “ما يحدث هو خارج القانون الدولي الإنساني، ما يحدث هي إبادة جماعية، ولا نستطع القيام بعملنا بشكل طبيعي.. هناك خطورة كبيرة”.
وصباح الاثنين، قُتل 10 فلسطينيين وأُصيب عشرات في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مدنيين تجمعوا أمام مركز لتوزيع المساعدات الغذائية بمخيم جباليا (شمال)، للحول على دقيق بعد أن نفد ما لديهم من غذاء.
وحذرت 4 منظمات حقوقية إسرائيلية، في بيان مشترك الاثنين، دول العالم من أنها ستكون شريكة لتل أبيب في “جريمة” تهجير مئات آلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة، إذا لم تتحرك لمنعها.