الإمارات تؤكد دعمها لسيادة الصين ووحدة أراضيها
وتعرب عن قلقها من تأثير "الزيارات الإستفزازية" على الاستقرار والسلام الدولي
أكدت دولة الإمارات، دعمها لسيادة الصين ووحدة أراضيها مشددة على أهمية احترام مبدأ “الصين الواحدة” وأعربت عن قلقها إزاء “أي زيارات استفزازية” وتأثير ذلك على التوازن والاستقرار والسلام الدولي، وذلك في ضوء زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان.
ونشرت وزارة الخارجية الإماراتية أكّدت فيه على دعمها لسيادة الصين ووحدة أراضيها، وأهمية احترام مبدأ “الصين الواحدة”، داعية إلى الالتزام بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
وأعربت أبو ظبي عن “قلقها من تأثير أي زيارات استفزازية على التوازن والاستقرار والسلام الدولي”، وفقا للبيان.
وحثت الخارجية الإماراتية على “تغليب الحوار الدبلوماسي سعياً لضمان الاستقرار الإقليمي والدولي”، حسب قولها.
دولة الإمارات تؤكد على احترام "الصين الواحدة"https://t.co/hYhNX82Fjf
— وزارة الخارجية والتعاون الدولي (@MoFAICUAE) August 4, 2022
وقال مراقبون إن بيان وزارة الخارجية الإماراتية يظهر أن أبو ظبي صارت أقرب إلى الصين وروسيا في علاقاتها الخارجية منها إلى واشنطن الحليف التقليدي لدول الخليج. كما يظهر أن الإمارات باتت تسلك موقفا واضحا من القضايا الدولية بقطع النظر عن تأثير هذا الوضوح على علاقتها مع واشنطن مثلما حصل حين امتنعت عن التصويت لفائدة قرار في مجلس الأمن يدين التدخل الروسي في أوكرانيا، وحين تمسكت بقرارات تحالف أوبك+ في ما يخص كميات إمدادات النفط المسموح بها بالرغم من الضغوط الغربية.
ومن الواضح أن جولة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط ولقاءه زعماء المنطقة لم يؤديا إلى تغيير ولم يقدرا على تجاوز برود العلاقة بين واشنطن وحلفائها في المنطقة خاصة السعودية والإمارات.
مسار تنويع الشراكات
ويرى المراقبون أن صدور بيان إماراتي يعلن عن دعم “سيادة الصين ووحدة أراضيها، وأهمية احترام مبدأ الصين الواحدة”، ويحث على “الالتزام بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”، هو تأكيد جديد على تمسك الإماراتيين بمسار تنويع الشراكات مع الدول الكبرى والاعتماد على المصالح كمقياس في بناء العلاقات الخارجية وتدعميها.
وأشار بيان وزارة الخارجية الإماراتية إلى قلق أبوظبي “من تأثير أيّ زيارات استفزازية على التوازن والاستقرار والسلام الدولي”، حاثا على “تغليب الحوار الدبلوماسي سعياً لضمان الاستقرار الإقليمي والدولي”.
زيارة بيولسي
وتشترك الإمارات مع روسيا في موقفهما الذي يصف زيارة بيلوسي إلى تايوان بالاستفزازية، حيث انتقد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الزيارة التي قامت بها بيلوسي إلى تايبيه، والتي أثارت غضب بكين.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية عن المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين القول “لقد كانت (الزيارة) غير ضرورية على الإطلاق وأثارت استفزازا لا حاجة إليه”.
وردا على زيارة بيلوسي، يجرى الجيش الصيني مناورات جوية وبحرية واسعة في المياه المحيطة بتايوان، في أكبر استعراض للقوة العسكرية منذ عقود.
ويعتقد محللون سياسيون أن موقف الإمارات الداعم للصين في خلافها مع الولايات المتحدة هو استمرار لمسار التعاون الثنائي بين أبو ظبي وبكين في السنوات الأخيرة خاصة مع حرص الأخيرة على إنجاح مسار طريق الحرير الجديد الذي ينتظر أن يكون تأثيره كبيرا على نفوذ الصين في الشرق الأوسط.
وفي فبراير الماضي قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بلاده تعتزم التعاون مع الإمارات في بناء “شراكة إستراتيجية شاملة بينهما في العصر الجديد”، مشيرا إلى أن بكين تتجه للمشاركة بفاعلية في مشاريع التنمية الكبرى بالإمارات، وتوسيع نطاق التعاون بين البلدين في مجالات مختلفة، من بينها الطاقة الجديدة والطاقة المتجددة والفضاء والطيران.
وقال الرئيس الصيني خلال لقائه بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على هامش أولمبياد بكين 2022 إن بلاده مستعدة للعمل مع دول مجلس التعاون الخليجي لتسريع مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة. وأضاف شي أن “تسريع مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة سيضخ حيوية جديدة في اقتصاد الجانبين والاقتصاد العالمي أيضا”.
وقال الرئيس الإماراتي إن تعزيز العلاقات مع الصين يعد أولوية في السياسة الخارجية للإمارات، وإن بلاده ستظل ملتزمة بترسيخ الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع الصين وتعميقها.
العلاقات الصينية الإماراتية
وتطورت العلاقات الصينية – الإماراتية على مدى السنوات الماضية. ووقّع البلدان منذ العام 2010 أكثر من خمسين اتفاقية، أبرزها اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني، والتي تأسست بموجبها اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين.
وتتطلع الصين إلى أن تكون الإمارات إحدى البوابات التجارية الرئيسية لها في مبادرة الحزام والطريق لربط آسيا بأفريقيا وأوروبا.
ووقع البلدان 16 اتفاقية في 2019 تركزت في مجالات تكرير النفط والطاقة الذرية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والسياحة والإنشاءات والتبادل التجاري، إلى جانب التعليم والتعاون العسكري.
وتنظر الإمارات إلى الصين باعتبارها حليفا إستراتيجيا وطرفا أساسيا في معادلة تحقيق الانتعاش الاقتصادي والاستقرار والاستثمار الأمثل لمواردها. كما أن هذا التقارب ينسجم مع خطط الصين في أن تكون الإمارات إحدى البوابات التجارية الرئيسية لها في مبادرة الحزام والطريق لربط آسيا بأفريقيا وأوروبا.
وتمثل الصين الشريك التجاري الأهم للإمارات في التجارة السلعية غير النفطية حيث استحوذت على 9.7 في المئة من إجمالي التجارة غير النفطية للإمارات خلال العام الماضي وبقيمة تتجاوز 43 مليار دولار.
وتشير الأرقام إلى أن التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الصين خلال 2018 مثلا شكلت ما نسبته 16 في المئة من إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع دول قارة آسيا.
واستأثرت الصين بما نسبته 15 في المئة من إجمالي واردات الإمارات من السلع خلال 2018 لتحتل المرتبة الأولى في هذا الشأن بقيمة تتجاوز 38 مليار دولار.
وتعتبر الصين مصدرا لنحو 27 في المئة من إجمالي واردات الإمارات من دول قارة آسيا. كما أنها تأتي في المرتبة 11 على مستوى العالم في استقبال الصادرات غير النفطية وكذلك في سلع إعادة التصدير من الإمارات.