الجامعات الأمريكية تواصل انتفاضتها ودعمها لقطاع غزة
"من لوس أنجلوس إلى نيويورك مروراً بأوستن وبوسطن وشيكاغو وجورجيا"
تتواصل انتفاضة الجامعات الأمريكية الداعمة للفلسطينيين والرافضة لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها في قطاع غزة، فيما استخدمت الشرطة العنف ضد المتضامنين واعتقلت مئات الأشخاص.
ومن لوس أنجلوس إلى نيويورك، مروراً بأوستن وبوسطن وشيكاغو وجورجيا، تتسع حركة الطلاب الأميركيين المؤيدين للفلسطينيين، حيث نُظّمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالمياً مثل هارفارد وييل وكولومبيا وبرينستون.
ومنذ أيام، يتكرر المشهد في أنحاء مختلفة من البلاد، حيث يقوم طلاب بنصب خيام في الجامعات الأمريكية للتنديد بالدعم العسكري الذي تقدّمه الولايات المتحدة لإسرائيل والوضع الإنساني في قطاع غزة، ثم تقوم شرطة مكافحة الشغب في كثير من الأحيان بإخلائهم، بناء على طلب إدارة الجامعة.
الشرطة تعتقل مئات الطلاب
ومساء الأربعاء، أوقف أكثر من 100 متظاهر بالقرب من “إيمرسون كوليدج” في بوسطن.
وأعلنت شرطة بوسطن في بيان، اعتقال 108 أشخاص، وإصابة 4 ضباط، خلال احتجاجات الطلاب الداعمة للفلسطينيين في “إيمرسون كوليدج”.
وأشارت الشرطة، إلى أن الخيام التي كانت على رصيف بجوار المعهد العلمي في وسط مدينة بوسطن أُزيلت بعد الساعة الواحدة صباحاً بقليل. ويظهر في مقاطع مصورة منشورة على الإنترنت أفراد شرطة يعتمرون خوذاً في اشتباك مع أشخاص متشابكي الأذرع.
قال رئيس الجامعة، جاي بيرنهاردت، ومسؤولون آخرون في بيان، إن الخيام التي أقيمت في الجامعة “تنتهك قانون المدينة”، مضيفين أنه “سبق أن أرسلت إيمرسون كوليدج، معلومات تلقتها من مدينة بوسطن بشأن انتهاك المتظاهرين للقانون في عدة مناسبات خلال الأيام الماضية”.
وأعرب البيان عن دعم الجامعة لـ”حق التعبير عن الرأي من خلال الاحتجاج”، لكنه شدد على ضرورة أن يتم ذلك بـ”طريقة تتفق مع قوانين المدينة”، بحسب ما نقلت شبكة CNN الأميركية.
وعلى بعد آلاف الأميال، قام عناصر الأمن الذين يمتطون جياداً بتوقيف طلاب في جامعة تكساس الواقعة في مدينة أوستن.
وأعلنت السلطات في تكساس، اعتقال 57 شخصاً في الحرم الجامعي، فيما قال مكتب المدعي العام إنه “تم رفض 46 قضية على خلفية مظاهرة جامعة تكساس”.
أما في جامعة نورثويسترن، قال منظمون، إن الطلاب بدأوا نصب خيام في الحرم الجامعي شمالي شيكاغو مباشرة، حيث دعوا الجامعة إلى حماية المتحدثين المؤيدين لفلسطين، وإنهاء العلاقات مع مؤسسات إسرائيلية.
وقالت “رابطة معلمي جامعة نورثويسترن من أجل العدل في فلسطين” و”اتحاد تحرير الطلاب” و”الصوت اليهودي من أجل السلام” في بيان مشترك، “نرفض السماح باستمرار النشاط الاقتصادي كالمعتاد في مواجهة تواطؤ (جامعة) نورثويسترن”.
إرهاب علني
وفي السياق ذاته، طردت الشرطة، صباح الخميس، طلاباً من جامعة إيموري في أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا، في جنوب الولايات المتحدة.
ونقلت CNN عن منظمي مظاهرات جامعة إيموري قولهم، إن “سلطات إنفاذ القانون مسؤولة عن المتظاهرين الذين تعرضوا لهجوم عشوائي داخل الحرم الجامعي”، واصفين ذلك بـ”الإرهاب العلني”.
ولكن على الرغم من ذلك، يشهد الحراك الجامعي توسعاً، فقد أُنشئ في وقت مبكر الخميس، مخيماً جديداً في حرم جامعة جورج واشنطن بالعاصمة، حيث من المقرر تنظيم تظاهرة.
وتُظهر مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، تمثالاً لجورج واشنطن أول رئيس أميركي، قد لُف بالعلم الفلسطيني حول جبهته. وعند أسفل التمثال، نصب المتظاهرون حوالي 10 خيام.
وقال يزن وهو طالب أميركي من أصل فلسطيني يدرس في نيويورك: “ينام ملايين الفلسطينيين في غزة في البرد كل ليلة دون الحصول على الطعام أو المأوى”.
ومنذ أكثر من أسبوع، ينام الطالب الذي يبلغ من العمر 23 عاماً كل ليلة في حديقة جامعة كولومبيا.
التعبئة قوية
وقد انطلقت الحركة الاحتجاجية من هذه الجامعة، قبل أن تنتشر في أنحاء مختلفة من البلاد، جراء التعبئة القوية جداً التي قام بها طلاب على شبكات التواصل الاجتماعي.
من جهتها، قالت سابرينا التي لم ترغب في الكشف عن اسمها الكامل، لوكالة “فرانس برس”، إن التظاهرات اجتذبت أيضاً الكثير من الأشخاص إلى أبواب حرم جامعة كولومبيا، والذين يميل الكثير منهم إلى “العنف أو التلفّظ بإهانات معادية للسامية”.
وأضافت هذه الطالبة: “عندما آتي إلى الحرم الجامعي، كثيراً ما أخفي رموزي اليهودية حفاظاً على سلامتي”، مشيرة إلى أنها لا تشعر بالأمان فعلاً.
وأمهل مسؤولو جامعة كولومبيا في نيويورك، المحتجين، حتى الساعة الرابعة من صباح الجمعة (12 صباحاً بتوقيت جرينتش)، للتوصل إلى اتفاق مع الجامعة لتفكيك عشرات الخيام التي أقيمت في حرم الجامعة بمدينة نيويورك في احتجاج بدأ قبل أسبوع.
ولم تتمخض مهلة سابقة كان موعدها النهائي منتصف ليل الثلاثاء عن اتفاق، لكن المسؤولين أطالوا أمدها 48 ساعة مستندين إلى تقدم في المحادثات.
وحاولت الجامعة بالفعل فض الاحتجاج بالقوة. ففي 18 أبريل الجاري، أقدمت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق على خطوة استثنائية بدعوتها شرطة مدينة نيويورك لدخول الحرم الجامعي، ما أثار غضب كثيرين من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وتعهد المحتجون بمواصلة الاحتجاج حتى توافق الجامعة على كشف وسحب أي ممتلكات مالية، ربما تدعم الحرب في غزة، وتعفو عن الطلاب الذين تم إيقافهم عن الدراسة بسبب الاحتجاج.
زيارة مايك جونسون
في هذه الأثناء، هدد رئيس مجلس النواب مايك جونسون خلال زيارة إلى جامعة كولومبيا، بأن يطلب من الرئيس جو بايدن تعبئة الحرس الوطني في الجامعات التي تعاني من “فيروس معاداة السامية”، على حد تعبيره.
وقال جونسون في كلمته، “إذا لم يتم احتواء هذا بسرعة، وإذا لم يتم إيقاف هذه التهديدات والترهيب، فهذا هو الوقت المناسب للحرس الوطني”.
وتعالت صيحات الاستهجان ليغطي صوتها على تصريحات جونسون وهو يلقي الكلمة وردد طلاب هتافات تقول “مايك.. أنت مقرف”.
وقالت الطالبة جريس داي: “إنه مقرف حقاً، بالتأكيد ما كان ينبغي عليه القدوم إلى هنا. نحن لا نريد أشخاصاً لا يعرفون حقاً ما الذي يجري هنا ثم يأتون للتدخل”.