الجزائر تتجاهل المغرب وتقرر تصدير الغاز الطبيعي لإسبانيا مباشرة
بعد قرار الجزائر قطع علاقتها الدبلوماسية مع المغرب اعتباراً من الثلاثاء الماضي، أعلن وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، إن جميع إمدادات الغاز الطبيعي الجزائري نحو إسبانيا، ستتم عبر أنبوب “ميدغاز” الذي يربط الجزائر بإسبانيا مباشرة عبر البحر المتوسط، ليحسم بذلك مصير تجديد عقد تصدير الغاز لإسبانيا من خلال خط الأنابيب المار عبر المغرب.
وشدد الوزير الجزائري خلال استقباله سفير إسبانيا لدى الجزائر، فرناندو موران كالفو سوتيلو، في مقر الوزارة، على “التزام الجزائر التام بتغطية جميع إمدادات الغاز الطبيعي نحو إسبانيا عبر ميدغاز”، مشيراً إلى “القدرات المتاحة للجزائر لتلبية الطلب المتزايد على الغاز من الأسواق الأوروبية، وخصوصاً السوق الإسبانية، وذلك بفضل المرونة من حيث قدرات التسييل المتاحة للبلاد”، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الجزائرية.
وكان مصدر رسمي جزائري قد قال، الأربعاء، إن بلاده تتجه إلى عدم تجديد عقد تصدير الغاز لإسبانيا من خلال خط الأنابيب المارّ عبر المغرب، وأضاف أن الجزائر ستعتمد في تصدير الغاز على خط أنابيب الغاز الرابط بين “بني صاف” في ولاية “عين تيموشنت” غربي العاصمة ومدينة ألميريا الإسبانية (خط ميدغاز).
توسعة أنبوب الغاز “ميدغاز”
وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب دشن في مايو الماضي مشروع توسعة أنبوب الغاز “ميدغاز” الرابط بين بني صاف ومدينة ألميريا، بطول 197 كيلومتراً وتكلفة بلغت 32 مليار دينار جزائري. وبحسب وزارة الطاقة الجزائرية، فإنه من المتوقع أن تنتهي أعمال الإنشاءات آخر العام الجاري.
في حين يعمل خط أنابيب الغاز الرابط بين الجزائر وأوروبا مروراً بالمغرب، والذي دخل الخدمة في عام 1996، على نقل الغاز من “حاسي الرمل” باتجاه إسبانيا مروراً بمضيق جبل طارق.
وينتهي عقد تصدير الغاز من الجزائر إلى إسبانيا من خلال خط الأنابيب المارّ عبر الأراضي المغربية في أكتوبر المقبل.
قطع العلاقات مع المغرب
وأعلنت الجزائر قطع علاقتها الدبلوماسية مع المغرب اعتباراً من الثلاثاء، متهمة الرباط بـ”التحريض وانتهاك معاهدة حسن الجوار”. فيما أعربت الخارجية المغربية في بيان عن أسفها على “القرار الأحادي”.
وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، خلال مؤتمر صحافي، إن السلطات المغربية “منحت موطئ قدم لقوات عسكرية أجنبية في المنطقة المغاربية”، كما اتهمها بشنّ “عمليات عدائية”.
واعتبر لعمامرة أن “تحريض ممثل المغرب على الإدلاء بتصريحات كاذبة ضد دولة جارة يشكل عملاً خطيراً وغير مسؤول، وينتهك المادة 5 من معاهدة حسن الجوار المبرمة بين البلدين”.
وأضاف أن “الأعمال العدائية للمغرب تشمل التعاون مع منظمتي (ماك) و(رشاد) الإرهابيتين في الجزائر”.