الجيش السوداني يتهم قوات الدعم السريع بقتل والي غرب دارفور
وجه الجيش السوداني ليل الأربعاء-الخميس اتهاماً لقوات الدعم السريع بـ”اختطاف وتصفية” والي غرب دارفور خميس أبكر الذي كان قد حمّل، قبل ساعات من مقتله، هذه القوات المسؤولية عن انتهاكات ارتُكبت في الولاية وخصوصاً في عاصمتها الجنينة.
وقالت القوات المسلّحة السودانية في بيان إنّها “تدين بأشدّ عبارات الاستهجان التصرّف الغادر الذي قامت به ميليشيا الدعم السريع المتمرّدة (الأربعاء)، باختطاف واغتيال والي ولاية غرب دارفور خميس عبدالله أبكر” على الرّغم من أنّ “لا علاقة له بمجريات الصراع” الدائر منذ شهرين بين الطرفين.
وكان أبكر أحد زعماء حركات التمرد الموقعة على اتفاق جوبا للسلام مع الحكومة عام 2020 سعيا الى وضع حد لنزاع في الإقليم امتد زهاء عقدين.
من جهته، وصف حزب الأمة القومي، أبرز الأحزاب السياسية في السودان، ما يحدث من عنف في الجنينة بأنّه “جريمة إنسانية مكتملة الأركان جعلت منها منطقة منكوبة بلا شك، مما يتطلب إعلان ذلك بصورة رسمية لتضطلع المنظمات الدولية بدورها حيال الوضع فيها”.
وتدور منذ 15 أبريل معارك طاحنة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتتركّز هذه المعارك في الخرطوم وفي إقليم دارفور الذي عانى على مدى عقدين من نزاعات دامية في عهد الرئيس السابق عمر البشير.
وأسفر القتال عن مقتل أكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
ووفق أرقام الأمم المتحدة، تسبّب النزاع بنزوح نحو مليوني شخص بينهم أكثر من 900 ألف فرّوا من العاصمة بسبب العنف وأكثر من 475 ألف لجأوا إلى البلدان المجاورة.
وحتى الآن لم تعلق قوات الدعم السريع على هذا الاتهام.
وأتى مقتل أبكر بعد ساعات من تصريحات اتّهم فيها قوات الدعم السريع بـ”تدمير” مدينة الجنينة وإطلاق قذائف “على رؤوس المواطنين” في الجنينة حيث كان موجوداً.
قتل عشوائي
وأضاف “المواطنون اليوم يُقتلون بطريقة عشوائية جداً وبأعداد كبيرة. اليوم عندنا أعداد كبيرة من الجرحى لا يجدون علاجاً. لا يوجد لدينا مستشفى (…) . الآن لا توجد أي مؤسسة صحية تقدّم خدمات للمواطنين”.
ووصف أبكر ولايته بأنّها “منكوبة”، مضيفاً “اليوم الجنينة مستباحة كلّها… كلّها، كلّها دُمّرت”.
وتابع “هذا شعب تمّ قتله بدم بارد بأعداد كبيرة جداً، بالآلاف (…) لذا نحن بحاجة الى تدخّل حاسم من المجتمع الدولي لحماية ما تبقّى من الأرواح في هذه المنطقة”.