الحرب تتجدد بين الميليشيات الليبية
تفجرت من جديد حرب الميليشيات الليبية المسلحة، فجر اليوم الجمعة، حيث اندلعت اشتباكات بين ميليشيات محمد البحرون الملقب بـ”الفار” تابعة لمدينة الزاوية، وميليشيا جهاز دعم الاستقرار التي يقودها عبد الغني الككلي الملقب بـ”غنيوة” تابعة للعاصمة طرابلس، جنوب مدينة الزاوية، غرب ليبيا.
وبدأت الاشتباكات وهي الأعنف من نوعها بين الميليشيات، بعد هجوم قوة تابعة لميليشيا الفار على تمركزات جهاز دعم الاستقرار، بعد ساعات من تعرض قواتها التي تتبع لجهاز ما يعرف بـ”البحث الجنائي” لهجوم مسلح من قبل مجهولين أسفر عن إصابة 4 من أفرادها وتدمير عدد من آلياتها.
واستخدمت في هذه الاشتباكات التي لا تزال مستمرة حتى الآن، كل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، حيث أظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، إطلاق قنابل يدوية وقذائف صاروخية من الجانبين.
وتشهد مدينة الزاوية التي تعتبر من أكثر مدن الغرب الليبي تواجدا للميليشيات المسلحة، منذ أسابيع اشتباكات متقطعة بين مختلف التشكيلات المسلحة بالمدينة، التي تتصارع على مناطق النفوذ وطرق التهريب، نجحت وساطات محليّة في إبرام تسوية بين أطراف النزاع.
ترويع السكان
وتبعا لتجدّد هذه المواجهات في كل مرة، ارتفعت الأصوات من داخل المدينة المنددة بهذه الاشتباكات تسببت في ترويع السكان وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر، وطالبت بضرورة تدخل السلطات لوضع خطّة أمنية للتهدئة، لمنع تكرار هذه الأحداث.
وتلتزم السلطات الحالية منذ استلام مهامها في شهر مارس الماضي، الصمت إزاء الاشتباكات المتكررة التي تندلع بين الحين والآخر، بين الميليشيات المسلحة في مدن الغرب الليبي، رغم التهديدات التي أطلقها المجلس الرئاسي، شهر أبريل الماضي “بمحاسبة كل من تسبب بإلحاق الأذى بالمدنيين أو الممتلكات العامة والخاصة”.
وتعدّ معضلة الميليشيات المسلحة التي تتحكم في مدن الغرب الليبي وترتبط بعلاقات متوترة ومصالح متعارضة وانتماءات متناقضة، واحدة من أبرز العقبات التي تواجه السلطة التنفيذية الجديدة التي وعدت الليبيين بالسلام والوحدة والاستقرار.