الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة يجعل من فرصة الحصول على المياه “حلم”
منذ أن بدأت إسرائيل تنفيذ جرائمها في قطاع غزة، وفرضت حصاراً شاملاً عليه، لم يعد أهالي القطاع يضمنون الحصول على قطرة مياه واحدة، رغم وقوفهم لساعات طويلة في الطوابير اليومية المزدحمة.
في نشرات الأخبار تظهر عيون الأطفال الشاخصة إلى مياه الشرب والطعام كئيبة ومقهورة، حيث أثبتت التقارير الأممية ضحالة وتلوث مياه الشرب في غزة، ولم يمنع التنديد العالمي بالحصار والتجويع، إسرائيل من تحويل منطقة غنية بالثروة المائية إلى أكبر منطقة تعجّ بالخوف والمرض والموت.
يوميًا يمثل الأطفال في خانيونس في طوابير طويلة للحصول على الطعام من مطابخ الجمعيات الخيرية التي تملء قدورهم بالماء والحساء، وهي إمدادات لا تلبي احتياجاتهم اليومية بعد تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي آبار المياه في قطاع غزة ومنعه وصول المساعدات.
في حديثه مع وكالة “أسوشيتد برس” يقول النازح رفعت عبد الدايم “ابني صغير.. يقطع مسافة حوالي كيلومترين للوصول إلى مطبخ خيري للحصول على الطعام، أحيانًا يعود باكيًا ويداه فارغتان لأنه لم يحصل على دوره” مضيفًا:”هذا هو قهر الرجال”.
وبعزل عن كون المياه غير كافية للمنطقة، وأن معاناة الحصول على 10 أو 20 لترًا لعائلة مكونة من 15 فردًا لا تكون دائمًا مضمونة، إلا أن التقارير الأممية أثبتت أن المياه غير صالحة للشرب وقد تسبب عدوى شلل الأطفال. وعلى الرغم من ذلك، يشرب أهل غزة هذه المياه “مرغمين”، حيث يقول عبد الدايم: “نشربها غصبًا عنا… لأننا نموت من العطش”.
من جهتها تعبر النازحة من بيت لاهيا غالية حمودة عن أن الحياة “لا تطاق”، فالأطفال يعانون باستمرار من أمراض المسالك البولية، التي تسبب ارتفاع الحرارة وأوجاع البطن، تقول غالية: “الأمر صعب جدًا، نحن نصاب بالأمراض، لا ماء لدينا، ولا مطابخ سوى المطابخ الخيرية”، حتى أن أقصى طموح أطفال غزة أصبح أن لا يعودوا من الطوابير والمطابخ، فارغي اليدين.