الرئيس الصيني يتجاهل عرض بايدن لعقد قمة ثنائية
تجاهل الرئيس الصيني اقتراحاً من الرئيس الأميركي جو بايدن، لعقد قمة وجهاً لوجه معه، خلال مكالمة استمرت 90 دقيقة الأسبوع الماضي.
الاقتراح لم يلق آذاناً صاغية، بحسب ما كشفت عنه صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، ورد بايدن، في وقت لاحق رداً على تقرير الصحيفة، أن تشي جين بينج “لم يرفض” عرضه لعقد القمة.
الصحيفة أضافت، أن اقتراح بايدن جاء في محاولة لكسر الجمود في العلاقات الأميركية الصينية، مشيرة إلى أن العديد من الأشخاص الذين تم اطلاعهم على المكالمة قالوا إن الرئيس الصيني لم يقبل ذلك العرض، وبدلاً من ذلك أصر على ضرورة أن تتبنى واشنطن لهجة أقل حدة تجاه بكين.
وأوضحت أن البيت الأبيض صوَّر المكالمة، التي جرت بناءً على طلب بايدن بعد 7 أشهر من أول محادثة هاتفية بين الرئيسين، على أنها فرصة لاختبار ما إذا كان شي على استعداد للانخراط بجدية، وذلك بعد عدة اجتماعات دبلوماسية بين المسؤولين الأميركيين والصينيين لكنها لم تحرز تقدماً يذكر.
ونقلت “فاينانشال تايمز” عن 5 أشخاص قالت إنه تم اطلاعهم على المكالمة، دون الكشف عن هوياتهم، أنه في حين استخدم شي لغة أقل فظاظة مما فعل كبار دبلوماسييه هذا العام، كانت رسالته الإجمالية إلى بايدن، أنه على الولايات المتحدة أن تخفف من حدة خطابها تجاه الصين.
وقال شخص سادس مطلع على الوضع إن بايدن طرح القمة كواحدة من عدة احتمالات لمتابعة المشاركة مع شي جين بينج، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي لم يتوقع رداً فورياً.
لا يحضر اجتماعات
وأفاد مسؤول أميركي مطلع على المحادثة، إن البيت الأبيض يعتقد أن عدم تفاعل الرئيس الصيني مع فكرة عقد قمة، يرجع جزئياً إلى مخاوف شي جين بينج، بشأن كوفيد 19، حيث لم يغادر الصين منذ أن ذهب إلى ميانمار في أوائل عام 2020 قبل تفشي الجائحة.
وذكرت الصحيفة أيضاً، أن الولايات المتحدة نظرت في إمكانية عقد قمة محتملة بين بايدن وشي على هامش اجتماعات مجموعة العشرين في إيطاليا في أكتوبر، لكن وسائل الإعلام الصينية أشارت إلى أن الرئيس الصيني قد لا يحضر.
كما أن الرئيس الصيني لن يحضر أيضاً اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون هذا الأسبوع في طاجيكستان، حيث ستناقش الصين وروسيا والهند وباكستان ودول آسيا الوسطى الوضع في أفغانستان.
ونقلت الصحيفة عن شخص آخر مطلع على مكالمة بايدن وشي جين بينج، أن الجانب الأميركي كان يتصور أن الرئيس الصيني لا يرغب في الالتزام بعقد اللقاء في هذه المرحلة بالذات.
الولايات المتحدة أصيبت بخيبة
وقال شخص آخر، إنه من الممكن أن يوافق الطرفان على إجراء مكالمة فيديو، وهي خطوة أكبر من مجرد إجراء مكالمة هاتفية، في وقت قريب من انعقاد اجتماعات مجموعة العشرين، لكن 3 أشخاص قالوا إن الولايات المتحدة أصيبت بخيبة أمل إزاء عدم اهتمام بينج الواضح بعقد القمة.
وأكدت الروايات الصينية عن المكالمة أن بايدن هو من بادر بها، ونقلت عن شي جين بينج قوله إن السياسات الأميركية تسببت في “صعوبات خطيرة”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة “تتطلع إلى مزيد من المناقشات والتعاون” مع الصين.
واعتبرت الصحيفة الأميركية أن هذه اللهجة توحي بأن واشنطن كانت تضغط بشدة من أجل الانخراط أكثر مع بكين.
مكتب تمثيل تايوان
وبعد يوم واحد من المكالمة، ذكرت “فاينانشال تايمز”، أن بايدن كان يفكر في السماح لتايوان بتغيير اسم مكتبها في الولايات المتحدة، من مكتب الممثل الاقتصادي والثقافي في تايبيه إلى “مكتب تمثيل تايوان”.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة أثارت رد فعل غاضب من الصين، التي تخشى أن يؤدي تغيير الاسم هذا إلى “تعزيز ادعاء تايوان بأنها دولة ذات سيادة”.
يشار إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تمر بمنعطفات ظهرت معالمها بوضوح في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب الذي أشعل حرباً تجارية بين البلدين، ليهبط مستوى العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوى، وتواصل الإدارة الحالية ذلك النهج إلى حد ما، حتى أنها بررت انسحابها من أفغانستان بالرغبة في التركيز على الصين.
وتتخذ الإدارة الأميركية موقفاً متشدداً تجاه الصين، منتقدة معاملتها لأقلية الأويغور في شينجيانج، ومتهمة إياها بقمع الحركة المؤيدة للديمقراطية في هونج كونج، كما تنتقد أيضاً نشاطها العسكري حول تايوان. بدورها، تتهم بكين إدارة بايدن بالتدخل في المصالح الاستراتيجية الأساسية للصين.