السعودية تستضيف مباحثات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

عقدت في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، الثلاثاء، المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان.

ومثّل الجانب الأميركي في جلسة المحادثات، وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، فيما مثّل الجانب الأوكراني مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزير الخارجية أندري سيبها، ووزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف.

ووفقاً لما أوردته وكالة الأنباء السعودية “واس”، فإن هذه المحادثات “تأتي ضمن مساعي المملكة لحل الأزمة في أوكرانيا، بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف، وضمن جهودها لتعزيز الأمن والسلام العالمي، وانطلاقًا من إيمانها بأهمية الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية، وأن الحوار هو الوسيلة الأنجح لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين”.

وفي أول اجتماع رسمي منذ أزمة لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض الشهر الماضي، انطلقت في جدة، محادثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين لبحث ملفات عدّة من بينها محاولة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ 3 سنوات.

وتُعلّق الولايات المتحدة آمالاً كبيرة على المحادثات، بعدما تبدلت سياستها بشأن حرب أوكرانيا في إطار سعيها إلى إنهاء الصراع سريعاً، إذ تحولت واشنطن من حليف لكييف إلى الانخراط في محادثات مباشرة مع موسكو وقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا ووقف تبادل معلومات المخابرات معها.

مواجهة غير مسبوقة بين كييف وواشنطن

وفي المقابل، دفعت أوكرانيا باتجاه علاقات “براجماتية” مع واشنطن، بعد “مواجهة غير مسبوقة” بين زيلينسكي وترامب، في محاولة للتأقلم مع النهج الجديد بالبيت الأبيض، حيث من المتوقع أن تقترح كييف في المحادثات “وقف إطلاق نار محدود”، يشمل البحر الأسود والهجمات بالقذائف بعيدة المدى، فضلاً عن إطلاق سراح أسرى، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”.

تعليق روسيا

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو مستعدة للنقاش بشأن الأزمة الأوكرانية مع المستعدين لتقديم مساعدة حقيقية لحلها.

بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الولايات المتحدة ستبلغ موسكو بنتائج المحادثات في جدة.

المشاركون في المحادثات

وترأس الوفد الأميركي في المحادثات، وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز.

وقال روبيو في حديثه للصحافيين على متن طائرته قبل وصوله إلى جدة، الاثنين، إنه ومايك والتز سيقيمان ردود أوكرانيا في السعودية. فيما ذكر مسؤولان أميركيان أن وفد واشنطن سيحدد خلال الاجتماع ما إذا كانت أوكرانيا مستعدة لتقديم تنازلات ملموسة لروسيا لإنهاء الحرب.

وفي الجانب الآخر، يقود فريق التفاوض الأوكراني أندريه يرماك، أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووزير الخارجية أندريه سيبها، ووزير الدفاع رستم عمروف،ونائب رئيس الديوان الرئاسي بافلو باليسا.

إلّا أن زيلينسكي الذي قام بزيارة إلى السعودية، الاثنين، التقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال إنه لن يحضر المحادثات مع المسؤولين الأميركيين في جدة.

وتحت ضغط من ترامب، يبذل زيلينسكي جهداً لإظهار التوافق رغم عدم حصوله على “ضمانات أمنية” أميركية تعتبرها كييف أساسية لأي اتفاق محتمل للسلام مع موسكو.

ويدعو زيلينسكي إلى هدنة للعمليات الجوية والبحرية إلى جانب تبادل للأسرى، فيما يقول إنه قد يكون اختباراً لمدى التزام روسيا بإنهاء الحرب.

وترفض موسكو فكرة الهدنة المؤقتة، التي تقترحها أيضاً بريطانيا وفرنسا، إذ تقول إنها محاولة لكسب وقت لكييف ومنع انهيارها العسكري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى