السودان تحذر من نقص كميات المياه الواردة من النيل اعتباراً من أبريل
وتعلن استعدادها لجميع السيناريوهات جراء الملء الأحادي لسد النهضة
حذرت السودان من احتمال مرجّح لتسجيل نقص في كميات المياه الواردة من النيل الأزرق اعتباراً من أبريل وحتى سبتمبر القادم، مشيرة إلى احتمال “تأثر مداخل محطات مياه الشرب ومشاريع الري في بعض المناطق جراء انخفاض مناسيب المياه في هذا القطاع”.
وأعلن مسؤول في وزارة الري السودانية الاثنين، إن مهندسي الوزارة يستعدون لجميع السيناريوهات المحتملة جراء الملء الأحادي لسد النهضة من جانب إثيوبيا في يوليو المقبل.
ونقلت الوزارة في بيان عن وكيلها ضو البيت عبد الرحمن قوله إن “مهندسين إدارتي الخزانات ومياه النيل في الوزارة يعملون على الحد من الآثار السلبية المتوقعة، بما يشمل تعديلات في نظم تفريغ وملء خزانى الروصيرص وجبل الأولياء”.
وقالت الوزارة إن “قطاع النيل الأبيض من الجبلين إلى جبل أولياء سيتأثر أيضا بملْء سد النهضة نسبة لتعديل نظم تشغيل خزان جبل أولياء”، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي أيضاً “لتقليص مساحات الجروف والمراعي لعدم التفريغ الكامل للبحيرة”.
وأضافت الوزارة أن النيل الرئيسي من الخرطوم إلى عطبرة سيتعرض للتأثيرات نفسها، وستقل كميات المياه، وتنخفض المناسيب وستتقلص مساحة الجروف المزروعة والمراعي.
وطالبت الوزارة جميع المعنيين باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجاوز آثار الملء والتشغيل خلال فترة نقص المياه الواردة لتجاوز آثار الملء والتشغيل خلال الفترةالمذكورة.
وكانت إثيوبيا أكدت في فبراير الماضي، أنها ماضية في خطتها لملء سد النهضة في يوليو المقبل، بشكل أحادي، دون التوصل إلى اتفاقية قانونية بشأن قواعد الملء مع السودان ومصر.
وإلى جانب المخاوف السودانية، تخشى مصر، التي تحصل من نهر النيل على أكثر من 90% من احتياجاتها المائية، من أن يتسبب السد الذي كلف بناؤه مليارات من الدولارات في الإضرار بحصصها من مياه النيل.
وأبلغ وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الأسبوع الماضي، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلق بلاده إزاء تعثر مفاوضات سد النهضة التي أجريت برعاية الاتحاد الإفريقي، بين مصر والسودان، وإثيوبيا.
وقال أحمد حافظ، المُتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، في بيان، إن شكري استعرض، خلال اتصال مع غوتيريش، عناصر المقترح الذي قدمه السودان، وأيدته مصر لتطوير آلية المفاوضات، بهدف إشراك المجتمع الدولي في المحادثات، عن طريق تشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، وتضم الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، للتوسط في المفاوضات.
وأكد شكري، على “ضرورة إطلاق عملية تفاوضية جادة وفعالة برعاية إفريقية ومشاركة أطراف دولية تسفر عن التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً على ملء وتشغيل سد النهضة، يراعي مصالح الدول الثلاث، قبل موسم الفيضان المقبل الذي أعلنت إثيوبيا نيتها تنفيذ المرحلة الثانية من الملء خلاله”.
وشدد وزير الخارجية المصري، على أن الإصرار الإثيوبي على ملء السد دون اتفاق ” ستكون له آثار وتداعيات سلبية يتعين تلافيها وتجنبها من خلال التوصل لاتفاق على سد النهضة في أقرب فرصة ممكنة”.
وبدأت إثيوبيا، التي تقول إن لها الحق تماماً في استخدام مياه النيل، بملء الخزان خلف السد الصيف الماضي، بعد إخفاق مصر والسودان في انتزاع اتفاق ملزم قانونياً يتعلق بتشغيل السد.
وأعلن وزير المياه والري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، في فبراير الماضي، أن”بناء سد النهضة يسير كما هو مخطط له، ولا توجد وسيلة للهروب من ملء خزان السد في يوليو المقبل”، رغم رفض مصر والسودان.
وكان وزير الري الإثيوبي أعلن في يناير الماضي، أن بلاده “ليست ملزمة بالإخطار المسبق لدول المصب بإجراءات الملء والتشغيل وتبادل البيانات حولها”.