الشرطة السودانية تستخدم الغاز المسيل للدموع في تفريق المحتجين المطالبين بالحكم المدني
استخدمت الشرطة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع، اليوم الاثنين، لتفريق مئات المحتجين المطالبين بالحكم المدني، في الخرطوم، بالقرب من القصر الرئاسي في العصمة الخرطوم.
وأغلقت قوات الجيش، الاثنين، كافة الطرق المؤدية إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، في حين أعربت السفارة الأميركية بالخرطوم، في وقت سابق، عن دعمها للمظاهرات، قائلة إنها تقف مع الشعب السوداني في “سعيه للحرية، والسلام، والعدالة”، مرحبة بـ”التزام الحكومة بحماية المتظاهرين السلميين”.
ودعت التجمعات المهنية، و”لجان المقاومة في الأحياء”، إلى مظاهرات، الاثنين، رفضاً للاتفاق السياسي الذي كلّف بمقتضاه عبد الله حمدوك تشكيل حكومة جديدة.
وأعربت “قوى الحرية والتغيير” (المجلس المركزي) عن دعمها المظاهرات داعية لـ”المشاركة في المظاهرات والتمسك بالسلمية”، كما أوضحت أن هدفها من دعم المظاهرات، يتمثل في رفض إجراءات الجيش في 25 أكتوبر الماضي، وكذا الاتفاق الموقع بين رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في 21 نوفمبر.
الشعب أقوى والردة مستحيلة
وهتف المحتجون: “الشعب أقوى والردة مستحيلة”، فيما رفعوا لافتات كتب عليها “لا للتفاوض”، و”المدنية خيار الشعب”، بحسب “فرانس برس”.
وقالت إيمان بابكر إحدى المتظاهرات قرب القصر الجمهوري إنها “خرجت اليوم، وسوف أخرج في كل موكب حتى تعود الحكومة كاملة”، فيما ذكر قصي محمد، وهو يلف جسده بعلم السودان، ورسم على قميصه صورة أحد ضحايا التظاهرات الماضية: “لن نتوقف حتى يتحقق هدفنا في دولة مدنية”.
وأفاد شهود عيان بأن مئات المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في ولايتي القضارف وكسلا شرق البلاد، وأضاف محمد إدريس من كسلا أن “المتظاهرون الآن في وسط المدينة يهتفون لا لحكم العسكر”.
ومن القضارف، قالت أمل حسين “تجمع حوالي 600 شخص في وسط المدينة يحملون الأعلام ويهتفون: السلطة .. الشعب”.
وشهد السودان مظاهرات سابقة في 6 ديسمبر الماضي، امتداداً لسلسلة من المظاهرات الرافضة لإجراءات البرهان التي أعلنها نهاية أكتوبر الماضي، والتي اعتقل بموجبها معظم الشركاء المدنيين في الحكم، ووضع حمدوك تحت الإقامة الجبرية، ليتم تكليف الأخير مجدداً تشكيل حكومة جديدة، بعد التوقيع على ميثاق سياسي جديد.
البرهان يأسف لسقوط عدد كبير من الضحايا
وقال رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، إنه ملتزم بالاتفاق السياسي الموقع مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، مضيفاً: “نحن ملتزمون بأن ندعم الحكومة حتى نصل في النهاية لانتخابات حرة ونزيهة، ولدينا مهام محددة، وملتزمون بأن نعمل مع حمدوك لإنجازها”.
وأضاف خلال كلمة أثناء حضوره أحد التدريبات العسكرية بولاية نهر النيل، أن هذه المهام تتلخص في: “أولاً ضمان معاش الناس، وثانياً أمن الموطنين وحراستهم، وثالثاً العمل من أجل استدامة واستكمال السلام، وأن نجتهد ونحضر البلاد للانتخابات، وهذا التحضير يحتاج لإشاعة جو الحرية والأمن والسلام”.
وأعرب البرهان عن أسفه لسقوط عدد كبير من الضحايا خلال الفترة الماضية، مخاطباً حمدوك بقوله: “امض ونحن معك جميعاً والقوات المسلحة، حتى نمضي بالفترة الانتقالية إلى سودان جديد ديمقراطي”.
من جانبه، قال مصدر مقرب من رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، مطلع ديسمبر، إنه لن يبقى في منصبه إلا بالتوافق بين القوى السياسية في البلاد، وتطبيق الاتفاق السياسي الذي وقعه مع الجيش، وعاد بموجبه لرئاسة الوزراء، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة “رويترز”.