الصين: الولايات المتحدة لا تريد رؤية الاستقرار عبر مضيق تايوان
في إشارة إلى زيارة وفد من الكونغرس الأميركي لتايبيه، قالت الصين، الأحد، إن “الولايات المتحدة لا تريد رؤية الاستقرار عبر مضيق تايوان”، فيما دعت وكالة الأنباء الصينية الرسمية إلى “عدم اللعب بالنار” بشأن هذه القضية.
وشدّدت السفارة الصينية في واشنطن على أنه “لا بد وأن يتصرف أعضاء الكونغرس الأميركي بما يتسق مع سياسة صين واحدة التي تنتهجها الحكومة الأميركية”.
وأضافت، “تُثبت مرة أخرى أن الولايات المتحدة لا تريد رؤية الاستقرار عبر مضيق تايوان، ولا تدخر جهداً في إثارة المواجهة بين الجانبين والتدخل في الشؤون الداخلية للصين”.
وتوترت العلاقات الصينية الأميركية في الآونة الأخيرة، عقب زيارة ثالث مسؤولة في هرم السلطة بالولايات المتحدة، وهي رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، لجزيرة تايوان، التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، فيما لم تنجح بعد في إعادة توحيدها مع بقية البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949.
وضم الوفد الأميركي الذي وصل، الأحد، إلى تايوان، الأعضاء الديمقراطيين بمجلس النواب جون جاراميندي، وآلان لوينثال، ودون بيير، إضافة إلى الجمهورية أماتا كولمان رادفاجين.
شخصيات انتهازية
ونشرت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” الرسمية مقالاً، الأحد، يرد على زيارة وفد الكونغرس، تحت عنوان “على السياسيين الأميركيين التوقف عن اللعب بالنار في مسألة تايوان”.
واعتبرت الوكالة أن “المشرعين الأميركيين مُجرد شخصيات انتهازية، إذ يفكرون بمصالحهم السياسية الخاصة مع اقتراب موعد انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في نوفمبر المقبل”، وفق ما أوردت وكالة “فرانس برس”.
وتابعت: “على هؤلاء السياسيين الذين يلعبون بالنار في مسألة تايوان التخلي عن أمنيّاتهم. لا مجال للتسويات أو التنازلات عندما يتعلق الأمر بمصالح الصين الجوهرية”.
وأوضح المعهد الأميركي، الذي يعد بمثابة سفارة لواشنطن لدى تايبيه، في بيان، أن “الاجتماع الذي أجراه أعضاء من الكونغرس في تايبيه يأتي في إطار جولة أوسع لمنطقة المحيطين الهندي والهادي”، مضيفاً أن “المسؤولين سيناقشون قضاياً من بينها العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان وسلاسل التوريد العالمية”.
وقالت الخارجية التايوانية عبر تويتر إن نائب وزير الخارجية تاه راي يو “رحّب بصديق تايوان القديم عضو مجلس الشيوخ الأميركي إد ماركي، والوفد المرافق له”، معربةً عن شكرها للمشرعين الأميركيين على الزيارة “في الوقت المناسب والدعم الذي لا يتزعزع”.
وضمّ الوفد الأميركي النواب الديمقراطيين بمجلس النواب وهم جون جاراميندي، وآلان لوينثال، ودون بيير، إضافة إلى الجمهورية أماتا كولمان رادفاجين.
نشاط عسكري صيني
وفي وقت سابق، الأحد، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، الأحد، رصد 22 طائرة صينية، و6 سفن تنشط في محيط مضيق تايوان.
وفي شأن ذي صلة، ذكرت وكالة “فرانس برس”، أن 11 طائرة صينية عبرت الخط الأوسط، الذي يُعد بمثابة خط ترسيم الحدود غير الرسمي بين تايوان والصين، علماً بأن بكين لا تعترف به.
وتعهدت الصين في وقت سابق هذا الأسبوع بأنها لن تتسامح إطلاقاً مع أي “أنشطة انفصالية” في تايوان، وشددت على تهديدها بالسيطرة على الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي بالقوة إذا تم استفزازها.
وقال مكتب الشؤون التايوانية في الصين في “ورقة بيضاء”، الأربعاء: “نحن على استعداد لخلق مساحة واسعة لإعادة التوحيد بشكل سلمي، لكننا لن نترك أي مجال لأي أنشطة انفصالية مهما كانت أشكالها”.
وأصدرت الصين آخر “ورقة بيضاء” (أي إرشادات بشأن ملف معقّد) بشأن تايوان، في عام 2000.
وأضاف المكتب أن الصين لن “تنبذ استخدام القوة، ونحتفظ بخيار اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة”، لكنه أوضح: “لن نُجبر على اتخاذ إجراءات جذرية للرد على استفزازات العناصر الانفصالية أو القوى الخارجية إلا إذا تم تجاوز خطوطنا الحمراء”.