الغنوشي يعطّل مناقشة لائحة إدراج حركة النهضة كمنظمة إرهابية
تحاول حركة النهضة الإخونجية في تونس اللعب على عامل الوقت لتجنب التصويت على لائحة تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية، ويرى العديد من المتابعين أن تعطيل برنامج الجلسة يقف وراءه زعيم إخونجية تونس راشد الغنوشي، الذي يرفض حزبه مناقشة تفاصيل اللائحة ويعمل على عدم تحديد موعد لمناقشتها.
وتتضمن اللائحة التي طرحها الحزب الدستوري الحر (17 مقعدا) تصنيف منظمة الإخونجية إرهابية، وتطبيق القانون التونسي لمكافحة الإرهاب لسنة 2015 على كل الجمعيات والأحزاب والأشخاص الذين يرتبطون بعلاقات مع التنظيم الدولي للإخوان.
ويشير العديد من الخبراء إلى أنّ أهمية هذه اللائحة وضع “الخطوة الأولية في طريق مكافحة الإرهاب وأذرعه المنغمسة في مفاصل الدولة التونسية منذ سنة 2011”.
ومن ضمن هذه الأذرع الإرهابية نجد الفرع التونسي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وجمعيات ذات أصول متطرفة وتمويلات مشبوهة ك”قطر الخيرية” التي تشرف عليها شخصيات مقربة من الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي.
ويتهم الدستوري الحر رئاسة البرلمان في اتباع سياسة المماطلة في تحديد موعد للجلسة العامة، خاصة في ظل الاتهامات التي يواجهها راشد الغنوشي بالتنسيق مع خلايا إرهابية في ليبيا، والعمل بشكل ثنائي مع حكومة السراج التي تضم ميليشيات إرهابية.
وتفيد مصادر برلمانية بأن “كتلة الإخونجية تعمل على خرق القانون الداخلي لمجلس نواب الشعب، من خلال طرح قانون جديد يلغي مناقشة اللوائح”.
وبينت المصادر أن “هذه الخطوة يريد تطبيقها راشد الغنوشي لتفادي مواجهة برلمانية مع الدستوري الحر الذي كشف عن وجود علاقة بين قيادات في حركة النهضة الإخونجية والعديد من السجناء بتهمة الإرهاب”.
وأكدت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي أنها تلقت مراسلة عبر مكتب البرلمان تفيد بأن العديد من نواب من حركة النهضة يتنقلون إلى سجني “المرناقية” “وبرج العامري” ( ضواحي العاصمة تونس ) ليلا لزيارة إرهابيين بتسهيل من مديري السجنين المذكورين ومن المدير العام للسجون والإصلاح.
وكشفت بأنها توجهت إلى الوحدات الأمنية الخاصة بمقاومة الإرهاب للاستماع إلى أقوالها، وإفادة الجهات الأمنية بكل المعلومات الصادرة.
ودعت إلى تحقيق جدي ونزيه في مدى صحة هذه المعطيات من عدمها، والكشف عن النواب والإرهابيين الذين تمت زيارتهم ومن يتولى تسهيل هذه الزيارات.
وأفادت مصادر من وزارة العدل التونسية بـ”وجود حوالي 1400 سجين متهم في قضايا إرهابية في مراكز الإيقاف بسجن المرناقية وبرج العامري”.
وأوضحت المصادر أن “تحقيقا سيتم فتحه في الأيام المقبلة لمعرفة تفاصيل زيارات سياسيين إلى الإرهابيين بالسجون التونسية”.
ويؤكد العديد من المتابعين أن “الغنوشي يخشى أن يتم طرح هذه المعطيات في الجلسة العامة للبرلمان، وهو دليل على تورطه المطلق مع التنظيم الدولي للإخوان.
وأشار كريم الحمروني الناشط السياسي في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (يساري) إلى أن “انتماء حركة النهضة للإخوان يعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وأن تأسيسها الذي حمل اسم “الاتجاه الإسلامي “انبثق من رحم التنظيم الدولي للإخونجية .
وأضاف، أن “حركة النهضة التي تريد أن تنكر أي ارتباط لها بالإخونجية هي مناورة كاذبة، تعكس ازدواجية خطاب راشد الغنوشي ومحاولاته الدائمة خداع وتضليل التونسيين”.
وتوقع بأن تخلق لائحة تصنيف الإخونجية كمنظمة إرهابية فرزا حقيقيا في الطبقة السياسية التونسية بين من يناصرون الإرهاب، ومن يؤمنون بالدولة المدنية.
يذكر أن العديد من قيادات حركة النهضة واجهوا تهما في بداية التسعينيات من القرن الماضي ذات علاقة بعمليات إرهابية بينها تفجير النزل في مدينة سوسة السياحية، ورشق المواطنين بالزجاجات الحارقة وتنفيذ اغتيالات سياسية.
الاوبزرفر العربي