القاهرة تفنّد أكاذيب أردوغان
ردا مصريا ًقويا على خطاب أردوغان في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة
وجهت القاهرة، الأربعاء، خطابا رسميا إلى سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس تفند فيه أكاذيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن مصر.
وقالت بعثة مصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، إنها أرسلت ردا قويا على خطاب أردوغان في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى كل من جوتيريس وتيجاني محمد باندى، رئيس الدورة الـ74.
وتضمن الرد إعراب وفد مصر عن استهجانه تجاه تصميم الرئيس التركي على مواصلة ادعاءاته الواهية والباطلة، التي تأتي في ظاهرها بمظهر الدفاع عن قِيَمْ العدالة، بينما تعكس في باطنها مشاعر الحقد والضغينة تجاه مصر وشعبها الذي لا يكن سوى كل التقدير للشعب التركي.
وشدد كتاب البعثة على أن تلك الادعاءات تأتي من الرئيس التركي، الذي يرعى الإرهاب في المنطقة، فضلاً عما يرتكبه نظامه من انتهاكات صارخة في حق الشعب التركي الصديق، حيث يحاول أن يجعله رهينة لحرية زائفة وعدالة مزعومة.
وأضاف أن “ادعاءات أردوغان ضد مصر لا تعدو كونها محاولة يائسة منه لصرف النظر عن تدهور وضع نظامه، والخسائر المُتتالية التي يُعانيها سواء على المستوى الحِزبي أو على الساحة الداخلية التركية والساحة الدولية”.
وأشار إلى أن التقديرات بشأن الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها أردوغان ونظامه تدل على ما يلي:
1- وجود ما يزيد على 75 ألف معتقل سياسي في تركيا بين مدنيين وعسكريين، وهو ما يُبرر التوسع الكبير الذي يقوم به النظام الحاكم في تركيا في إنشاء عشرات السجون الجديدة مؤخراً.
2- وقوع عشرات حالات وفاة بين المسجونين نتيجة ظروف مشبوهة أو تحت التعذيب أو بسبب المرض جراء الأوضاع السيئة داخل السجون التركية.
3- فصل أكثر من 130 ألف موظف تعسفيا من وظائفهم الحكومية.
4- مُصادرة أكثر من 3000 جامعة ومدرسة ومؤسسة تعليمية مع فصل آلاف الأكاديميين.
5- حبس وسجن المئات من الصحفيين والعاملين بالمجال الإعلامي، حيث أصبحت تركيا أكثر دول العالم سجناً للصحفيين والإعلاميين وفقاً للعديد من التقارير الدولية.
6- فرار عشرات الآلاف من الأتراك إلى الخارج نتيجة الحملات القمعية في البلاد.
وأوضح حافظ أن “الممارسات الخبيثة للرئيس التركي تعدّدت على النحو الذي يبدو جليا أمام الجميع”.
وتابع: “الرئيس التركي يحتضن جماعة الإخوان الإرهابية وعناصرها في تركيا، ويوفر الدعم السياسي والمنصات الإعلامية لعناصرها الإرهابيين بهدف استمرار الترويج لأفكارهم التخريبية في مصر والمنطقة بأسرها”.
وحول الدور الذي يلعبه أردوغان في سوريا، أكدت البعثة المصرية أن “أردوغان يرعى الإرهاب في سوريا مما أسفر عن طول أمد صراع راح ضحيته مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري الشقيق”.
وبشأن قضية الأكراد، أوضحت أن “الرئيس التركي يتعمد استهداف الأكراد بعينهم بالقمع والقتل والإبادة، وهو ما يدخل في مصاف الجرائم ضد الإنسانية التي تستوجب المحاسبة والتي لا تسقط بمرور الوقت”.
ولفتت إلى أن “أردوغان يسهل مرور العناصر الإرهابية والإرهابيين الأجانب ويقدم الدعم لهم للنفاذ إلى دول المنطقة وأوروبا وأفريقيا وآسيا لزعزعة الاستقرار بها والترويج للفكر المتطرف وانتشاره”.
وأكد الخطاب المصري أن “أردوغان يستخدم الإرهاب في محاولة لتحقيق أغراضه وأحلامه الزائفة في التوسع وبسط النفوذ والسيطرة خارج حدوده”.
وبين أن “الرئيس التركي يواصل دعم الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة في ليبيا، عبر توفير كل الدعم السياسي واللوجيستي من أسلحة ومعدات”.
وأوضح أن “سياسة أردوغان مُمنهجة وتنطوي على استمرار الدعم للعناصر الإرهابية بحيث امتدت إلى بقاع أُخرى في المنطقة والعالم، ومنها عدد من مناطق القارة الأفريقية وغيرها”.
وأضاف أن “مصر تدين استمرار الرئيس التركي في دعم الإرهاب والفكر المُتطرف، والتدخل في الشؤون الداخلية لعددٍ من دول المنطقة بهدف تهديد استقرارها الداخلي والسعي اليائس لفرض الهيمنة والنفوذ عليها”.
وذكرت الرسالة أن “مثل هذا المسلك الذي يستمر أردوغان في اتباعه لا يَنُم سوى عن عدم القدرة على إخفاء مشاعر الحقد الدفين تجاه مصر وتقدمها المستمر، وإصراره على مواصلة محاولاته نشر الخراب والدمار في المنطقة”.
واستهجنت مصر “تنصيب الرئيس التركي نفسه مُدافعاً عن قيم الحرية والعدالة، وهو في الحقيقة لا يُدافع سوى عن فكره المتطرف وأمثاله من الإرهابيين“.
واختتمت مصر بيانها بمطالبة المجتمع الدولي بـ”محاسبة أردوغان على جميع جرائمه خاصة دعم الإرهاب وإمداده بالسلاح وإيواء الإرهابيين وتوفير الملاذ الآمن لهم بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن، فضلاً عن جرائمه ضد شعبه وضد الأكراد”.