القضاء الفرنسي يستهدف بأحكامه الواسعة المحتجين على مقتل الفتى نائل
رغم انتقادات لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري المكونة من 18 خبيرا مستقلا، التي اعتمدت إعلانا بشأن الوضع في فرنسا وأعربت فيه عن مخاوفها وتقدم فيه عددا من التوصيات بشأن التنميط العنصري و”الاستخدام المفرط للقوة من جانب سلطات إنفاذ القانون”، أعلن وزير العدل الفرنسي الأربعاء، صدور أكثر من ألف حكم قضائي في حق أشخاص على ارتباط بالاحتجاجات التي هزت فرنسا بعد مقتل الفتى نائل برصاص الشرطة الفرنسية في نهاية حزيران/يونيو، بينهم 600 دخلوا السجن.
وصدر 1278 حكماً، 95% منها إدانات على ما قال وزير العدل إريك دوبون موريتي لاذاعة “ار تي ال”، مشيراً إلى إحالة 1300 شخص على النيابة العامة، وأن 905 مثلوا مباشرة أمام القضاء.
في ختام هذه الجلسات، حكم على 1056 شخصًا بالسجن بينهم 742 مع النفاذ بمتوسط 8,2 أشهر.
أما بالنسبة للإجراءات القضائية المتخذة في حق أهالي قصر لضالعين في “أعمال العنف”، فقال الوزير إنها “ستحصل” لكن “الامر لا يتعلق بمعاقبة الأم التي تعمل ليلاً وتربي طفلها وحدها، فجعل هذا الأمر منهجياً ليس جيداً على الإطلاق، يجب أن يتم حالة بحالة” كما أضاف الوزير الفرنسي.
أغرق مقتل نائل (17 عاماً) برصاص الشرطة أمام حاجز تفتيش مروري في نانتير غرب باريس، البلاد في أعمال شغب لعدة ليال مع إحراق سيارات ونهب مبان عامة والقيام بأعمال تخريب في الكثير من مدن فرنسا.
في 2005، وبعد احتجاجات استمرت ثلاثة أسابيع تلت مقتل مراهقين اثنين في منطقة باريس تلاحقهما الشرطة، أوقف 4728 شخصا وأصدر القضاء أكثر من 400 حكم بالسجن مع النفاذ.
ممارسة التنميط العنصري في الشرطة
وكانت اللجنة الأممية قد أعربت عن قلقها العميق إزاء “استمرار ممارسة التنميط العنصري إلى جانب الاستخدام المفرط للقوة في إنفاذ القانون، ولا سيما من الشرطة، ضد أفراد الأقليات، بمن فيهم المتحدرون من أصل إفريقي وعربي”
أشارت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري المكونة من 18 خبيرا مستقلا، إلى أنها اعتمدت إعلانا بشأن الوضع في فرنسا أعربت فيه عن مخاوفها وتقدم فيه عددا من التوصيات بشأن التنميط العنصري و”الاستخدام المفرط للقوة من جانب سلطات إنفاذ القانون”.
كما أبدى الخبراء في هذا الإعلان أسفهم إزاء “نهب وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة، فضلا عن التقارير بشأن اعتقالات واحتجازات واسعة النطاق لمتظاهرين”.
ورحبت اللجنة الأممية بفتح تحقيق في ملابسات مقتل نائل الذي أدى إلى اندلاع أعمال عنف في فرنسا، لكنها طلبت من باريس “أن تحرص بسرعة على أن يكون التحقيق في الظروف” التي أدت إلى مقتله “شاملا ونزيها، وملاحقة الجناة المفترضين، ومعاقبتهم في حال إدانتهم بما يتناسب مع خطورة الجريمة”.
كما دعت إلى “سنّ تشريع يعرّف ويحظر التنميط العنصري وإلى وضع مبادئ توجيهية واضحة لموظفي إنفاذ القانون، ولا سيما الشرطة، تحظر التنميط العنصري في عمليات الشرطة، وعمليات التحقق من الهوية التمييزية وغير ذلك من السلوك العنصري”.
وكرّرت توصيتها للسلطات بأن تعالج على سبيل الأولوية “الأسباب البنيوية والنظامية للتمييز العنصري، بما في ذلك في تطبيق القانون، ولا سيما في الشرطة”، و”تدعو الشعب الفرنسي إلى المطالبة بحقوق الإنسان وممارستها بسلمية”.
الاستخدام المفرط للقوة
واعتمدت اللجنة التي تراقب تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، الإعلان المتعلق بفرنسا بموجب إجراءات الإنذار المبكر والتحرك العاجل.
كما أعربت عن قلقها العميق إزاء “استمرار ممارسة التنميط العنصري إلى جانب الاستخدام المفرط للقوة في إنفاذ القانون، ولا سيما من الشرطة، ضد أفراد الأقليات، بمن فيهم المتحدرون من أصل إفريقي وعربي”. وبحسب اللجنة، فإن هذا الوضع “يترجم في كثير من الأحيان إلى عمليات قتل متكررة.. مع إفلات شبه تام من العقاب”.
واتُهم الشرطي الضالع في مقتل الشاب والبالغ 38 عاما بالقتل العمد ووضع في السجن في 29 يونيو/حزيران، ورُفض الخميس طلبه للإفراج عنه.