المجاعة تتعمق في غزة وشمالها وتقتل 15 طفل فلسطيني
"إغلاق المعابر البرية أمام قوافل المساعدات الإغاثية والغذائية تعدّ جريمة حرب"
أعلن مدير مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة حسام أبو صفية، الأحد، إن عدد الأطفال الذين فقدوا حياتهم حتى هذه اللحظة بسبب الجوع وسوء التغذية ونقص الوقود وصل إلى 15 طفلاً، فيما قال مكتب الإعلام الحكومي أن إغلاق المعابر البرية أمام قوافل المساعدات الإغاثية والتموينية والغذائية تعدّ جريمة حرب.
وتابع أبو صفية في حديث مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP): “هؤلاء الأطفال فقدوا حياتهم بسبب الجوع وسوء التغذية ونقص الوقود.. الطفلان اللذان توفيا قبل قليل كان سبب وفاتهما نقص الوقود، وبالتالي توقف أجهزة التنفس الصناعي وانقطاع الأكسجين عنهم”.
وأضاف أن “أغلب حالات الأطفال المتواجدة لدينا الآن وضعها ما بين سيئ إلى مستقر، ومن الممكن أن يحتاجوا في أي لحظة لأجهزة التنفس الصناعي، وننتظر وصول الوقود الذي نفد بالكامل ما أدى لتوقف محطة توليد الأكسجين”.
وأردف أبو صفية: “في حال استمرار نفاد الوقود، سيكون لدينا خلال الساعات القادمة المزيد من الوفيات من الأطفال”.
وشدد مدير مستشفى كمال عدوان على أن الوضع في المنشأة في غاية الصعوبة، إذ يعاني من نقص في كل المستلزمات، وأن “كوادرنا الطبية نزح معظمها للجنوب بالتالي نعمل بعدد قليل جداً من الكوادر الطبية”.
وأشار أبو صفية إلى أنه يتواجد في مستشفى كمال عدوان نحو 40 طفلاً في غرف العناية المركزة والحضانة والمبيت، إضافة إلى نحو 25 حالة بين جرحى ومواطنين يتلقون خدمات علاجية في أقسام المستشفى.
النظام في غزة على شفير الانهيار
بدوره، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير: “السكان في قطاع غزة يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على الغذاء والماء وغيرهما من الضروريات، في ظل ما وصلت إليه الأوضاع من جوع ويأس وسط استمرار الهجوم الإسرائيلي، النظام في غزة على شفير الانهيار، بل أكثر من ذلك، جميع شرايين الحياة في غزة انقطعت بشكل أو بآخر”.
وتابع: “ذلك خلق وضعا مأساويا، كما حدث الخميس عندما قتل أكثر من 100 شخص بينما كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية”.
المجاعة تتعمق
وعن آخر المعطيات حول المساعدات والنقص الحاد في الغذاء، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن هناك 2,400,000 فلسطيني يعانون من النقص الحاد في الغذاء، وتتعمّق المجاعة بشكل أكبر في محافظتي شمال غزة ومدينة غزة.
وقال المكتب، المجاعة تتعمّق في قطاع غزة وعمليات الإنزال الجوي للمساعدات غير مجدية ونُحمل المسؤولية للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي وإسرائيل.
بشأن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، قال المكتب “نحن نعتقد أن هناك دولاً طيبة النوايا نفّذت عمليات إنزال جوي للمساعدات، وأخرى نفّذت عمليات الإنزال مثل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها حيث يشاركون فعليا في الحرب ويمدون تل أبيب بالأسلحة”.
وأضاف إن عمليات إنزال المساعدات جواً وتجاهل إدخالها من المعابر البرية يأتي في سياق الالتفاف على الحلول الجذرية للمشكلة من خلال اتباع طرق استعراضية وغير مُجدية، وتتماهى مع سياسة نتنياهو بتعزيز سياسة التجويع، وشراء الوقت لصالح إسرائيل.
وشدد على إن سياسة إغلاق المعابر البرية أمام قوافل المساعدات الإغاثية والتموينية والغذائية تعدّ جريمة حرب مخالفة للقانون الدولي وللقانون الدولي الإنساني ولكل المواثيق الدولية.
وأوضح مكتب الإعلام الحكومي إن عمليات الإنزال الجوي صعبة للغاية في بيئة مزدحمة مثل قطاع غزة الذي يسكنه 2,400,000 نسمة، حيث أن جزءا من المساعدات التي تم إنزالها وقعت في البحر ولم تصل إلى الناس، بينما النقل البري يصل بشكل آمن للمواطنين وللناس ولا يتعرض للتلف.