المعارك الدامية في السودان تتسبب في كارثة صحية ومأساة لاجئين
بينما تتواصل المعارك الدامية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، أعلن ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان أكسيل بيشوب اليوم الجمعة، أن نحو 40 ألف لاجئ اضطروا للفرار من الخرطوم منذ بدء الأزمة بحثاً عن الأمان في مخيمات اللاجئين بولايات النيل الأبيض والقضارف وكسلا.
وأضاف بيشوب خلال مؤتمر صحافي في جنيف أن المفوضية اضطرت لوقف معظم أنشطتها الحيوية مؤقتا في الخرطوم ودارفور وشمال كردفان، بعدما أصبح العمل في تلك المناطق “خطيرا للغاية”.
ورجح ممثل المفوضية أن يؤدي تعليق بعض البرامج الإنسانية إلى تفاقم المخاطر التي يواجهها أولئك الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء، قائلا إن عدم التمكن من تقديم المساعدة لمن يحتاجونها أمر مقلق للغاية.
كما أوضح أن المفوضية تعمل عن كثب مع برنامج الأغذية العالمي لمعرفة سبل توفير الغذاء داخل البلاد، ومع وكالات أممية ومنظمات غير حكومية بشأن كيفية تقديم المساعدات الأساسية الأخرى.
كما حذر بيشوب من أن الوضع الإنساني في دارفور لا يزال “في غاية الخطورة”، معبرا عن مخاوف المفوضية من أن تغذي الأعمال القتالية الحالية التوترات العرقية والطائفية هناك وأن تؤدي لمزيد من موجات النزوح.
وتابع قائلا: “سوف يكون لذلك تداعيات كارثية على منطقة تواجه أصلا نزوحا كبيرا للسكان”.
انهيار وشيك للنظام الصحي
بدورها، حذرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان من انهيار وشيك للنظام الصحي في البلاد، وقالت إن المرافق الصحية تخرج عن الخدمة “واحداً تلو الآخر”.
وأوضحت النقابة، في بيان، أن توالي خروج المرافق الصحية عن الخدمة يهدد بالإغلاق التام “في ظل تواصل العمليات العسكرية والخروقات المستمرة لوقف إطلاق النار”.
وقالت اللجنة إن هناك نقصاً حاداً في الأدوات الطبية وصعوبة في وصول الكوادر الطبية إلى المستشفيات، مع عدم وجود ممرات آمنة للإسعاف، “واستمرار احتلال المستشفيات بواسطة مليشيات الدعم السريع، واستباحة واستهداف كل من طرفي النزاع للمنشآت الصحية”.
وتعيش العاصمة السودانية الخرطوم وإقليم دارفور بغرب السودان، على وقع القنابل وتبادل النيران بين الجيش وقوات الدعم السريع، على الرغم من الإعلان عن تمديد الهدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في النزاع الدامي المستمر منذ منتصف الشهر الجاري والذي أسفر عن مقتل قرابة 500 شخص.