المعركة مع الإخوان!
أحمد رفعت
كيف استطاعت الجماعة الإرهابية المجرمة أن تفرض نفسها على حياة المصريين بل وكل العرب إلى حد غرس ثقافتها فى مجتمعاتنا؟ كيف استطاعت فرض حتى مصطلحاتها علينا؟! لم نزل أو لم يزل البعض إلى اليوم يردد تعابير الإخوان فى مناسبات عديدة بما يشى بمدى التغلغل فى الوعى الجمعى المصرى والعربى فمثلاً.. نجد تعابير متداولة إلى اليوم عن «تمثيلية حادث المنشية» و«انقلاب ٢٣ يوليو» و«هزيمة ٥٦» و«الشهيد سيد قطب» و«أفضل كتب تفسير القرآن هو كتاب الظلال» و«الأحزاب العلمانية»، والتعبير الأخير خطير جداً لسببين أساسيين.. أولهما أنهم من ناحية أخرى يهاجمون العلمانية ويقرنونها بالكفر وبالتالى بامتداد المعادلة إلى مسارها تكون الأحزاب كافرة!
الثانى: منح الانطباع للكافة خصوصاً البسطاء أن جماعتهم هى الوحيدة التى تتصل بالله وبالتالى نبدأ أولى مقدمات منح القداسة!
السؤال: كيف إلى هذا اليوم يقع البعض فى فخ الجماعة؟ نحتاج فى ظل المعركة معها إلى اتساعها لتشمل كل جوانب الصورة.. المعركة الأمنية ممتدة وهى بطولية وشجاعة وحققت إلى اليوم نجاحات كبيرة جداً أدت إلى اختراق حصون الجماعة وكشفها وكشف قياداتها السرية وقيادات جهازها العسكرى المسلح (الأخطر على الإطلاق من حيث العنف والشراسة) وأموالها وشركاتها وجهازها المالى كله الذى يمول كل شىء فى الجماعة من زواج أعضائها وتسفيرهم للخارج عند الضرورة إلى مرتبات أسر المعتقلين ومكافآت القيادات المتفرغة للعمل السياسى!
لكن الأمانة تقتضى -وكذلك النجاح فى مهمة القضاء عليها- أن تتمدد المعركة لتطول كل شىء.. تاريخياً وثقافياً ونظرياً.. يجب أن تعرف الأجيال الجديدة تاريخ الإخوان.. ومن المسئول عن قتل واغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر الأسبق عام ١٩٤٥، ومن المسئول عن اغتيال المستشار أحمد الخازندار أمام منزله بشارع رياض بحلوان أمام أسرته وأولاده أثناء ذهابه إلى عمله فى السابعة والنصف صباح ٢٢ مارس ١٩٤٨؟ ومن المسئول عن حادث السيارة الجيب الشهير التى ضبطت فى ١٥ نوفمبر ١٩٤٨ أمام المنزل رقم ٣٢ شارع جنينة القوادر بالعباسية وقد لعبت إرادة الله دوراً كبيراً فى الأمر، حيث ضبطت متفجرات وقنابل والأخطر أسماء كل أعضاء الجهاز الخاص المسلح وذلك أثناء نقل كل ذلك من مكان إلى آخر؟! وعلى كل الأجيال خصوصاً الجيل الحالى معرفة من المسئول عن اغتيال رئيس وزراء مصر محمود فهمى النقراشى فى ٢٨ ديسمبر ١٩٤٨ أمام مصعد مكتبه أثناء ذهابه إلى عمله عقاباً له لقيامه بإصدار قرار حل الجماعة بعد ضبط السيارة الجيب!
على كل الأجيال أن تعرف حادث محاولة نسف محكمة استئناف القاهرة فى ١٣ يناير ١٩٤٩ لحرق قضية اغتيال النقراشى وقد فشل إبراهيم أنس فى القيام بالجريمة المروعة بعد تركه للحقيبة الملغمة مدعياً للحارس ذهابه للصلاة ولولا يقظة أحد رجال الأمن لأصبحت المحكمة فى ذمة التاريخ وقبض على «أنس» وحوكم فى حادث لعب فيه القدر دوراً كبيراً!
على الجميع أن يعرف كيف دبروا حادث المنشية فى محاولة اغتيال الزعيم جمال عبدالناصر فى ٢٦ أكتوبر عام ١٩٥٤ بميدان المنشية بالإسكندرية، ورغم ضبط الجناة واعترافهم ظلت الجماعة تنفى الحادث ستين عاماً حتى اعترفوا بعد وصولهم للسلطة ظناً منهم أنها نهاية المطاف..!!
وقصة النفى وإقناع الناس أنها تمثيلية تحتاج إلى وقفة للتأمل فى قدرات الجماعة على الكذب، وقدرة جهازها الإعلامى على العمل!
وعلى الجميع أن يعرف أن الجماعة مسئولة عن حادث الفنية العسكرية فى ١٨ أبريل عام ١٩٧٤ وظل الجميع يعتقد أن تنظيماً جهادياً وراء الحادث حتى اعترف أبوطلال الأنصارى فى مذكّراته وهو المتهم الثانى أن الجماعة هى التى وقفت خلف التنظيم ودعمته وخططت له!
ومن سجل العار وخيانة الشعب والمصريين نضالهم الكثير والكثير مما يجب أن يعرفه الناس.. منها مثلاً عندما قرر الملك فاروق عام ١٩٤٦ تعيين إسماعيل صدقى رئيساً للوزراء رغم تاريخه الأسود وسجله السيئ فى الحياة السياسية المصرية وهو أول مزور للانتخابات المصرية عام ١٩٣١ ولقب بجلاد الشعب وكذلك قاهر العمال وباختصار عرف واشتهر أنه عدو الشعب وصاحب فكرة ومواد دستور ١٩٣٠ الذى ألغى دستور ١٩٢٣ وكان اختياره ضد إرادة الحركة الوطنية المصرية ووقف الوفد والشيوعيون وكل القوى الوطنية ضد القرار عدا الإخوان! وليس ضده فقط بل بلغ الأمر التحالف معه، ثم يزور إسماعيل صدقى مركز الإرشاد ويشكرهم ويقوم مصطفى مؤمن زعيم الإخوان فى الجامعة ليرد على الزيارة فيجامل صدقى بآية من القرآن ويقول «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا»!
كل ذلك وغيره يجب أن يعرفه شعبنا ويحفظه الناس حتى لا تدور عجلة الأيام ويستطيع الكذب الإخوانى الشهير أن يضحك على أجيال قادمة.. وللحديث بقية.