المفوض العام لـ”الأونروا” يحذر من هجوم وشيك على رفح
"الأونروا تواجه حملة إسرائيلية متعمدة ومنسقة لتقويض عملياتها وتفكيكها"
أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حذر المفوض العام لـ”الأونروا“، فيليب لازاريني، من أن الهجوم على رفح، قد أصبح وشيكاً، مؤكداً أن مزاعم إسرائيل بتورط موظفين في الأونروا في هجمات 7 أكتوبر لا تؤيدها أسانيد.
وقال لازاريني، أنه على الرغم من كل الفظائع التي عاشها سكان غزة فربما ينتظرهم ما هو أسوأ مما مضى.
وأوضح لازاريني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: أن “الأونروا تواجه حملة متعمدة ومنسقة لتقويض عملياتها، وإنهاء هذه العمليات في نهاية المطاف”، مؤكداً أن “تنفيذ هذه الخطة جار بالفعل مع تدمير بنيتنا التحتية في أنحاء قطاع غزة. تفكيك الأونروا يعد قصر نظر. ومن خلال القيام بذلك، فإننا سوف نضحي بجيل كامل من الأطفال، ونزرع بذور الكراهية والاستياء والصراع المستقبلي”.
وأفاد في كلمته أمام الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة، أن ادعاءات إسرائيل بتورط موظفين في الأونروا في هجمات 7 أكتوبر لا تؤيدها أسانيد.
نقطة الانهيار
وأشار لازاريني، إن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) “وصلت إلى نقطة الانهيار.. وأصبحت قدرة الوكالة على الوفاء بتعهداتها مهددة بشكل خطير”.
وأضاف، إن عدد الضحايا في غزة “صاعق.. وتفيد التقارير بمقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني في 150 يوما فقط… هذا يعني أن 5% من السكان ماتوا، أو أصيبوا، أو فقدوا… من المستحيل وصف المعاناة في غزة بشكل كاف.. يقوم الأطباء ببتر أطراف الأطفال المصابين دون مخدر… ينتشر الجوع في كل مكان، وتلوح في الأفق مجاعة من صنع الإنسان”.
وتابع “ذبح أكثر من 100 شخص قبل بضعة أيام بينما كانوا يبحثون يائسين عن طعام.. يموت الأطفال، الذين يبلغون من العمر بضعة أشهر فقط، بسبب سوء التغذية والجفاف. إنني ارتجف بمجرد التفكير بما قد يتكشف من فظائع حدثت في هذا الشريط الضيق من الأرض”.
وتساءل لازاريني، “ماذا سيكون مصير ما يقارب 300 ألف شخص من سكان غزة المعزولين في الشمال، وقد قطعت عنهم إمدادات الإغاثة الإنسانية؟ كم من الناس ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض في جميع أنحاء قطاع غزة؟ وماذا سيحدث لنحو 17 ألفا من الأطفال الذين أصبحوا يتامى، والذين تم التخلي عنهم في مكان تزداد فيه الخطورة وينعدم القانون؟”.
الهجوم على رفح أصبح وشيكاً
وحذر لازاريني من أن “الهجوم على رفح، والتي يكتظ فيها ما يقدر بنحو 1.4 مليون نازح، قد أصبح وشيكا، مشيراً إلى أنه ليس هناك من مكان آمن يذهبون إليه”.
وقال “نعمل بالحد الأدنى وبالكاد نتدبر يومنا.. إن مصير الوكالة، والملايين من الناس الذين يعتمدون عليها، معلق في مهب الريح.. تواجه الأونروا حملة متعمدة ومنسقة لتقويض عملياتها وإنهائها في نهاية المطاف…على المدى القصير، سوف تنهار الاستجابة الإنسانية بأكملها في غزة”.
وقال إن “مسألة توفير التعليم لنصف مليون طفل أصيبوا بصدمات نفسية عميقة ويعيشون وسط الأنقاض غائبة بشكل واضح عن المناقشات المتعلقة بتسليم وتوفير الخدمات في غزة”.
وقال “إننا نضحي بجيل كامل من الأطفال، ونزرع بذور الكراهية والاستياء والصراع للمستقبل”.
المجاعة تهدد المواطنين
بدوره، حذر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دنيس فرنسيس، يوم الاثنين، من أن (الأونروا) على شفا الانهيار، وأن المجاعة تهدد المواطنين في غزة.
وفي وقت سابق اتهمت “الأونروا” إسرائيل بتعذيب موظفين لديها اعتقلتهم في قطاع غزة وتحدثوا عن أمور مروعة في أثناء اعتقالهم واستجوابهم من قبل السلطات الإسرائيلية تشمل التعذيب وسوء المعاملة الحاد والاعتداء والاستغلال الجنسي.
ومنذ 26 يناير الماضي، قررت الولايات المتحدة ودول غربية عديدة تعليق تمويلها للأونروا بناء على مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في عملية “طوفان الأقصى”.