النساء الأفغانيات يحملن السلاح في وجه طالبان
حملت مئات النساء الأفغانيات السلاح في شوارع شمال ووسط البلاد، في استعراض يتزامن مع تحقيق الحركة الإرهابية مكاسب على الأرض في ظل الانسحاب الأميركي من أفغانستان كمظهر للتحدى مع هذه الحركة التي لها تاريخ طويل في اضطهاد النساء.
فقد خرجت إحدى أكبر التظاهرات في إقليم غور وسط البلاد، حيث حمل مئات النساء البنادق، مرددات شعارات مناهضة لطالبان، وفق ما ذكرت صحيفة “غادريان” البريطانية.
الاستعداد للقتال
وقالت حليمة برستيش، رئيسة مديرية النساء في غور وإحدى المتظاهرات: “كانت هناك بعض النساء اللواتي أردن فقط إلهام قوات الأمن، مجرد رمزية، لكن الكثير منهن كن على استعداد للذهاب إلى ساحات القتال”.
من جانبها، أوضحت إحدى الصحافيات الأفغانيات من شمال منطقة جوزجان والتي طلبت عدم الكشف عن اسمها، “لا توجد امرأة تريد القتال، أريد فقط أن أكمل تعليمي والبقاء بعيداً عن العنف لكن الظروف جعلتني أنا والنساء الأخريات نفعل ذلك”.
وتابعت “حضرت في إحدى الأيام تدريباً على التعامل مع الأسلحة في عاصمة المقاطعة المحاصرة حالياً”. وأضافت “لا أريد أن تكون البلاد تحت سيطرة الأشخاص الذين يعاملون النساء بالطريقة التي تعاملن بها طالبان. حملنا الأسلحة لنظهر أننا قادرات على القتال”.
كذلك، أضافت أن هناك بضع عشرات من النساء يتعلمن استخدام الأسلحة معها، مشيرة إلى أنه رغم قلة خبرتهن إلا أنهن يتمتعن بميزة واحدة وهي “أن عناصر طالبان تخاف أن تقتل على أيدينا، إنهم يعتبرون ذلك مخزياً”.
عانين من عنف الحركة
في المقابل، قال حاكم إقليم غور، عبد الزاهر فيزاده، لـ “غارديان”، إن “بعض النساء اللائي خرجن إلى شوارع فيروزكوه، عاصمة الإقليم، قاتلن بالفعل ضد طالبان، وعانى معظمهن من عنف الجماعة”.
وأضاف أن غالبيتهن هربن مؤخرا من مناطق طالبان، مشيرة إلى أن عدداً منهن فقدن أبناءهن وإخوانهن، وهن غاضبات.
كما، أكد أنه سيدرب النساء اللاتي ليس لديهن خبرة في الأسلحة، إذا وافقت الحكومة في كابول على ذلك.
انخرطن في قوات الأمن
وأخذت طالبان الإرهابية باجتياح المناطق الريفية مؤخرا، وتمكنت من الاستيلاء على عشرات المناطق، وباتت عواصم ولايات عدة ترزح تحت حصارها.
كما، فرضت الحركة في المناطق التي وقعت تحت قبضتها قيوداً على النساء، بما يشمل حريتهن بالتعليم والملابس، بل إنها باتت تطالب النساء بارتداء النقاب في بعضها.
يذكر أنه من النادر، ولكن ليس غير مسبوق، أن تحمل النساء الأفغانيات السلاح، لاسيما في الأجزاء الأقل تحفظاً من البلاد.
ففي العام الماضي، اشتهرت المراهقة، قمر غول، على مستوى البلاد بعد قتال مجموعة من طالبان قتلوا والديها.
كما انضمت النساء إلى قوات الأمن الأفغانية على مدار العقدين الماضيين، بما في ذلك التدريب على قيادة المروحيات، على الرغم من تعرضهن للتمييز والمضايقات من الزملاء، ونادراً ما يتم العثور عليهن في الخطوط الأمامية.