الولايات المتحدة وحلفاؤها تحذر من التجاوز الروسي للحدود الأوكرانية
موسكو ترى التصريحات الأمريكية مكررة وتساهم في زعزعة الوضع
حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، من إن الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون “سيردون على أي تجاوز روسي للحدود الأوكرانية”، فيما قالت روسيا أن تحذيرات الولايات المتحدة من عواقب وخيمة على روسيا لن تساعد في تخفيف التوتر بشأن أوكرانيا، بل قد تسهم في المزيد من زعزعة الاستقرار.
وأضاف بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بربوك في برلين، أنه ” إذا تحركت أي قوات روسية عبر الحدود الأوكرانية فسنواجهها ضمن استجابة متحدة وقاسية”.
وقام وزير الخارجية الأميركي خلال الأيام الساعات القليلة الماضية بمهمة لدرء شبح الحرب، والتي بلغت ذروتها في الأيام الأخيرة، إذ زار كييف الأربعاء، فيما سيجتمع الخميس مع وزراء من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في برلين.
الاستفزازات الغربية العسكرية
من جهتها، قالت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الخميس، أن “التصريحات الأميركية بشأن استعداد روسيا لشن هجوم على أوكرانيا، محاولة لخلق ذريعة لاستفزازاتها العسكرية الواسعة”، مشيرةً إلى شكوك بلادها بأن “الغرب يستعد كذلك لاستفزاز في أوكرانيا، وقد تأكد ذلك من خلال نقل بريطانيا وكندا الأسلحة والمدربين لأوكرانيا”.
وشدّدت على أن “الاستفزازات الغربية العسكرية في أوكرانيا، ربما سيكون لها عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي والعالمي”.
وأضافت زاخروفا خلال مؤتمر صحافي، إن وزير الخارجية الروسي ونظيره الأميركي سيبحثان خلال اللقاء الثنائي المقرر، الجمعة، في جنيف الخطوات المستقبلية المحتملة في المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية.
التصريحات الأمريكية تتكرر
بدورها، قالت الرئاسة الروسية “الكرملين”، الخميس، إن تحذيرات الولايات المتحدة من عواقب وخيمة على روسيا لن تساعد في تخفيف التوتر بشأن أوكرانيا، بل قد تسهم في المزيد من زعزعة الاستقرار.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: “التصريحات تتكرر على الدوام ولا تساهم في تهدئة التوتر الحالي، بل أنها قد تساهم في زعزعة الوضع”.
وتابع أن هذه التصريحات “يمكن أن تثير آمالاً خاطئة كلياً لدى بعض المتهورين الأوكرانيين (..) الذين قد يحاولون حل المشكلة في جنوب شرق أوكرانيا عبر القوة”.
عقوبات اقتصادية أوروبية
من جهتها، قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، الخميس، إن “الاتحاد الأوروبي سيرد على روسيا بعقوبات اقتصادية ومالية هائلة، إذا قامت بهجمات أخرى على أوكرانيا”.
وأضافت فون دير لاين في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي: “إذا تدهور الوضع، وإذا وقع مزيد من الهجمات التي تستهدف وحدة أراضي أوكرانيا، سنرد بعقوبات اقتصادية ومالية هائلة. مجتمع عبر الأطلسي يقف ثابتاً في هذا”، وزادت: “لا نقبل بمحاولات روسيا لتقسيم أوروبا إلى مناطق نفوذ”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعطى أقوى إشارة حتى الآن، على اعتقاده بأن الهجوم على أوكرانيا بات مرجحاً، مشيراً في كلمته، الأربعاء، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلاً: “تخميني أنه سيتحرك… يتعين عليه القيام بشيء ما”.
مساعدات عسكرية غربية لأوكرانيا
يأتي ذلك وسط تحركات أميركية عسكرية قدمت خلالها عددا من الدول الغربية مساعدات عسكرية تشكل أسلحة فتاكة إلى الحكومة الأوكرانية على خلفية التصعيد الحالي بين روسيا وحلف الناتو حول هذا البلد.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس لصحيفة “ديلي ميل” أن لندن سلمت إلى كييف خلال الأسبوع الجاري ألفي صاروخ مضاد للدروع، معربا عن استعداد المملكة المتحدة لتقديم المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا.
وتشمل المساعدات البريطانية التي وصلت على متن عدد من الطائرات إلى أوكرانيا في الأيام الأخيرة منظومات صاروخية أمريكية الصنع من طراز “إف جي أم-148 جافلن”.
في غضون ذلك، أكد مسؤولون أمريكيون لوسائل إعلام أن إدارة الرئيس جو بايدن صادقت على تخصيص “مساعدات عسكرية دفاعية” إضافية بقيمة 200 مليون دولار إلى حكومة أوكرانيا.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى كييف أمس بأن واشنطن ستقدم مساعدات أمنية إضافية إلى أوكرانيا خلال الأسابيع القادمة، مذكرا بأن الميزانية الدفاعية الأمريكية لعام 2022 المالي تقضي بتشخيص مساعدات عسكرية بقيمة 300 مليون دولار إلى كييف.
وعلاوة على ذلك، أكد مسؤول في الخارجية الأمريكية لممثلين عن وسائل الإعلام خلال زيارة بلينكن إلى برلين اليوم أن الولايات المتحدة تسرع ترخيص نقل الأسلحة الأمريكية من حلفائها الأوروبيين إلى أوكرانيا، قائلا: “يملك الحلفاء الأوروبيون ما يحتاجون إليه للمضي قدما في تقديم مساعدات أمنية إضافية إلى أوكرانيا في الأيام والأسابيع القادمة”.
ووفقا لموقع “بوليتيكو”، يدور الحديث عن آلية أمر بايدن بإنشائه لتمكين الحكومة الأمريكية من تقديم مساعدات عسكرية عاجلة إلى دولة أخرى من مخازن البنتاغون، وذلك سيتيح لواشنطن إمداد كييف برادارات ومعدات خاصة بالسفن.
ووفقا لتقارير صحفية، أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لتصدير دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) أسلحة أمريكية فتاكة إلى كييف، منها منظومات مضادة للدروع وصواريخ من نوع “أرض-جو”.
في الوقت نفسه، أفادت تقارير إعلامية غير مؤكدة بإرسال كندا عناصر من القوات الخاصة إلى أوكرانيا.
مناورات روسية
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستجري مناورات بحرية ضخمة بمشاركة أكثر من 140 سفينة حربية وسفن الدعم، هذا الشهر وفي فبراير المقبل، في وقت يتصاعد التوتر مع دول الغرب.
وأفادت الوزارة في بيان نقلته وكالات أنباء روسية، بأن “المناورات ستجري في المحيطين الأطلسي والهادئ والمحيط المتجمد الشمالي والبحر الأبيض المتوسط بمشاركة، أكثر من 140 سفينة حربية وسفن الدعم وأكثر من 60 طائرة وألف قطعة من المعدات العسكرية وقرابة 10 آلاف جندي”.
وتحاول الدول الغربية إقناع موسكو بعدم شن هجوم جديد على أوكرانيا، بعد ضم شبه جزيرة القرم في 2014، وذلك بعدما حشدت روسيا عشرات الآلاف من قواتها على الحدود في الأشهر الأخيرة، وتنفي اعتزامها شن هجوم، لكنها تقول إنها قد تتخذ إجراءات عسكرية لم تحددها، ما لم يتم تلبية مطالبها ومنها تعهد حلف شمال الأطلسي بعدم قبول ضم أوكرانيا لعضويته.