انتفاضة الجامعات الداعمة للفلسطينين تجتاح عواصم العالم
أكبر جامعات بريطانيا وفرنسا وأستراليا والمكسيك وسويسرا تلتحق بركب الجامعات الأمريكية
اجتاحت انتفاضة الجامعات المنددة بجرائم الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، العديد من دول العالم، بعد الشرارة التي أطلقتها الجامعات الأمريكية منذ أسابيع.
وشملت الاحتجاجات عددا من أكبر الجامعات على مستوى العالم في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا والمكسيك وسويسرا.
واليوم الجمعة، احتشد مئات المحتجين على الجرائم الإسرائيلية في غزة أمام واحدة من أبرز الجامعات الأسترالية.
وطالب المحتجون بسحب استثمارات أستراليا من الشركات التي تربطها علاقات بإسرائيل، في احتجاجات مستوحاة من حراك طلابي يجتاح الجامعات الأمريكية.
والأسبوع الماضي، اعتصم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين خارج القاعة الرئيسية بجامعة سيدني، إحدى أكبر مؤسسات التعليم العالي في أستراليا.
وأعلن محتجون اعتصامات مماثلة في جامعات بملبورن وكانبيرا ومدن أسترالية أخرى.
وعلى عكس ما يحدث في الولايات المتحدة، حيث تفض الشرطة اعتصامات مؤيدة للفلسطينيين بالقوة في عدد من الجامعات، اتسمت مواقع الاحتجاج في أستراليا بأجواء سلمية مع وجود الشرطة بأعداد ضئيلة.
جامعة سيدني
واحتشد المتظاهرون اليوم لمطالبة جامعة سيدني بسحب استثماراتها من الشركات التي تربطها علاقات بإسرائيل، وهي المطالب نفسها التي يدعو إليها الطلاب في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا.
وقال مات (39 عاما) وهو يقف وسط حشد من أكثر من 300 متظاهر ويحمل ابنه البالغ من العمر عامين على كتفيه، إنه جاء ليظهر أن الغاضبين من أفعال إسرائيل في غزة ليسوا فقط من الطلاب.
وأضاف لرويترز رافضا ذكر اسمه الأخير “بمجرد أن تفهم ما يحدث، تقع على عاتقك مسؤولية محاولة المشاركة ورفع الوعي وإظهار التضامن”.
وذكر نائب مستشار جامعة سيدني مارك سكوت لوسائل إعلام محلية، أمس الخميس، أن الاعتصام المؤيد للفلسطينيين يمكن أن يبقى في الحرم الجامعي لعدم وقوع أعمال عنف به مثلما حدث في الولايات المتحدة.
وبينما وقفت عدة سيارات للشرطة عند مدخل الجامعة، لم يوجد أي من رجال الشرطة في كلا الاحتجاجين.
وأستراليا -حليف مقرب لإسرائيل منذ فترة طويلة- باتت تنتقد على نحو متزايد سلوك حليفتها في غزة، حيث قُتلت عاملة إغاثة أسترالية في هجوم إسرائيلي الشهر الماضي.
وقال متظاهرون مؤيدون لفلسطين إن الحكومة لم تفعل ما يكفي للدفع من أجل السلام، ورددوا هتافات ضد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي وحكومته.
المكسيك وسويسرا
كما في أمريكا وفرنسا وأستراليا، وصل غضب الطلاب إلى جامعات المكسيك، حيث نصب عشرات الطلاب والناشطين، الخميس، خياماً أمام “جامعة المكسيك الوطنية المستقلة”، أكبر جامعة في البلاد.
ورفع المتظاهرون شعارات احتجاجا على استمرار جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتضامناً مع الطلاب المحتجين في الولايات المتحدة.
ووضع الطلاب فوق مخيمهم الاحتجاجي أعلاما فلسطينية ورددوا شعارات من بينها “عاشت فلسطين حرّة!”، و”من النهر إلى البحر فلسطين ستنتصر!”.
وإلى جانب الأعلام واللافتات رفع المحتجون مطالب عدة، من بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.
وفي الأسابيع الأخيرة شهدت أكثر من 30 جامعة أمريكية احتجاجات مؤيدة لفلسطين.
وباليوم نفسه، احتل نحو مئة طالب قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المنظمون في بيان إن التحرك “يتبع مثال التعبئة في الجامعات في كندا والولايات المتحدة وفرنسا”.
الجامعات البريطانية
والتحقت الجامعات البريطانية سريعا بركب الاحتجاجات على الرغم من التهديدات الحكومية بقمعها سريعا، وجاء ذلك على لسان المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني، حيث أنه كان قد أكد أن الشرطة “ستحظى بدعمنا الكامل” لمعالجة الاضطرابات المحتملة إذا حاول الطلاب تكرار المظاهرات العنيفة التي شهدتها مؤخرا الجامعات الأمريكية.
وشملت الاحتجاجات عدة جامعات كبرى كجامعة مانشستر وليدز وبريستول وشيفيلد ونيوكاسل، حيث نصب الطلاب الخيام ووضعوا لافتات مناهضة لإسرائيل، ودعوا إلى إنهاء العمل العسكري في قطاع غزة.
الشرطه الفرنسيه تقمع في المحتجين جامعة السوربون
أما في فرنسا، فقد نظم الطلاب في جامعة السوربون الشهيرة في باريس، وقفة تضامنية مع فلسطين، واعتصموا في حرم الجامعة، وأصدروا بيانا نددوا فيه بتحركات الإدارة والسلطات بحق المعتصمين، ونددوا باعتبارهم أقلية مؤكدين أن تحركهم يمثل أغلبية في الكلية.
وانتشر مقطع فيديو لقمع قوى الأمن الداخلي للطلاب المشاركين في الاحتجاجات.
كما استنكر الطلبة في بيانهم أن إدارة كلية العلوم السياسية سواء في بياناتها أو نقاشاتها مع الطلبة لا تذكر كلمة “فلسطين”.
وأغلقت الشرطه الفرنسيه الشوارع المؤديه إلى معهد العلوم السياسية حيث يعتصم الطلبه وتمنع الصحفيين من الوصول إلى المعهد.
وقال مراسلنا: “نسمع هتافات الطلبة المعتصمين من داخل حرم الجامعة ولا يستطيع الصحفيون الاقتراب منهم، تقوم الشرطة في هذه الأثناء باقتحام الجامعة لفض الاعتصام”.
ويعلق الطلاب لافتات داعمة لفلسطين، مؤكدين على حقهم في التعبير عن دعمهم لحقوق الإنسان في فلسطين.
كما انضمت أكبر جامعة في المكسيك للاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين، حيث نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيدين للفلسطينيين في مكسيكو خياما أمام “جامعة المكسيك الوطنية”، احتجاجا على استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.