انتقادات دولية واسعة للفيتو الأمريكي على وقف الحرب في غزة
روسيا تتحدث عن سخافة الذريعة الأمريكية والصين تعتبره ضوءً أخضراً لاستمرار المذبحة
للمرة الثالثة، استخدمت الولايات المتحدة، الثلاثاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار للمجلس التابع للأمم المتحدة، مما عرقل مطلبا بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة، الأمر الذي أثار موجة من الإنتقادات الدولية لموقفها.
ودعا الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أعضاء مجلس الأمن للتفكير في مدى سخافة الذريعة الأمريكية في رفض مشروع القرار الجزائري لوقف النار في قطاع غزة.
وأضاف نيبينزيا خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي “في هذه المرة، الوفد الأمريكي ومنذ البداية طالب بنبرة من يوجه إنذارا بوقف النظر في الوثيقة الجزائرية”.
وقال إن “زملاءنا الأمريكيين برروا موقفهم قائلين إن المشروع الجزائري خطير، لأنه يتعارض مع الدبلوماسية الدقيقة التي تجري على الأرض”.
وتابع نيبينزيا قائلا “أدعوكم جميعا للتفكير في مدى سخافة هذه الذريعة. واشنطن في الواقع، تزعم أن مجلس الأمن الدولي يقف في طريق خططها ولهذا طلبت عدم عرقلتها”.
وأضاف الدبلوماسي “هدف واشنطن الحقيقي ليس السلام في الشرق الأوسط وليس حماية المدنيين، وإنما ضمان مصالحها الجيوسياسية، التي تتطلب حماية أقرب حليف لها في الشرق الأوسط بأي ثمن”.
واستبق نيبنزيا عملية تصويت مجلس الأمن بدعوة الدول الأعضاء لدعم مشروع القرار الجزائري.
وأضاف “مهمتنا المشتركة هي وقف إراقة الدماء في أقرب وقت ممكن وتأمين قنوات لإيصال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع دون انقطاع”.
مستوى أكثر خطورة
وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون أن بكين عبرت عن “خيبة أملها الشديدة” إزاء عرقلة الولايات المتحدة مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية.
ونقلت وكالة شينخوا عن تشانغ جون قوله، “تعبر الصين عن خيبة أملها واستيائها الشديدين من الفيتو الأميركي”.
وقال تشانغ “الفيتو الأميركي يبعث برسالة خاطئة، ويدفع الوضع في غزة إلى مستوى أكثر خطورة”، مضيفا أن الاعتراض على وقف إطلاق النار في غزة “لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار المذبحة”.
انتقائية وازدواجية في معايير التعامل مع الحروب
وأعربت مصر، الثلاثاء، عن أسفها البالغ ورفضها “لعجز” مجلس الأمن الدولي مجدداً عن إصدار قرار، يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: “مصر تعتبر إعاقة صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار في نزاع مسلح ذهب ضحيته أكثر من 29 ألف مدني، معظمهم من الأطفال والنساء، سابقة مشينة في تاريخ تعامل مجلس الأمن مع النزاعات المسلحة والحروب على مر التاريخ”.
وأضافت أن ذلك “يترتب عليه المسئولية الأخلاقية والإنسانية عن استمرار سقوط الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، واستمرار معاناتهم اليومية تحت نير القصف الإسرائيلي”.
واستنكرت القاهرة “بشدة ما يمثله المشهد الدولي من انتقائية وازدواجية في معايير التعامل مع الحروب والنزاعات المسلحة في مناطق مختلفة من العالم، الأمر الذي بات يشكك في مصداقية قواعد وآليات عمل المنظومة الدولية الراهنة، لاسيما مجلس الأمن الموكل إليه مسؤولية منع وتسوية النزاعات ووقف الحروب”، بحسب البيان.
يجب أن تنتهي العمليات الإسرائيلية
أعرب المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة نيكولاس دي ريفيير، الثلاثاء، عن أسفه لعدم إمكانية اعتماد مشروع القرار الجزائري لوقف النار في غزة، “بالنظر للحالة الكارثية على أرض الواقع”.
وقال: “هناك حاجة ملحة للغاية للتوصل، دون مزيد من التأخير، إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار يضمن في النهاية حماية جميع المدنيين ودخول المساعدات الطارئة بكميات كبيرة”.
وأضاف: “إننا نأسف بشدة، وندعو المجلس إلى الخروج بسرعة من هذا الغموض.. الخسائر البشرية والوضع الإنساني في غزة لا يطاق، ويجب أن تنتهي العمليات الإسرائيلية”.
الصمت ليس خياراً ممكناً
قال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، الثلاثاء، إن رفض مشروع القرار الذي أعدته بلاده في مجلس الأمن لوقف النار في غزة، يعتبر “موافقة على التجويع كوسيلة حرب ضد الفلسطينيين”، مؤكداً أنه “ما من بارقة أمل على تحسن الوضع في قطاع غزة، بعد شهر من الأمر الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بشأن الحرب الإسرائيلية على القطاع”.
وأضاف بن جامع أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي للنظر في المشروع، أن “الصمت ليس خياراً ممكناً.. حان الوقت للعمل فيما يخص الحرب على غزة”.
وتابع: “يتحمل أعضاء مجلس الأمن مسؤولية التصويت تأييداً لتدابير تلتزم بالسلم والأمن الدوليين”، مؤكداً أن مشروع القرار يمثل “موقفاً مناصراً للحقيقة والإنسانية”.
العجز الدولي
وأعربت الخارجية الأردنية، عن “الأسف وخيبة الأمل جراء فشل مجلس الأمن مرة أخرى باعتماد قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة جراء استخدام الولايات المتحدة الأميركية لحق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر نيابة عن المجموعة العربية”.
واعتبرت أن “عجز مجلس الأمن وللمرة الثالثة عن إصدار قرار يوقف الحرب المستعرة على غزة، يعكس العجز الدولي عن وقف الكارثة الإنسانية الناشئة عن الحرب العدوانية العبثية التي تصر اسرائيل على الاستمرار بها”.
وأكدت على “ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته وخاصة مجلس الأمن وإصدار قرار يوقف الحرب المستعرة على غزة والتي راح ضحيتها أكثر من 29 ألف إنسان بريء معظمهم من النساء والأطفال، وأن يتم تطبيق قواعد القانون الدولي دون محاباة أو تمييز”.