بداية انهيار مليشيات فايز السراج في محاور القتال بالعاصمة الليبية طرابلس ومدينة مصراتة
بدأت مليشيات فايز السراج في الانهيار بمحاور القتال بالعاصمة الليبية طرابلس ومدينة مصراتة، بعد التقدمات الواسعة التي نفذها الجيش الليبي مؤخرا، وسط إعلان عدد من قادتها الانشقاق بسبب خلافات داخلية.
وأعلن القيادي بمليشيات مصراتة محمد قنيدي، مدير الاستخبارات العسكرية بمليشيا “البنيان المرصوص”، نيته الانشقاق عن حكومة فايز السراج (غير الدستورية) في ليبيا.
وأكد قنيدي، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم الثلاثاء، أنه سيعقد اجتماعا خلال اليومين المقبلين مع من أسماهم بـ”قادة الجيش والثوار”، زاعما تشكيل حكومة “حرب” جديدة ضد قوات الجيش الليبي، بسبب الخلافات مع حكومة السراج والخسائر المتلاحقة للمليشيات.
وأضاف أنه “لا يهمني من سيعترف بهذه الحكومة أو من سيرفضها”، وذلك في إشارة إلى احتمالية نشوب صراع مسلح بين قواته وباقي المليشيا الإرهابية.
ومن جانبه أكد الباحث الليبي جمال شلوف، رئيس منظمة سلفيوم للدراسات والأبحاث، أن ما تحدث عن قنيدي هي أعراض انهيار واضحة لمسلحي الوفاق التي تجلت في اعتراضه على إدارة المعركة من قبل المجلس الرئاسي غير الشرعي.
وأكد أن تعبير “حكومة حرب” التي أطلقها القيادي المليشياوي ينذر بتسخير كل موارد وإمكانات البلاد في حشد الميلشيا، رغم إنفاق حكومة الوفاق المليارات على دعم مسلحيها في مواجهة الجيش الليبي.
وأضاف أن “هذا التصريح يظهر وهن بيت العنكبوت المليشياوي وأنهم مجرد تجمع لمجموعات إرهابية وإجرامية للدفاع عن مصالحهم الشخصية والمكتسبة من استمرار الفوضى في ليبيا”.
وتابع الباحث الليبي أنه بمجرد تقدم قوات الجيش إلى داخل طرابلس ستقهقهر تلك المليشيات وستنشب صراعات حادة بينها ستصل إلى حد الانقلاب على حكومة السراج التي يستندون إليها.
وشدد شلوف على أن طريق المستقبل الذي عبدته دماء شهداء القوات المسلحة صار ممهدا وواضح المعالم ونهايته نهاية الفوضى في ليبيا واستعادة دولة القانون والمؤسسات.
من جانبه أكد السياسي والحقوقي الليبي عبدالله الخفيفي أن حديث الإرهابي محمد قنيدي دليل على انقسامات حادة داخلية بصفوف المليشيات وأنهم يتلقون خسائر فادحة، واصفاً ذلك بـ”رقصة الديك المذبوح”.
وتابع أن هذه المليشيات يتحدون في عدائهم للجيش الليبي فقط لكنهم مختلفون أيديولوجياً فهم خليط من الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة وداعش والقاعدة وغيرها، إضافة إلى قطاع الطرق ومجرمي الاتجار بالبشر ومهربي الوقود.
ولفت الخفيفي إلى أن فايز السراج يتحمل المسؤولية المباشرة على ارتهان طرابلس للإرهابيين الذي ظن أنه بشرعنة المليشيات وإغداق الأموال عليها سيكسبه ودهم ويثبت شرعية حكومته.
وقال: “سيظل الخلاف الأيديولوجي هو ما يشتت هذه المليشيات وقاداتها على الرغم من الهدف الواحد الذي يجمعهم وهو عداؤهم للجيش ودولة القانون”.
وعبر عن تخوفه من أن يكون إعلان قنيدي، هو مخطط إخواني لإعادة إحياء المشروعات الانفصالية والفيدرالية أو مناطق الحكم الذاتي، التي سبق وأعلنها أبناء تيارات جهوية وأيديولوجية متطرفة، نتيجة نظرة الاستعلاء عند قادة المليشيات.
وتمكن الجيش الليبي من فرض سيطرته على العديد من المناطق المتقدمة في المحاور، خاصة معسكر اليرموك ومنطقة الهيرة والعزيزية الرابطة بين طرابلس وغريان.
كما استطاعت قواته منذ إطلاق عملية طوفان الكرامة 4 أبريل/نيسان الماضي تكبيد المليشيات والجماعات الإرهابية العديد من الخسائر الفادحة واستنزاف طاقتها.