برلين وباريس ولندن تطالب إسرائيل بعدم حظر أنشطة الأونروا

الأونروا تحذر من أن وقف خدماتها سيقوّض اتفاق وقف النار عن غزة

في بيان مشترك صدر الجمعة، أعربت كل من برلين وباريس ولندن عن قلقها بشأن الحظر الذي فرضته إسرائيل على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، فيما حذرت الأونروا من إن الوقف القسري لعملها في قطاع غزة سوف يقوض وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”.

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها الفرنسي جان نويل بارو ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد لامي إسرائيل إلى عدم تنفيذ ذلك الحظر.

وأوضح البيان المشترك أنه “لا يملك حاليا أي كيان آخر أو وكالة أممية القدرة أو البنية التحتية للقيام بما تقوم به الأونروا أو يتمتع بخبرتها”.

وقال الدبلوماسيون الثلاثة إن الأونروا هي الملاذ الرئيس للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومن بينها القدس الشرقية، كما أنها عنصر أساسي في التعامل مع الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

يشار إلى أن إسرائيل أمرت الأونروا بوقف عملياتها اعتبارا من أمس الخميس.

وتحركت إسرائيل لمنع وكالة الأونروا من العمل على الأراضي الإسرائيلية، وكذلك منع المسؤولين الإسرائيليين من التعاون مع المنظمة بعد زعمها بأن بعض موظفي الوكالة متورطون في هجمات السابع من أكتوبر 2023 التي قادتها حركة حماس وتسببت في اندلاع حرب غزة.

 عمل الأونروا متواصل واتفاق غزة على المحك

من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الجمعة، إن أي وقف قسري لعملها في غزة من شأنه أن يقوض وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، وذلك مع دخول الحظر الإسرائيلي على الوكالة حيّز التنفيذ، الخميس، فيما شدّدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا على أنه “لا يوجد أي كيان أو وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة لديها حالياً القدرة أو البنية الأساسية اللازمة لتحل محل ولاية وخبرة الأونروا”.

وحذرت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في الأونروا خلال مؤتمر صحافي في جنيف، من تعريض وقف إطلاق النار الهش للغاية للخطر إذا لم يُسمح للأونروا بمواصلة إدخال الإمدادات وتوزيعها.

وأضافت أن عمل الوكالة في غزة وأماكن أخرى متواصل، على الرغم من الحظر الإسرائيلي. لكنها قالت إن موظفي الوكالة الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، يواجهون صعوبات مستشهدة بأمثلة على الرشق بالحجارة والتوقيف عند نقاط التفتيش.

وقالت توما: “إذا لم يُسمح للأونروا بمواصلة توفير وتوزيع الإمدادات، فسيصبح مصير وقف إطلاق النار الهش جداً في خطر”. وأضافت أنهم “يواجهون بيئة عدائية بشكل استثنائي مع استمرار حملة التضليل الضارية ضد الأونروا”.

وحذرت الوكالة من أن هذه الخطوة ستعرض جهود المساعدات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس للخطر.

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يعاني فيه مليونا فلسطيني يعيشون في غزة من الدمار، الذي خلفته الحرب التي استمرت 15 شهراً، وقد أثار توقيتها، الذي يأتي في لحظة حرجة بشكل خاص بالنسبة للأراضي الفلسطينية، قلق المجتمع الدولي.

عواقب كارثية

وحذر المدير العام للأونروا فيليب لازاريني من “عواقب كارثية” إذا منعت إسرائيل منظمة المساعدات من دخول الأراضي الفلسطينية.

ويدخل الحظر حيز التنفيذ بعد أقل من أسبوعين من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي سمح بزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع مع دخول 4200 شاحنة مساعدات أسبوعياً.

وبسبب زعمهم أن الأونروا بالغت في تقدير نسبة المساعدات التي تقدمها لغزة، يقول المسؤولون الإسرائيليون، إن هيئات الإغاثة الأخرى ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والدوائر البلدية، ستتدخل لسد الفجوة التي خلفتها الأونروا.

ولكن لا يزال من غير الواضح ما هو التأثير الذي قد يخلفه هذا على المساعدات في غزة. وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن غزة في حاجة ماسة إلى المساعدات في ظل الهجوم العسكري الإسرائيلي، الذي تقول السلطات الصحية المحلية إنه أودى بحياة 47 ألف شخص، وأدى إلى نزوح نحو 90% من سكان غزة، أو 1.9 مليون شخص، من منازلهم.

وتقول الأمم المتحدة، إن نحو 60% من البنية الأساسية الأوسع نطاقاً في غزة، دُمرت أيضاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى