بوتين يتهم النخب الغربية برفض احترام الحضارة والتنوع الثقافي
ويسعون لضمان رفاهيتهم على حساب الدول بالأساليب الاستعمارية الجديدة
في مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” ، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، النخب الغربية برفض احترام الحضارة والتنوع الثقافي، مؤكداً أن روسيا وشركاؤها غير راضين عن الوضع في العالم.
وقال بوتين في المقابلة المنشورة على الموقع الرسمي للكرملين: “الأرض هي مهد البشرية، وطننا المشترك، ونحن جميعًا مواطنون متساوون، مؤكداً أن هذا الرأي يشاركه معظم الناس على هذا الكوكب. لكن الدول التي تدعي أنها من بين ما يسمى بالمليار الذهبي لا يبدو أنها تعتقد ذلك”.
ووفقا لبوتين، فإن “النخب الغربية ترفض احترام الحضارة والتنوع الثقافي، وترفض القيم التقليدية التي شكلتها قرون”.
وأضاف الرئيس الروسي: “في محاولتهم للحفاظ على هيمنتهم العالمية، أعطوا لأنفسهم الحق في إخبار الشعوب الأخرى بمن يمكنهم ومن لا يمكنهم التعاون معهم.
وتابع، إنهم يحرمونهم من الحق في اختيار نماذج التنمية الخاصة بهم. ولا تؤخذ مصالحهم السيادية بعين الاعتبار. وهي تسعى، كما في الماضي، إلى ضمان رفاهها على حساب الدول الأخرى واللجوء إلى الأساليب الاستعمارية الجديدة. بطبيعة الحال، هذا الوضع لا يناسب روسيا أو شركائها”.
“قانون الريبو”
وتابع بوتين: “تحاول النخب الغربية بعناد “معاقبة” روسيا وعزلها وإضعافها وتزويد سلطات كييف بالمال والأسلحة.
وأوضح بأنهم فرضوا ما يقرب من 16 ألف من العقوبات غير المشروعة أحادية الجانب ضد روسيا، وهددوا بتقطيع أوصال بلادنا، ويستولون بشكل غير قانوني على أصولنا الأجنبية، ويغضون الطرف عن إحياء النازية، وعن قيام أوكرانيا بأعمال إرهابية على أراضينا”.
ووقع الرئيس الأميركي، جو بايدن، في وقت سابق، مشروع قانون يمنح الرئيس الأميركي صلاحيات مصادرة الأصول الروسية في الولايات المتحدة لأغراض إعادة إعمار أوكرانيا.
ويمنح ما يسمى بـ”قانون الريبو” الرئيس سلطة اتخاذ قرار بمصادرة الأصول الروسية الموجودة في الولايات المتحدة دون موافقة الكونغرس.
الأصول المجمدة الروسية
ويذكر أنه بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، في شباط/فبراير 2022، جمد الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع نحو نصف احتياطيات النقد الأجنبي الروسية البالغة نحو 300 مليار يورو؛ ويوجد نحو 200 مليار يورو في الاتحاد الأوروبي، معظمها في حسابات “يوروكلير” البلجيكية، وهي واحدة من أكبر أنظمة التسوية والمقاصة في العالم.
كما يناقش الاتحاد الأوروبي سبل استخدام الأصول المجمدة الروسية لتمويل برامج إعادة إعمار أوكرانيا.
وحذر البنك المركزي الأوروبي، في وقت سابق، من أن استخدام أوروبا للأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا يمكن أن يشكل مخاطر على سمعة العملة الأوروبية على المدى الطويل؛ داعيًا بروكسل لـ”النظر إلى ما هو أبعد من هذا الصراع المنفصل” والبحث عن طرق أخرى لتمويل أوكرانيا.
واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، بوقت سابق، أن مصادرة الأصول الروسية ستكون بـ”مثابة مسمار قوي في نعش النظام الاقتصادي الغربي بأكمله مستقبلاً”، مذكراً أنه في حالة الاستيلاء على الأصول الروسية، فإن روسيا ستدافع عن مصالحها إلى ما لا نهاية، بما في ذلك عن طريق الإجراءات القضائية في المحاكم.
ووصفت وزارة الخارجية الروسية تجميد الأصول الروسية في أوروبا بالسرقة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يستهدف أموال الأفراد فحسب، بل يستهدف أيضًا أصول الدولة الروسية.
كما صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن روسيا سترد في حال مصادرة الأصول الروسية المجمدة في الغرب.
وأضاف لافروف أن روسيا “لديها أيضا إمكانية مصادرة تلك الأموال التي احتفظت بها الدول الغربية في روسيا والتي تم تجميدها ردا على احتجاز احتياطيات الدولة الروسية؛ ولا يمكن أن يكون هناك شك في أننا سنتصرف بشكل متبادل”.