بوتين يتوعد أوكرانيا برد صارم وقاس على أي هجمات إرهابية
واشنطن وحلفائها يعلنون مواصلة دعم كييف عسكرياً
توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السلطات الأوكرانية برد صارم وقاس إذا كررت هجماتها الإرهابية على الأراضي الروسية، فيما أعلنت واشنطن وحلفائها مواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا.
وحذر بوتين، في مستهل اجتماعه بالأعضاء الدائمين لمجلس الأمن القومي الروسي اليوم الاثنين، 10 أكتوبر، أوكرانيا من أن الهجمات الإرهابية على الأراضي الروسية ستواجه برد صارم وقاس، مؤكدا على أن موسكو من المستحيل أن تترك جرائم نظام كييف دون رد.
وقارن بوتين السلطات الأوكرانية بالمنظمات الإرهابية قائلا: “لقد وضعت كييف نفسها على قدم المساواة مع أكثر الجماعات الإرهابية الكريهة”، مشيرا إلى أن النظام في كييف لطالما استخدم الأساليب الإرهابية منذ فترة طويلة، حتى أنه حاول تدمير خط أنابيب “السيل التركي” لنقل الغاز الروسي، علاوة على المحاولات المتكررة لتنفيذ هجمات إرهابية على منشآت الطاقة الروسية، بما في ذلك ما قامت به الأجهزة الخاصة الأوكرانية بالفعل من تنفيذ 3 هجمات إرهابية ضد محطة الطاقة النووية في مدينة كورسك الروسية، وهو ما أدى إلى تقويض خطوط الجهد العالي للمحطة. ونتيجة للهجمة الثالثة تضررت 3 خطوط في وقت واحد، إلا أنه قد تم القضاء على الضرر الحادث في أقصر وقت ممكن، ولم يسمح بعواقب وخيمة.
إضافة إلى ذلك، تم ارتكاب عدد آخر من الهجمات الإرهابية ومحاولات لارتكاب جرائم أخرى ضد منشآت الطاقة الكهربائية والبنى التحتية، وهو ما تم إثباته من خلال الأدلة الموضوعية، بما في ذلك شهادات المقبوض عليهم أثناء تنفيذ هذه الهجمات الإرهابية.
مدبري العمل الإرهابي
وأشار بوتين إلى النتائج الأولية لرئيس لجنة التحقيق الروسية، ألكسندر باستريكين، الذي أكد على أن التخريب الذي وقع بجسر القرم، يوم السبت، 8 أكتوبر الجاري، استنادا إلى البيانات المستمدة من فحوصات الطب الشرعي وغيرها من المعلومات الميدانية، هو “عمل إرهابي يهدف إلى تدمير البنية التحتية المدنية الحيوية الروسية”.
وتابع بوتين: “من الواضح كذلك أن العملاء ومدبري ومرتكبي العمل الإرهابي هي الأجهزة الخاصة الأوكرانية”.
وخلص بوتين إلى إطلاق صواريخ بحرية وبرية طويلة المدى عالية الدقة صباح اليوم بناء على اقتراح من وزارة الدفاع، ووفقا لخطة هيئة الأركان الروسية، ضد مرافق الطاقة والقيادة العسكرية والاتصالات في أوكرانيا.
وأكد بوتين على أنه إذا ما استمرت محاولات شن هجمات إرهابية على الأراضي الروسية، فستكون ردود روسيا صارمة وتتوافق في نطاقها مع مستوى التهديدات التي تشكلها هذه الهجمات على روسيا.
واشنطن ستواصل أوكرانيا
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الإثنين، أنه أجرى محادثات مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا لطمأنته بشأن “دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا بعد الضربات الفظيعة” التي نفّذتها القوات الروسية صباحا.
وجاء في تغريدة لبلينكن “سنواصل توفير المساعدة الاقتصادية والإنسانية والعسكرية لتمكين أوكرانيا من الدفاع عن نفسها”.
الناتو يدين الهجمات
أكّد أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الإثنين، أن الحلف يدين “الهجمات المروعة والعشوائية” التي تشنّها روسيا على منشآت مدنية في أوكرانيا، مشدداً على أنه سيواصل دعمه للشعب الأوكراني.
وكتب على تويتر “تحدثت مع وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا ونددت بالهجمات المروعة والعشوائية لروسيا على منشآت مدنية في أوكرانيا. سيواصل حلف شمال الأطلسي دعمه للشعب الأوكراني الشجاع لمواجهة عدوان الكرملين لأطول فترة ممكنة”.
لوكاشينكو يتهم بلدان بتدريب إرهابيين
من جانبه، اتهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الإثنين، وهو حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا بتدريب بيلاروسيين “متطرفين” لشن هجمات “إرهابية”، بعدما أعلن عن خطط لنشر قوات مشتركة مع موسكو.
وقال لوكاشينكو خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين “إن تدريب ناشطين بيلاروسيين متطرفين في بولندا وليتوانيا وأوكرانيا، من أجل القيام بأعمال تخريبية وهجمات إرهابية وتنظيم تمرد عسكري في البلاد، أصبح تهديداً مباشراً”.
واتهم الرئيس الذي يحكم بيلاروس منذ 1994 بقبضة من حديد واشنطن والاتحاد الأوروبي بالسعي إلى “تفاقم الوضع”.
دعم عسكري في الطريق
فيما ذكرت وسائل إعلامية أن قادة مجموعة السبع والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيناقشون تطورات أوكرانيا الثلاثاء، أعرب مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “صدمته العميقة”، حيال الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت كييف ومدنا أوكرانية أخرى الاثنين.
وقال على تويتر “لا مكان لهذا النوع من الأعمال في القرن الـ21. أدينها بأشد العبارات”. وتابع “نقف إلى جانب أوكرانيا. المزيد من الدعم العسكري في طريقه من الاتحاد الأوروبي”، في إشارة على ما يبدو إلى حزمة تمويل عسكري جديدة يستعد التكتل للاتفاق عليها.
من جانبه وصف وزير الخارجية البولندي زبينيو راو الضربات الصاروخية الروسية بـ”بجريمة حرب”. وقال على تويتر إن قصف “المدن والمدنيين فعل همجي وجريمة حرب. لا يمكن لروسيا الانتصار في هذه الحرب. نقف خلفك أوكرانيا”. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد أعرب عن “قلق بالغ” حيال تطورات أوكرانيا وأكد التزامه “زيادة” الدعم العسكري.
إصابة مبنى قنصلية ألمانية
وأعلنت وزارة الخارجية إن مبنى إدارياً شاهقاً توجد به قنصلية ألمانية في كييف أصيب خلال ضربات صاروخية روسية صباح يوم الإثنين، لكن لم يكن به مسؤولون لأن القنصلية خالية منذ اندلاع الحرب قبل شهور.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في إفادة صحفية “لا عمل في المبنى منذ شهور”، مضيفاً أن الحكومة الألمانية على اتصال بالمسؤولين في كييف لتقييم الأضرار.
ونددت ألمانيا بالضربات الروسية التي أدت إلى مقتل عشرة على الأقل وجاءت رداً على هجمات أوكرانية، ومنها هجوم على جسر يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
وسيلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة في اجتماع عبر الإنترنت لرؤساء مجموعة السبع يوم الثلاثاء.
وفي الإفادة الحكومية نفسها، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع إن ألمانيا تتوقع تسليم نظام دفاع جوي إلى أوكرانيا قريبا جداً وتسليم ثلاثة أنظمة أخرى العام المقبل، دون إعطاء مواعيد زمنية محددة.
ألمانيا تزود أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي
وقالت ألمانيا الإثنين، أنها سرعت وصول أنظمة دفاع جوي قادرة على حماية مدينة بأكملها، وعدت بها منذ مدة طويلة، إلى أوكرانيا بعد الضربات الصاروخية الروسية الكثيفة التي استهدفت الأخيرة.
وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على تويتر “نبذل كل ما في وسعنا لتعزيز دفاعات أوكرانيا الجوية”، واصفة الهجمات الأخيرة بأنها “دنيئة”.
وتعهّد المستشار الألماني أولاف شولتس في حزيران/يونيو تقديم الأنظمة المتطورة “آيرس-تي” Iris-T التي قال إنها قادرة على حماية مدينة كبيرة من غارات جوية.
وكان من المتوقع بأن تسلّم ألمانيا الجانب الأوكراني النظام الأول من عدة أنظمة صاروخية دفاعية بحلول نهاية العام، لكن وزيرة الدفاع كريستين لامبرشت قالت إن الشحنة الأولى ستكون “جاهزة لتوفير الحماية الفعالة للناس في الأيام المقبلة”.
وأضافت أن “الضربات الصاروخية الأخيرة على كييف والكثير من المدن الأخرى تسلّط الضوء بوضوح على أهمية الإيصال السريع لأنظمة الدفاع الجوي إلى أوكرانيا”.
ويوفر نظام “آيرس-تي” درعا واقية تغطي مساحة بارتفاع 20 كيلومترا وبعرض 40 كيلومتراً.
ويملك الجيش الألماني نفسه صواريخ “آيرس-تي” في مستودعاته لكن ليس نظام صواريخ أرض-جو الكامل. ويطلق صواريخ من مقاتلات من طراز “تورنيدو” أو “يوروفايتر”.
غوتيريش يندد
دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم، الإثنين، القصف الروسي الدامي على مختلف أنحاء أوكرانيا، واصفا الخطوة بـ”التصعيد غير المقبول في الحرب”، على ما قال الناطق باسمه.
وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان إن “الأمين العام يشعر بصدمة عميقة إزاء الهجمات الصاروخية واسعة النطاق التي نفّذتها قوات روسيا الاتحادية المسلحة على مدن في أنحاء أوكرانيا والتي ذكرت تقارير بأنها أدت إلى دمار واسع في مناطق مدنية وإلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص”. وأضاف أن ما حصل “يشكّل تصعيداً آخر غير مقبول في الحرب، وكالعادة، يدفع المدنيون الثمن الأكبر”.
روسيا حققت أهداف الضربات
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها حققت الأهداف التي حددت لضرباتها المكثفة في أوكرانيا اليوم الاثنين، مؤكدة إصابة كل المواقع المستهدفة.
وقالت الدفاع الروسية في بيان لها: “اليوم وجهت القوات الروسية ضربة مكثفة بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى لمواقع القيادة العسكرية وأنظمة الاتصالات والطاقة في أوكرانيا. تم تحقيق هدف الضربة حيث أصيبت كل المواقع التي حددت (كأهداف)”.
وأضافت الدفاع الروسية أن قواتها صدت خلال اليوم الماضي هجمات للجيش الأوكرني على عدة محاور، منها كوبيانسك (شمال شرق) وكراسني ليمان (شمال دونيتسك) ونيكولايف-كريفوي روغ (جنوب)، مشيرة إلى أن خسائر الأوكرانيين على هذه المحاور تجاوزت 100 جندي و14 دبابة.