تركيا تواصل عملياتها العسكرية في العراق وسوريا
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أكد لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن، أن تركيا ستواصل عملياتها في العراق وسوريا، حسب ما ذكرت وكالة “الأناضول” التركية، وطالب “الولايات المتحدة بضرورة تخليها عن العمل مع وحدات حماية الشعب (واي بي جي) الإرهابية”، شمالي سوريا، وقال في اتصال أجراه مع بلينكن، الجمعة: “عمليات مكافحة الإرهاب التي تجريها تركيا في العراق وسوريا ستستمر بكل عزم”.
في المقابل، حذّرت الولايات المتحدة تركيا من شن ضربات جوية أحادية الجانب من شأنها أن تشكل تهديداً للأفراد الأميركيين، وفقاً لبيان وزارة الخارجية الأميركية.
وكان حزب العمال الكردستاني، أعلن في وقت سابق، مسؤوليته عن التفجير الذي وقع الأحد، في أنقرة، وأدى إلى سقوط منفذيه الاثنين، وإصابة شرطيين. وقالت تركيا إن منفذي الهجوم جاءا من سوريا، لكن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” نفت ذلك.
وتحث تركيا واشنطن منذ عام 2015 على وقف تسليح وتدريب عناصر وحدات الشعب الكردية المتحالفة مع القوات الأميركية ضد تنظيم “داعش” في سوريا، والتي تعتبرها تركيا إرهابية.
ضربات جوية جديدة
بدورها، قالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش نفذ ضربات جوية جديدة في شمال سوريا، الجمعة، موضحة أنه تم “تدمير 15 هدفاً للمسلحين الأكراد”. وأضافت أنه تم “تحييد” العديد من المسلحين في الهجوم.
وتابعت الوزارة، في بيان، أن “الأهداف التي تم تدميرها شملت قاعدة لمتشددين وملاجئ ومستودعات يعتقد أن المسلحين كانوا فيها”.
من جانبه، قال مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، فرهاد شامي، إن الطائرات التركية تنفذ غارات عنيفة على مدينة عين العرب (كوباني). وأضاف عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) أن “المدينة التي هزمت تنظيم داعش تتعرض الآن لقصف مكثف ووحشي من جانب الطائرات الحربية التركية إلى جانب قصف منطقتي عامودا وديريك”.
في الوقت نفسه، قالت وكالة أنباء “هاوار” الكردية، إن الطائرات المسيَّرة التركية قصفت صوامع الحبوب في ريف ناحية عامودا الشرقي.
وفي وقت سابق الجمعة، نقلت الوكالة التركية عن بيان لوزارة الدفاع قولها إنه جرى تدمير 30 هدفاً لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية و”تحييد” العديد من المسلحين، رداً على هجوم صاروخي على قاعدة تركية.
الأمم المتحدة
من ناحيته، قال المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية، الجمعة، إن الهجمات المستمرة في شمال سوريا “تثير القلق”، وتؤكد أن الأزمة لا تزال تدمر المدنيين والبنى التحتية”.
ونقل بيان مشترك، لمنسق الشؤون الإنسانية آدم عبد المولى، ومنسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية مهنّد هادي، عنهما قولهما إن التطورات الأخيرة “مُثيرة للقلق، وتذكر بوضوح أن الأزمة في سوريا ما زالت تلحق الدمار بالسكان المدنيين ومنشآت البنية التحتية المدنية”.
وناشد البيان كافة الأطراف توخي الحذّر وحماية المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك المنازل والبنية التحتية الأساسية، طوال عملياتها العسكرية في سوريا.
توتر تركي أمريكي
وقالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إن واشنطن أسقطت الخميس، طائرة تركية مسيَّرة مسلحة كانت تحلق بالقرب من قواتها في سوريا، وهي المرة الأولى التي تسقط فيها واشنطن طائرة تابعة لأنقرة حليفتها في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وهو أمر يسلط الضوء على تصاعد التوتر بين الجانبين.
وذكر متحدث باسم “البنتاجون” أن طائرات مسيرة تركية شوهدت وهي تنفذ ضربات جوية في الحسكة شمال شرقي سوريا، وإن طائرة مسيرة اقتربت من مسافة تقل عن نصف كيلومتر من القوات الأميركية، وبالتالي اعتبرت تشكل تهديداً، وأسقطتها طائرة من طراز F-16.
من ناحيته، أوضح بيان وزارة الخارجية التركية أن إحدى طائرات تركيا المسيرة فُقدت خلال عمليات ضد مسلحين أكراد في شمال شرق سوريا بسبب “تقديرات فنية مختلفة” مع أطراف ثالثة على الأرض.
وقالت أنقرة، الخميس، إن تنفيذ عملية برية في سوريا هو أحد الخيارات التي يمكن أن تدرسها. ونفذت تركيا عدة عمليات توغل بري من قبل في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب على أنها منظمة إرهابية، وتقول إنها لا يمكن تمييزها عن حزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية منذ عام 1984، في صراع راح ضحيته أكثر من 40 ألفاً.
وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني، وليس وحدات حماية الشعب، على أنه “منظمة إرهابية”.
ووحدات حماية الشعب هي أبرز مكون في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”. وقد تسبب الدعم الأميركي لهذه الوحدات منذ فترة طويلة في توتر العلاقات مع تركيا.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن الهجمات التركية أسفرت عن سقوط 8 أشخاص منذ تفجير أنقرة.