تصعيد خطير… إسرائيل تشن عدوان جوي على اليمن
وتقصف منشآت نفطية في مدينة الحديدية
في تصعيد خطير ينذر بزيادة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، نفذت المقاتلات الحربية الإسرائيلية عدوان جوي على ميناء الحديدية في اليمن، نتج عنه سقوط عدد من القتلى والجرحى وأضرار مادية لم تحصر بعد.
وذكرت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله إن مدينة الحديدة تعرضت لغارات استهدفت منشآت تكرير النفط في الميناء.
وأعلن نائب رئيس الهيئة الإعلامية التابعة لأنصار الله إن إسرائيل شنت هجوما على محافظة الحديدة، مشيراً إلى نشوب حريق في الميناء الرئيسي.
وقالت قناة المسيرة التابعة لجماعة أنصار الله إن قتلى وجرحى سقطوا إثر الغارات الإسرائيلية على منشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة.
ونقلت القناة عن مصدر رسمي قوله إن الغارات الإسرائيلية استهدفت كهرباء محافظة الحديدة وخزانات مازوت الكهرباء.
وبث ناشطون يمنيون مشاهد من الموقع المستهدف بالقصف الإسرائيلي في مدينة الحديدة، وتظهر المشاهد اشتعال حريق ضخم في موقع يعتقد أنه خزانات وقود في ميناء المدينة.
رد مؤثر
وتعهد المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة أنصار الله بـ “رد مؤثر” على العدوان الإسرائيلي.
وقال العميد يحيي سريع، المتحدث العسكري للجماعة: “سنواصل عملياتنا المساندة لغزة مهما كانت النتائج والتداعيات، ونؤكد ما ورد في بياناتنا السابقة باعتبار منطقة تل أبيب غير آمنة”.
وأضاف في تسجيل مصور عبر منصة “إكس”: “الجماعة لن تتردد في ضرب أهداف حيوية في إسرائيل، وأعدت العدة لحرب طويلة الأمد، رداً على إعلان الجيش الإسرائيلي أن طائراته نفذت سلسلة غارات على منشآت عسكرية في ميناء الحديدة”.
وأوضح سريع، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف محطة الكهرباء، والميناء، وخزانات الوقود، وجميعها أهداف مدنية.
وألقت أنصار الله باللائمة على الولايات المتحدة وبريطانيا في الهجوم بسبب تحالفهما ودعمهما لإسرائيل، وتوعدت إسرائيل “بضربات مؤثرة أكثر”.
وقال كبير المفاوضين والمتحدث الرسمي باسم الجماعة، محمد عبد السلام، في بيان عبر منصة “إكس”: “عدوان إسرائيلي غاشم على اليمن باستهداف منشآت مدنية، خزانات النفط ومحطة الكهرباء في الحديدة بهدف مضاعفة معاناة الناس، والضغط على اليمن للتوقف عن مساندة غزة… وما نؤكد عليه أن هذا العدوان الغاشم لن يزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة إلا إصراراً وثباتاً واستمراراً”.
مصر تحذر من توسيع الصراع
وبعد العدوان مباشرة، أعربت مصر يوم السبت، عن متابعتها بقلقٍ بالغٍ للعملية العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، والتي تزيد من تصاعد حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات.
وشددت مصر في بيان وزارة الخارجية المصرية، على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل صون أمن واستقرار المنطقة، محذرةً مما سبق وأن أشارت إليه من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة، على إثر تطورات أزمة قطاع غزة، وبما سيدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار.
ودعت مصر كافة الأطراف لضبط النفس والتهدئة، وتجنب الانزلاق لفوضى إقليمية، مطالبة كافة الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم؛ من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالي.
وأعادت مصر التأكيد على موقفها الراسخ والداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية بدون أية عوائق إلى القطاع، وذلك على ضوء أن تلك هي الخطوة الرئيسية والضرورية لاحتواء التوتر، والركيزة الأساسية لإقرار التهدئة الشاملة في المنطقة، وحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي.
العدوان لن يمر دون رد
من جانبها، أكدت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، أنّ العدوان الصهيوني الغادر على اليمن وبالحماية والدعم الأميركي التام هو “استكمالٌ للعدوان الأميركي البريطاني”.
كما أكد في بيانه أنّ “الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها العدو الصهيوني، هي إيذان بمرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة بالغة الأهمية”.
وتقدم حزب الله في بيانه ، نشر مساء السبت، من “الشعب اليمني الحر والشريف ومن قيادته الشجاعة والحكيمة بأسمى آيات العزاء بالشهداء الأبرار”.
وقال إنّ “العدوان تأكيد لا لبس فيه عن الأهمية القصوى لجبهات الإسناد في كل المنطقة، ودورها العظيم في الدفاع عن الشعب الفلسطيني”.
الفصائل الفلسطينية تندد
وتتالت بيانات التنديد بالعدوان الإسرائيلي على اليمن، حيث دانت حركة الجهاد الإسلامي “العدوان الصهيوني المجرم على الشعب اليمني مستهدفاً منشآت مدنية”.
وشددت على أنّ “هذه الجريمة الصهيونية الجديدة، تؤكد أن هذا الكيان المجرم ليس خطراً على الشعب الفلسطيني وحده”.
ودانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشدة “العدوان الصهيوني الغاشم على اليمن، مؤكدةً أنه لن يمر من دون ردٍ قاسٍ ورادع”.
وفي بيان لها، أكدت لجان المقاومة في فلسطين أنّ “العدوان على اليمن هو عدوان على كل مكونات الأمة”.
وفجر أمس الجمعة، أفادت هيئة البث بمصرع إسرائيلي وإصابة 10 آخرين إثر سقوط مسيرة وسط تل أبيب، على بعد مئات الأمتار من سفارة الولايات المتحدة.
وكانت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع إن ما سماها “المسيّرة يافا” لا تستطيع الرادارات كشفها”، مؤكدا أن الجماعة “تملك بنك أهداف في فلسطين المحتلة”، وأنها ستمضي في ضربها تباعا، إلى جانب هجماتها البحرية التي تربط توقفها بانتهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
وتضامنا مع غزة التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وصولا إلى البحر المتوسط.
ومنذ مطلع العام الجاري، يشن تحالف تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتهم في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين إلى آخر.