تقرير أمريكي: النظام التركي يرسل تحويلات مالية للدواعش في سوريا
عندما شنّت الولايات المتحدة غارة على محافظة إدلب شمال غرب سوريا واغتالت زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، في أكتوبر 2019، كتب منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي المعين حديثاً، بريت ماكغورك، مقالا افتتاحيا لصحيفة الواشنطن بوست، مشيرا إلى أن مخبأ البغدادي كان بالقرب من موقع عسكري تركي كبير، وشدد أن على أنقرة تفسير ذلك.
علاقات النظام التركي مع تنظيم الدولة الإسلامية مثيرة للجدل منذ فترة طويلة، رغم زعم المسؤولون الأتراك أن بلادهم كانت الدولة الوحيدة التي حاربت التنظيم بشراسة، التي لا يتفق معها المراقبون على ذلك، بينما تعتقل السلطات التركية من حينٍ لآخر المزيد من الدواعش على أراضيها في محاولة لنفي أي علاقة مع داعش.
وبحسب تقرير صدر عن الحكومة الأميركية مؤخراً، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، الذي يواصل شنّ عمليات محدودة ضدّ الجيش السوري، يتلقى تحويلات مالية من النظام التركي إلى عناصره في سوريا والعراق، حيث ما زال للتنظيم الإرهابي إمكانية الوصول إلى 100 مليون دولار من الاحتياطيات النقدية العائدة له.
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أن تنظيم داعش تم سحقه إلى حد كبير من خلال الجهود الدولية المنسقة في عام 2019، لكن يبدو أن شبكاته لا يزال بإمكانها الوصول إلى مبالغ كبيرة من الأموال بفضل النظام التركي، الذي يغض الطرف عن كثير من عمليات تهريب الأموال التي تتم على أراضيه للوصول إلى عناصر التنظيم في سوريا بشكل خاص.
ووصلت الاحتياطيات النقدية لتنظيم داعش إلى أدنى مستوياتها منذ العام 2014 عندما سيطر التنظيم على مساحات واسعة من العراق وسوريا، إذ فقد منذ ذلك الحين تدريجياً جميع مصادره الضريبية والنفطية في الأراضي التي كانت يسيطر عليها.
لكن فلول الدواعش في سوريا ما تزال تتلقى تدفقات نقدية من شركاء مقرهم في تركيا المجاورة ومن مهربين في العراق، وفقاً لمذكرة وزارة الخزانة غير السرية الصادرة مؤخراً.
وتمت بعض هذه التحويلات عن طريق الحوالات المحلية، عبر شركات خدمات الأموال في «مخيم الهول» سيئ السمعة، والذي يضم حوالي 50 ألف من أفراد عائلات مقاتلي «داعش».
كما تمّ تسليم شحنات نقدية أخرى عن طريق البريد عبر الحدود الصحراوية المفتوحة بين العراق وسوريا.
وأشار التقرير الأميركي إلى أنه في داخل سوريا، يواصل التنظيم جمع الأموال «من خلال ابتزاز شبكات تهريب النفط في شرق سوريا، والاختطاف مقابل فدية التي تستهدف الشركات المدنية والسكان، والنهب وربما تشغيل الشركات الوهمية».
ديفيد آشر، الزميل رفيع المستوى في معهد «هدسون»، الذي قاد استراتيجية الحرب الاقتصادية لوزارة الخارجية ضد داعش في 2014-2015، قال في تصريحات لموقع «آل مونيتور» الأميركي: «كان تسامح تركيا مع تمويل داعش مرتفعاً، بشكل غير عادي»، مضيفاً: «لا أعتقد أن أنقرة بذلت جهوداً كافية على الإطلاق لقطع تمويل التنظيم وشبكاته المصرفية».
ويكشف آشر أنه في الأيام الأولى لـِ «الخلافة المزعومة»، قال أعضاء داعش، الذين استجوبهم المحققون الأميركيون أنهم استخدموا الجانب التركي من الحدود السورية «كجهاز صراف آلي خاص بهم».