تقرير: اغتيال سليماني انطلاقاً من قطر
الهجوم يفضح ازدواجية المواقف القطرية
وصفت أوساط خليجية الزيارة المفاجئة لوزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى إيران بأنها محاولة لتبرئة النفس من مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري، في ظل تقارير عن أن طائرة الاغتيال انطلقت من قطر.
وكشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن الطائرة دون طيار التي نفّذت العملية قد انطلقت من قاعدة العديد في قطر، وهو ما يجعل إمكانية الانتقام الإيراني تتجه إلى قطر مصدر انطلاق الهجوم، والتي تستضيف القوات الأميركية ثم تحاول إظهار صداقتها لإيران.
وقالت الأوساط السابقة إن الزيارة المستعجلة لوزير خارجية قطر تهدف إلى تبيّن ما إذا كانت إيران ستردّ على عملية الاغتيال ومصدرها في قطر أم لا، مشيرة إلى أنّ هذا الهجوم فضح ازدواجية المواقف القطرية، فالدوحة مع الولايات المتحدة ومع إيران في نفس الوقت، وهو أمر لا يمكن أن يستمر طويلا، فضلا عن أنّ الدوحة لا يمكن أن تتباكى على أمن المنطقة في ظل انطلاق الهجوم من أراضيها.
وأعلنت قطر، السبت، أنها بحثت مع إيران “سبل التهدئة للحفاظ على الأمن الجماعي للمنطقة”.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إن الشيخ محمد بن عبدالرحمن اجتمع مع وزير الشؤون الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وذلك خلال زيارته لإيران.
وأضافت “ناقش الطرفان خلال الاجتماع آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، لاسيما الأحداث الأخيرة في العراق، كما تناولا سبل التهدئة للحفاظ على الأمن الجماعي للمنطقة”.
وركز الاجتماع أيضا على “آخر التطورات في العلاقات الثنائية وتعميقها وأهم القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة الوضع الجديد في العراق واغتيال قاسم سليماني، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.
فيما أكد ظريف خلال الاجتماع أن “إيران لا تريد توترات في المنطقة، وأن وجود وتدخل القوات الأجنبية في المنطقة، يسببان عدم الاستقرار وانعدام الأمن و تصعيد حدة التوتر في منطقتنا الحساسة”، محملا واشنطن “عواقب ونتائج هذا العمل الإجرامي”.
ووصف وزير الخارجية القطري الوضع المتوتر الحالي في المنطقة بعد التطورات الأخيرة بأنه “حساس ومقلق للغاية، ويجب إيجاد حل سلمي لتخفيف هذه التوترات وإحلال السلام في المنطقة”، وفق “إرنا”.
وتعاملت قطر مع سكوت الولايات المتحدة على علاقتها بإيران على أنه اعتراف بالأمر الواقع، وأنه بمثابة ضوء أخضر للاستمرار في تلك العلاقة، لكن بعد مقتل سليماني سيكون على قطر أن تكف عن هذه الازدواجية المثيرة للاستغراب.
ودأبت الدوحة على إظهار الولاء والدعم للسياسات الإيرانية، بما في ذلك التي تمس من الأمن القومي لدول الخليج مثل استهداف السفن التجارية أو ناقلات للنفط، فضلا عن المنشآت النفطية مثل منشآت أرامكو التي استهدفها المتمردون الحوثيون.
وكان تقرير استخباري غربي، وفق ما نقلت شبكة فوكس نيوز، قد كشف أن قطر كانت على علم مسبق بهجمات على ناقلات سعودية ونرويجية بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي في الممرّ المائي الحيوي الذي يربط مضيق هرمز بالمحيط الهندي، وكذلك كانت الدوحة على علم باستهداف منشآت أرامكو في مرحلة لاحقة.
وأضاف التقرير أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني هو المسؤول عن الهجمات التي تمت قرب الفجيرة، وأن عناصر في الحكومة الإيرانية بالإضافة إلى قطر كانوا على علم بنشاطات الحرس الثوري.