تكليف نتنياهو بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة
بالتزامن مع استئناف محاكمته بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة
كلّف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الثلاثاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة، غداة مشاورات مع الأحزاب.
وقال الرئيس الإسرائيلي إنه اتخذ هذا القرار اعتمادا على توصيات تشير إلى أن لنتنياهو فرصة أكبر لتشكيل الحكومة.
وأمام نتنياهو، وهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يُتّهم وهو في منصبه ويحاكم في قضية فساد، 28 يوما لتشكيل الحكومة، ويمكن تمديد هذه المهلة لأسبوعين إضافيين وفق ما يرتئيه الرئيس.
تكليف بدون أغلبية
وجاء قرار التكليف في ظل عدم تمكّن نتنياهو من الحصول على عدد الأصوات التي تمنحه الأغلبية، ومن ثم حصول حكومته على الثقة، الأمر الذي يضع المشهد السياسي برمته أمام 28 يوما (هي المدة القانونية لتشكيل الحكومة، والتي يمكن للرئيس أن يمدها 14 يوما إضافية)، من الشد والجذب والتحالفات السياسية لاستمالة أحزاب للانضمام إلى الائتلاف الحكومي، ومن ثم الوصول إلى الـ61 مقعدا لتمرير تشكيل الحكومة الجديدة.
ويخضع المشهد برمته لموائمات سياسية قد تشهدها فترة الـ28 يوما أو أكثر، والتي قد لا تفضي في النهاية إلا إلى تكرار نفس أزمة الانتخابات السابقة لجهة عدم التمكّن من تشكيل الحكومة، وبالتالي تعزيز حالة الجمود السياسي، والدعوة لانتخابات تشريعية خامسة، بعد أربع انتخابات أجريت خلال عامين.
نتائج متقاربة
وبعد انتخابات الكنيست متقاربة النتائج، جاءت جولة المشاورات التي عقدها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الاثنين الماضي، والتي انتهت بحصول نتانياهو على عدد أكبر من التوصيات بتشكيل الحكومة، بإجمالي 52 توصية، في مقابل 45 لمنافسه يائير لبيد (زعيم حزب هناك مستقبل) وسبع توصيات لرئيس تحالف “يمينا” نفتالي بينيت.
وفيما قد تحدد مواقف بينيت وحزب أمل جديد بزعامة جدعون ساعر، اتجاه المشهد سواء لصالح نجاح نتانياهو أو فشله في تشكيل الحكومة، فإنه حال عدم تمكنه خلال فترة الـ 28 يوما من تشكيل حكومته يمكن للرئيس تمديد المهلة لــ14 يوما أخرى قبل اختيار مرشح جديد، أو اتخاذ قرار بعدم قدرة أي مرشح على تشكيل حكومة، بما يدفع البلاد لانتخابات خامسة.
استئناف محاكمة نتنياهو
تكليف نتنياهو يتزامن مع استئناف محكمة إسرائيلية، الثلاثاء، محاكمته بتهم الرشوة، والاحتيال، وخيانة الأمانة، فيما قال شاهد رئيسي للادعاء، الاثنين، إنه “تعرض للتهديد مقابل التغطية الإيجابية للعائلة”، حسبما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، الثلاثاء.
تغطية إيجابية
إيلان يشوا، الرئيس التنفيذي السابق لموقع “والا” الإسرائيلي، قال إنه تلقى “رسائل غير سارة” بعد شهادته أمام المحكمة في جلسة الاثنين، حول تعرضه للضغط والطلب المتواصل لتغطية عائلة نتنياهو بشكل إيجابي، في حين نفى محامو نتنياهو الادعاءات الموجهة إليه.
كانت محاكمة نتنياهو بتهم الفساد، استؤنفت، الاثنين، بعد عام و4 أشهر من إعلان المدعي العام، أفخاي ماندلبليت، استئنافها.
ووفقاً للاتهامات، فإن مالك موقع “والا” السابق، شاؤول إلوفيتش، متهم مع نتنياهو بالتآمر لتزويد رئيس الوزراء بتغطية إخبارية إيجابية مقابل تشريعات تخدم شركة “بيزك” للاتصالات الإسرائيلية التي كان يديرها إلوفيتش في ذلك الوقت.
وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أن إلوفيتش يُعتبر صديقاً شخصياً لنتنياهو، وكان عدد من النقاد حذر من أن تشكل الصداقة تضارباً في المصالح.
تبادل للمنفعة
وكانت المدعية العامة الإسرائيلية ليئات بن آري، قالت، الاثنين، إن نتنياهو استخدم سلطته “بشكل غير مشروع”، في إطار سعيه لتبادل المنفعة مع أقطاب الإعلام.
وأشارت، خلال المحاكمة في المحكمة المركزية بالقدس الشرقية المحتلة، إلى أن نتنياهو استخدم السلطة الحكومية الواسعة الموكلة إليه، “للحصول على منافع غير لائقة من مالكي وسائل الإعلام الرئيسية في إسرائيل، من أجل تعزيز قضاياه الشخصية”، وفق وكالة “فرانس برس”.
والأسبوع الماضي، بدا أن نتنياهو يحاول الخروج من جلسة الاستماع، إلى أنه واجه معارضة من الادعاء.
حجج قانونية
وفي ما يتعلق بسماع شهادة ييشوا، قال الادعاء إن “هناك حججاً قانونية يجب تقديمها، إذ إن فكرة التواجد تهدف إلى حماية حقوق المتهمين”.
وسعى نتنياهو، إلى تجنب حضور جلسات محاكمته.
وتعد جلسة، الاثنين، الثالثة التي يظهر فيها نتنياهو شخصياً، على الرغم من انعقاد نحو 10 جلسات تمهيدية، منذ مايو الماضي.
ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة على أساس أسبوعي، أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء حتى نهايتها، وقد تستغرق ما بين سنة إلى 3 سنوات.
نتنياهو متهم في 3 قضايا
ونتنياهو متهم في 3 قضايا، أولها القضية 4000 بشأن “تلقيه رشى في قضية بيزك والا، التي قدم خلالها مزايا لمالك شركة (بيزك) وموقع (والا) الإخباري، مقابل تغطية إيجابية ودودة لنشاطاته.
والثانية القضية 2000 التي تتهم نتنياهو بعرض المساعدة في تحسين توزيع صحيفة (يديعوت أحرونوت)، مقابل تغطية إيجابية.
والقضية الثالثة 1000، تتهم نتنياهو بتلقي سيجار ثمين وهدايا تقدّر قيمتها بنحو 700 ألف شيكل إسرائيلي، من رجال أعمال مقابل خدمات”.
ومن المتوقع أن يقدم ييشوا، ومحررون ومراسلون آخرون من موقع “والا” وصفاً مفصلاً لكيفية تلبية مطالب نتنياهو التي شملت العديد من المقالات الجيدة والإيجابية عنه.