تنظيم الإخونجية يكشف أوراقه… جبهة اسطنبول تتهم جبهة لندن بالعمالة للمخابرات البريطانية
الصراع المستعر في تنظيم الإخونجية بين جبهة إسطنبول برئاسة محمود حسين المقيم في تركيا، وجبهة لندن برئاسة إبراهيم منير المقيم في بريطانيا، دفع كل اتجاه لكشف أوراق الآخر بأنه يعمل لصالح جهاز أمني خارجي مختلف، ليكشف أن أعضاء التنظيم مجموعة من العملاء ضد أوطانهم.
فقد اتهمت جبهة محمود حسين، الجبهة المناوئة لها، والتي يقودها أمين عام التنظيم الدولي، إبراهيم منير، بأنها “تعمل لصالح الاستخبارات البريطانية”، الذي “ابتلع التنظيم منذ عشرات السنين بسبب التعاون الدائم بين منير والمخابرات البريطانية”.
من جهة أخرى، اتهم إبراهيم منير محمود حسين بالعمل لصالح استخبارات متعددة تضر بمصالح التنظيم، حسب قوله، وهو ما يؤكد اختراق التنظيم من داخله، وربما يؤكد عمالة التنظيم لصالح جهات تحركه ضد مصالح الأوطان.
الخلافات كشفت الحقائق
ويرى خبراء الحركات الإسلامية ومنشقون أن الخلافات كشفت الحقائق الموجودة منذ بداية التنظيم في القرن الماضي على أيدي حسن البنا.
الخبراء أوضحوا، أنه بعد كشف عمالة تنظيم الإخونجية لصالح المخابرات الغربية ضد أوطانهم يجب على الشباب أن يتبرأوا من التنظيم والمطالبة بحله نهائيا.
الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، منير أديب، أكد أن خلافات الإخونجية وتصارعهم على جبهتي إبراهيم منير ومحمود حسين بينت حقيقتهم وعمالتهم للمخابرات الأجنبية ضد أوطانهم.
وأوضح منير، أن “أعضاء التنظيم مجموعة من العملاء ضد أوطانهم وذلك حسب تصريحات قادة التنظيم أنفسهم”.
وأضاف: “الإخونجية انقسموا على كل شيء إلا أنهم اتفقوا على شيء واحد، وهو العمل ضد أوطانهم، طبعًا لصالح جهات تضر بأمن هذه الأوطان”.
انهيار من الداخل
وبين الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، أن جزء من شعبية التنظيم، منذ تأسيسه عام 1928، أنه نجح في الترويج لنفسه بأنه تنظيم “قيمي”، والحقيقة خلاف ذلك تمامًا، لافتا إلى أنه عند اكتشاف الأعضاء والأتباع هذه الحقيقة القديمة والبائسة تخلّوا عن التنظيم تمامًا، انهار من داخله، وبدأ مرحلة التدمير الذاتي.
وتابع أن خطورة تنظيمات الإسلام السياسي، وعلى رأسها تنظيم الإخونجية الإرهابي، هو اتصاله بالخارج وعمالته لجهات أجنبية والاحتماء بالخارج والتعاون معه، لافتا إلى أن ذلك ظهر منذ المؤسس الأول للتنظيم، حسن البنا.
عمالة للمخابرات البريطانية
واتفق مع أديب، الإخونجي المنشق والباحث في الحركات الإسلامية، إسلام الكتاتني، الذي أكد على عمالة تنظيم الإخونجية للمخابرات البريطانية والأمريكية وغيرها من الدول ضد المصالح العربية.
وأضاف الكتاتني، أن “المخابرات البريطانية استخدمت البنا منذ القدم وأعطته مبلغ 500 جنيه وهو مبلغ مالي يشكل ثروة في ذلك الوقت لإنشاء التنظيم وضرب حزب الوفد في مصر”.
ويكمل: “وعلى طريق البنا يسير إبراهيم منير الذي يصارع على منصب المرشد مع محمود حسين باتهام الأول من الأخير بالتبعية إلى بريطانيا ودعمه من المخابرات اللندنية.
وتابع: وكذلك تبعية التنظيم ودعمه من أمريكا وتصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، بالإضافة إلى اتخاذهم نفس نهج واشنطن من الحرب الروسية الأوكرانية مع أن الصف العربي اتخذ الحياد ورفض الانحياز لأي طرف.
واستطرد قائلاً: “إن عمالة الإخونجية لمخابرات وأجهزة غربية ودولية ضد المصالح العربية أصبحت أمرا مسلما به ومعروفا بالحقائق، وآخرها كشف الأموال الكثيرة التي دفعت لجبهة محمود حسين أيضا”.
الإخونجي المنشق والباحث في الحركات الإسلامية، تساءل ألم يحن الوقت لكي يفيق الشباب المنضم تحت وطأة التنظيم والمتعاطف معه، فماذا يحتاج أكثر ليرى حقيقتهم وأنهم يعملون ضد مصلحة الوطن.
وشدد على أنه في حال إصرار الشباب على اتباع تنظيم الإخونجية رغم ما فضائحهم وكشف أوراقهم يجعلهم عبيدا للجماعة ويخالفون صحيح الدين.