جدل أوروبي حول إجراءات العزل
إسبانيا تسمح بخروج الأطفال بعد ستة أسابيع من الحجر
وسط جدل أوروبي لتخفيف قيود الحظر الصحي، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في كلمة له، السبت، إن السلطات ستسمح للناس بالخروج للتريض اعتبارا من الثاني من مايو/أيار المقبل، إذا استمر تراجع عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا.
ولفت إلى أن السلطات ستسمح بخروج الناس للرياضة أو المشي مع أشخاص يعيشون معهم إذا ظل تطور المرض “عند الحدود المقبولة”.
وتخضع البلاد، منذ 14 مارس/آذار الماضي، لواحدة من أشد إجراءات العزل في أوروبا، تم تمديدها حتى التاسع من الشهر المقبل، حيث كانت تحظر حتى الآن الخروج على من تقل أعمارهم عن 14 عاما حتى لو كانوا برفقة أهاليهم.
وسيُسمح للأطفال بالخروج من منازلهم للمرة الأولى منذ ستة أسابيع.
وبدأ الأطفال في هذا البلد، تجربة ارتداء الكمامات استعدادا لاستنشاق الهواء النقي للمرة الأولى منذ إعلان حالة الطوارئ منتصف الشهر الماضي.
وترى إسبانيا أدلة كافية على أن الفيروس تحت السيطرة لبدء تخفيف القيود.
ويُرتقب، بعد غد الثلاثاء، أن يقدم رئيس الوزراء الإسباني خطته الموسعة للخروج من الإغلاق، يرجح تنفيذها في النصف الثاني من الشهر المقبل.
وفي اليوم نفسه، يكشف نظيره الفرنسي إدوار فيليب، أمام البرلمان، “الاستراتيجية الوطنية لخطة رفع العزل”، الذي يفترض أن يبدأ في الـ11 من مايو/أيار.
ومع تخطي حصيلة الوفيات بفيروس كورونا المستجد في العالم عتبة الـ200 ألف، تستعد أوروبا لأسبوع حاسم يتواصل خلاله رفع تدابير العزل المفروضة لاحتواء الوباء العالمي.
وتبدأ بعض الدول محاولاتها لمعرفة المزيد عن الوباء الذي حيّر العالم، وهو ما ستقوم به إيطاليا بحملة اختبارات للأجسام المضادة على 150 ألف شخص.
منظمة الصحة العالمية، من جهتها، بدّدت آمال الذين كانوا يراهنون على مناعة محتملة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس وتعافوا، باعتبار أنها مقدمة لاستعادة النشاط الاقتصادي، عبر إصدار “جوازات مرور مناعية”.
وحذرت “الصحة العالمية” من أنه “ليس هناك حاليا أي إثبات على أن الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء من كورونا ولديهم أجسام مضادة باتت لديهم مناعة تقيهم من الإصابة به مرة ثانية”.
وتدعيما لرؤيتها هذه، أوضحت المنظمة أنه لا توجد “عناصر كافية” لتقييم مدى موثوقية “جوازات المرور المناعية”، مشيرة إلى أن “استخدام تلك الشهادات قد يزيد من خطر انتقال العدوى”، إذ قد يعتقد الأشخاص “أنهم محصنون” ويتجاهلون التدابير الصحية.
حديث منظمة العالمية هذا يأتي بينما أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدل بعد اقتراحه معالجة ” كوفيد-19″ بالمعقمات.
وقال ترامب، في تغريدة له، إنه لا “وقت” لتضييعه في المؤتمرات الصحفية، “في وقت لا تقوم فيه وسائل الإعلام الموجهة إلا بطرح أسئلة عدائية وترفض لاحقاً نقل الحقيقة أو الوقائع بشكل دقيق”.
وتشكل الولايات المتحدة البلد الذي حصد الوباء فيه أكبر عدد من الأرواح، تليها إيطاليا بـ26.384 وفاة، وإسبانيا بـ22.902 وفاة، ثم فرنسا بـ22.614 وفاة، ثم المملكة المتحدة بـ20.319 وفاة، التي يستعد رئيس وزرائها بوريس جونسون، الذي أصيب بالمرض، للعودة إلى العمل غدا الإثنين.
والشهر الماضي، قال كبير مستشاري الحكومة البريطانية العلميين باتريك فالانس إن إبقاء عدد الوفيات عند أقل من 20 ألفا سيكون “نتيجة جيدة”.
ويتصاعد الانتقاد الموجه للحكومة البريطانية بسبب أسلوب تعاملها مع تفشي وباء فيروس كورونا المستجد مع زيادة إجمالي عدد الوفيات، حيث كانت السلطات أبطأ في فرض العزل العام، مقارنة بنظرائها في أوروبا.
بروكسل- الأوبزرفر العربي