جزيرة سقطرى اليمنية تضع حداً لأطماع النظام التركي
خرج آلاف اليمنيين في جزيرة سقطرى مبتهجين أمام مقر السلطة المحلية، فيما كان المجلس الانتقالي الجنوبي من أبناء الجزيرة يعلنون التسامح مع الجميع سواء كانوا في السلطة الإخونجية أو قيادات الأحزاب، بعد تطهير الجزيرة من قبضة الإخونجية.
وقد وضعت جزيرة سقطرى اليمنيية حداً لأطماع النظام التركي والمخططات الإخونجية التي سعت طيلة الفترة الماضية لتحويل الأرخبيل إلى قاعدة عسكرية تركية وذلك باستدعاء رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لتدخل عسكري على غرار ما هو حاصل في ليبيا وشمال سوريا والعراق.
ومنذ مطلع الأسبوع الجاري، بدأت جزيرة سقطرى، الواقعة في المحيط الهندي، تتنفس الصعداء، بعد استعادتها الأمن والاستقرار، وإحباط مخططات حزب الإصلاح الإخونجي، الذي دأب طيلة الأشهر الماضية على افتعال الأزمات بالجزيرة.
ولم يجد القيادي الإخونجي، رمزي محروس، من طريقة سوى ركوب البحر والفرار من سقطرى باتجاه محافظ المهرة، ليواصل من هناك توجيه إساءات معهودة للتحالف العربي بقيادة السعودية، من على منابر إخونجية تبث من تركيا.
وقوبل إنهاء السيطرة الإخونجية بتأييد شعبي واسع في جزيرة سقطرى، حيث خرج الآلاف مبتهجين إلى أمام مقر السلطة المحلية، فيما كان القيادات الجنوبية من أبناء الجزيرة يعلنون التسامح مع الجميع سواء كانوا في السلطة الإخونجية أو قيادات الأحزاب.
ووصف محافظ سقطرى الأسبق، سالم عبدالله السقطري، ما حدث بالانجاز العظيم، وقال إن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، أسقطت مشروع الميليشيات الإرهابية والعصابات المسلحة التي كانت تعمل لتنفيذ الأجندة التركية والقطرية ونجحت في استعادة مدينة حديبو عاصمة المحافظة والانتصار لتطلعات وآمال أبناء سقطرى.
وكشف الالتفاف الشعبي حول تطهير المحافظ من القيادات الإخونجية، عن رغبة عارمة في الشارع السقطري للسلام الذي تمتاز به الجزيرة، ورفضهم لتسييس السلطة لأغراض حزبية.
وأكد مصدر أمني في سقطرى، إن خطة أمنية جديدة تم إقرارها خلال اليومين الماضيين بهدف تأمين الجزيرة من أي خلايا إخوانية قد تعمل على تهيئة الأوضاع مجددا للتدخل التركي.
كشف حجم الصراخ الذي أطلقته الخلايا الإخونجية في مواقع التواصل الاجتماعي طيلة الأيام الأربع الماضية عن مدى الخسائر التي تعرض لها محور قطر ـ تركيا، وتبخر الطموحات والأوهام التي كانت مرسومة في أذهانهم لتشييد قاعدة عسكرية تركية قريبة من الأراضي الصومالية التي يتواجد فيها أردوغان أيضا.
وأعتبر عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، فضل الجعدي، أن أحلام أصحاب الخلافة وأدواتهم في جزيرة سقطرى، قد انتهت وذهبت أدراج الرياح، لافتا إلى أن خطط ودسائس بتحويل سقطرى إلى قاعدة عسكرية تركية قد تمت الإطاحة بها”.
ومنذ الأسابيع الأولى لتعثر اتفاق الرياض مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عمل إخوان اليمن بالتوازي على استدعاء تركيا، التي لم تتوان عن إبداء مطامعها بشكل صريح في توسيع نفوذها بمنطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي، انطلاقا من قاعدة المتواجدة على الأراضي الصومالية.
وخلال الأشهر الماضية، كثّفت تركيا من حضورها داخل المناطق اليمنية المحررة تحت لافتة الغطاء الإنساني، وكشفت تقارير عن وصول العشرات من الضباط الأتراك إلى المهرة وسيئون، بهويات وصفات مزورة وتحت غطاء العمل الإنساني لمنظمات “تيكا” و”الهلال الأحمر التركي”.
وكشف موقع “منت برس نيوز” الأمريكي، قيام النظام التركي بإرسال عشرات الضباط والمستشارين بأسماء مستعارة وجوازات مزورة تحت غطاء العمل في مجال الإغاثة الإنسانية، للقتال إلى جانب مجموعات مسلحة تابعة لحزب الإصلاح الإخونجي، ضد القوات الجنوبية، في عدة مناطق بينها شبوة وأبين وسقطرى والمهرة وتعز ومأرب.
وأشار التقرير إلى قيام مخابرات النظام التركي بتجنيد مئات المقاتلين اليمنيين وتدريبهم في تركيا وفي مخيمات مؤقتة داخل اليمن من أجل القتال في صفوف حزب الإصلاح الإخونجي.
وتحدّث الموقع الأمريكي، عن إفشال التحالف العربي بقيادة السعودية، لمحاولة أنقرة نقل عدد من المرتزقة التابعين لفصائل سورية على متن طائرة تركية تحمل مساعدات طبية متعلقة بوباء فيروس كورونا، كانت متجهة إلى مطار عدن،
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد كشفت عن معلومات مطابقة، أكدت مساعي تركيا لإرسال مئات المرتزقة من الجماعات السورية المسلحة للقتال في جنوب اليمن، والسيطرة على سقطرى.
وأكد وكيل وزارة الإعلام اليمنية، نجيب غلاب، أن خطة تسهيل تدخل النظام التركي في اليمن، كانت تتم برعاية قطرية، عبر شبكة إخونجية تابعة لهم داخل البلاد.
وقال غلاب، في تغريدة على تويتر “الخطة كانت تقوم على أساس إعادة تقسيم النفوذ بين الأتراك وإيران، بحيث يأخذ التدخل أولا وجهة معادية للحوثيين والتحالف العربي، ثم عقد صفقة مع الحوثيين لمواجهة الأطراف المتحالفة مع التحالف وبعدها الانتقال لتقسيم النفوذ”.
الأوبزرفر العربي