حفتر يجري محادثات حول الهجرة وأمن الحدود الليبية مع المسؤوليين الإيطاليين
بعد تصاعد تدفق المهاجرين غير الشرعيين من السواحل الليبية باتجاه إيطاليا خلال الفترة الماضية، يجري قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، محادثات مع المسؤولين الإيطاليين، تركز على ملفات الهجرة غير النظامية وسبل حماية وتأمين الحدود الجنوبية لليبيا.
وقالت وسائل إعلام إيطالية، إن المشير حفتر وصل، أمس الأربعاء، إلى روما، والتقى وزير الخارجية في الحكومة الإيطالية أنطونيو تاياني، ومن المفترض أن يلتقي اليوم الخميس، رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني.
وتأتي زيارة حفتر إلى روما بالتزامن مع إعلان منظمة إيطالية تسمى “آرا باتشي للسلام” عن مشروع في مدينة سبها جنوب ليبيا، يتعلق بإنشاء مركز الصحراء للسلام في ليبيا، ويستهدف تعزيز قطاع الزراعة والعمالة الزراعية ودعم اندماج السكان المحليين ومجتمعات المهاجرين في المنطقة، وهي خطوة أثارت رفضا محليا واعتبرت بمثابة مشروع لتوطين المهاجرين.
وتمثل الهجرة غير النظامية مصدر قلق كبير لإيطاليا التي تواجه خلال هذا الموسم أكبر موجة مصدرها ليبيا وكذلك تونس، بعد تضاعف عدد رحلات المهاجرين غير الشرعيين من دول الساحل والصحراء، في ظل زيادة متوقعة لأعدادهم خلال الأيام المقبلة نتيجة تداعيات الصراع المسلح في السودان.
وقبل شهر، حذّرت إيطاليا من تدفق آلاف من المهاجرين الأفارقة الذين يتواجدون في ليبيا، وينتظرون فرصة الانطلاق عبر البحر نحو سواحلها، كما أعلنت الحكومة الإيطالية قبل 3 أسابيع حالة الطوارئ في كافة البلاد لمدة 6 أشهر، لمواجهة أزمة الهجرة غير النظامية المتدفقة على حدودها.
وفي ظل هذا الوضع، تقود السلطات الإيطالية في هذا الوقت، جهودا كبيرة لتفادي موجات أخرى من المهاجرين، كما تسعى إلى معالجة الأعداد المتزايدة في البحر المتوسط وكبح وصولهم إلى أراضيها، من خلال زيادة التعاون مع حكومات دول شمال إفريقيا والمساعدة في تأمين حدودها وتشجيع الهجرة القانونية.
وفي الأعوام الماضية، دعمت الحكومات الإيطالية المتعاقبة والاتحاد الأوروبي حرس السواحل الليبي والميليشيات المسلحة في غرب ليبيا ماديا ولوجستيا، على أمل الحد من تدفق المهاجرين، غير أن هذه السياسات لم تنجح في ذلك، في ظل استمرار تجارة البشر وتنامي نشاط المهربين.