حكومة باشاغا تنفي أخبار مباشرة أعمالها من مدينة أخرى غير طرابلس
نفت الحكومة الليبية الجديدة المكلفة من مجلس النواب، صحة الأخبار التي ترددت حول نيتها مباشرة أعمالها من مدينة أخرى غير العاصمة طرابلس، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة السياسية في البلاد.
وقال المكتب الإعلامي للحكومة، في بيان اليوم الإثنين، إنها ستباشر مهام عملها من العاصمة فور إتمام عملية التسليم والاستلام، وذلك وفقًا للإجراءات القانونية.
وأكد مصدر مقرب من الحكومة، رفض “خطاب العنف والكراهية”، التي تروج له بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكر المصدر أن الحكومة الجديدة تتبنى خطاب التسامح والحوار، وترفض استخدام القوة، لكنها وداعميها “مستعدون لتقديم التضحيات في سبيل الوطن والحفاظ على مقدراته”.
تحالف الميليشيات المضاد
ويملك رئيس الحكومة الجديدة فتحي باشاغا، الأدوات الكافية التي تمكنه من التعامل مع تحالف الميليشيات المضاد له “سلميا أو بالقوة”، كما يشرح الباحث السياسي محمد قشوط.
ويرى قشوط، أن موقف تلك المجموعات ليس مبنيا على مبدأ معين، وإنما لأجل مصالح خاصة، داعيا باشأغا إلى عدم الرضوخ لهم.
وأوضح الباحث السياسي أن أبرز الأسماء في معسكر الدبيبة، وهو القائد الميليشياوي “غنيوة الككلي”، سعى حتى اللحظات الأخيرة لترشيح شخصية معينة داخل التشكيل الحكومي الجديد، لمنصب وزير الداخلية، ومع فشل مساعيه، ظهر بين المنددين بحكومة باشأغا، والمتوعدين لها، ولذا موقفه ليس مبنيا بالضرورة على تأييد حقيقي للدبيبة.
حرب في العاصمة
ولا يستبعد السياسي الليبي، فرج ياسين، اندلاع صراع واسع داخل طرابلس، بعدما شهدت طيلة الأسابيع الماضية تحشيدا مستمرا من المجموعات المسلحة والميليشيات.
وأكد ياسين، توقع قوى دولية إمكانية حدوث حرب في العاصمة، تنهي الهدوء النسب الذي عاشته البلاد منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر العام 2020.
“المستفيد هم الإخوان”، هكذا يرى ياسين الذي أكد أنهم لم يتخلوا عن حلمهم القديم بإخضاع البلاد لسيطرتهم، ومستمرون في هذا المخطط، المدعوم من قوى أخرى دولية، ولن يتخلوا عنه.
نفوذ الإخونجية
ويرى الكاتب الصحفي، الحسين الميسوري، أنه من المستبعد أن تندلع مواجهات بين المؤيدين لباشـاغا والدبيبة، الذين ينحدران من مدينة واحدة وهي مصراتة.
ويشرح الميسوري أن العديد من أصحاب النفوذ داخل مصراتة، سيحولون دون اندلاع اقتتال قد يأتي على أبناء المدينة، صاحبة النفوذ الأكبر في الغرب الليبي، لكن يستبعد من ذلك المجموعات المسلحة المنتمية إلى الزاوية، التي أبدت حماسا أكبر في تأييد الدبيبة، على خلفية الصراع القديم بينها باشاغا، إضافة إلى النفوذ الواسع لتنظيم الإخونجية هناك.
خارطة الميليشيات
وانقسمت المجموعات المسلحة والميليشيات في الغرب الليبي بين صف مؤيد لرئيس الحكومة المنتهية عبد الحميد الدبيبة، وآخر داعم لرئيس الوزراء المكلف فتحي باشاغا.
وباركت عدة مجموعات تنشط في المنطقة الغربية وجبل نفوسة، موقف البرلمان واختياره باشاغا للحكومية الجديدة، قائلة إنها “على جاهزية تامة” لتنفيذ “المهام المنوط بها” لدعمها.
ويضم معسكر باشاغا أكثر من 36 مجموعة مسلحة، منها “ثوار طرابلس، والمجموعة 166 التابعة لمحمد الحصان، والمشاة الآلية 210، وقوة الفوار المقاتلة، وقوة مكافحة الإرهاب المدعوة من المرشح الرئاسي أحمد معيتيق، وأيضا قوة الردع الخاصة”.
كما تأتي مجموعات أخرى مثل “كتيبة شهداء جنزور، وكتيبة 212، والكتيبة 42، وكتيبة حماية زوارة، والكتيبة 301 مدرعات”، ومجموعات تنضوي تحت ما يسمى بـ”منطقة طرابلس العسكرية”، وأيضا “المجلس العسكري لمدينة مصراتة”.
بينما يرتكن الدبيبة لأكثر من 22 مجموعة مسلحة، قالت إنها تدعم بقاء حكومته في السلطة، وكانت الأسبق إلى التحرك خلال الفترة الماضية حيث أقدمت القوة المشتركة في مدينة مصراتة على احتجاز وزيري الخارجية والثقافة في حكومة باشاغا حافظ قدور وصالحة التومي.
وبالإضافة إلى “القوة المشتركة”، يأتي على رأس القائمة الميليشيا المعروفة بجهاز دعم الاستقرار التي يقودها عبدالغني الككلي الملقب بـ”غنيوة”، بالإضافة إلى ميليشيات “محمد بحرون (الفار)، وعثمان اللهب، والإسناد الأمني”.
وتشمل القائمة: “ميليشيات محور طريق المطار، والسرية الثالثة مشاة ورشفانة، وكتيبة العجيلات، وكتيبة صبراتة، وسرية خليل المصراتي، وميليشيات حسن زعيط، والمجلس العسكري الزاوية الجنوب، وسرية الفتح المقاتلة، وسرية الحرشة، ميليشيا الساحل، غرفة علميات الزاوية”.