خطر الموت بالجوع والبرد والقصف يلاحق المهجّرين في قطاع غزة
نصف بيوت الفلسطينيين تعرضت للتدمير ونزوح 85% من سكان القطاع
حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين قي قطاع غزة، منذ أكثر من شهرين، تسببت بتهجير معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عن ديارهم، بعد أن أصبح من المستحيل العثور على مأوى أو طعام في القطاع الساحلي المكتظ، وإنهم يواجهون خطر الموت بالجوع والبرد وكذلك القصف.
ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعانون من الجوع مع توسع الهجوم العسكري الإسرائيلي إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، أودت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، إلى يوم الثلاثاء، بحياة 18 ألفاً و205 أشخاص وإصابة ما يقرب من 50 ألفاً.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في جنيف، خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان بمناسبة مرور 75 عاماً على صدور إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن الاجتماع “يتزامن مع معاناة ما لا يقل عن مليون فلسطيني في قطاع غزة، نصفهم من الأطفال، من الجوع بسبب استخدام إسرائيل المتعمد للتجويع كسلاح حرب ضد الشعب الذي تحتله”.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني يعيش واقعاً بائساً بعد أن “حُرم من حقوقه الأساسية في الحياة والكرامة وتقرير المصير… في ظل صمت وقبول دولي بالشروط الإسرائيلية لدخول الغذاء والمياه والوقود والأدوية”.
وتابع قائلاً: “النظام الدولي القائم تسامح مع التطبيق الانتقائي للمسؤولية عن احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”، مشيراً إلى أن “المجتمع الدولي فشل في حماية الفلسطينيين”.
ودعا المالكي إلى “ضرورة التضامن والعمل العالمي بشكل أكبر من أي وقت مضى لضمان أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه الأساسية في الحياة والعدالة والكرامة وتقرير المصير، والعمل على حمايته من الفظائع المرتكبة بحقه”.
نصف المساكن تعرضت للتدمير
وأفادت هيئة الأمم المتحدة بأن أكثر من نصف المساكن تعرضت للتدمير، أو تضررت جراء الحرب، ونزح 1.9 مليون شخص، أي 85% من سكان القطاع.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع لهيئة الأمم المتحدة إن نصف السكان يتضورون جوعاً.
وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على منصة “إكس” أن “الجوع يلاحق الجميع”.
وقال المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، الاثنين: “لا مكان آمن فعلاً في قطاع غزة، حتى مباني الأمم المتحدة (…) تعرضت للقصف”. وأضاف: “يزيد عدد الأشخاص الذين لم يأكلوا منذ يوم أو اثنين أو ثلاثة (…) الناس يفتقرون إلى كل شيء”.
دمار أكبر مما شهدته ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية
ووصف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل الوضع في غزة بأنه “كارثي ومروع” مع دمار “أكبر” نسبياً مما شهدته ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ 3 ديسمبر “يواجهون ظروفاً كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ”.
وأضاف: “تنتظر الحشود حول مراكز توزيع المساعدات عدة ساعات، والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية”، مشيراً إلى أن “غياب المراحيض يزيد أخطار انتشار الأمراض” خصوصاً عندما تؤدي الأمطار إلى فيضانات.
وقالت شابة فلسطينية (18 عاماً): “لا نظافة ولا غذاء ولا مياه لا نحصل على الفوط الصحية، وعلينا أن نستخدم قطع القماش”.
وروت نازحة أخرى (56 عاماً) التي تقيم حالياً في منزل أخيها في رفح، وخسرت 7 من أبنائها في ضربة ليلية على منزلها، لوكالة “فرانس برس”: “كل شيء راح. بقي لي 4 أولاد وبنات من أبنائي الـ11. جئنا من غزة وهربنا إلى خان يونس، ثم نزحنا إلى رفح.. هذه الليلة قصفوا البيت الذي نحن فيه ودمّروه، قالوا إنّ رفح ستكون آمنة، لكنّ العكس هو الصحيح، فرفح فيها قصف ولا مكان آمن”.
تفتيش المساعدات
وناشدت الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية، إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الاثنين، إقامة نقطتي تفتيش إضافيتين لتفتيش الشاحنات قبل دخولها قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر، ما يؤدي بحسب قوله إلى “مضاعفة” كميات المساعدات التي تدخل. ولكن المساعدات لا تزال تدخل بكميات قليلة جداً بسبب القيود الإسرائيلية.
يأتي هذا الإجراء قبل اجتماع خاص تعقده الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، بشأن الوضع الإنساني في غزة بعد الفيتو الأميركي، الجمعة، على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني”.
وقرارات الجمعية العامة ليست ملزمة، لكنها تتمتع بثقل سياسي، وتعكس وجهات النظر العالمية، ويتوقع بعض الدبلوماسيين والمراقبين أن يحظى التصويت بدعم أكبر من دعوة الجمعية العامة، في أكتوبر الماضي، إلى “هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة”.