خلافاً لما أكدته منظمات الإغاثة… واشنطن تزعم أن إسرائيل اتخذت خطوات لتحسين الوضع الإنساني في غزة
زعمت وزارة الخارجية الأميركية أمس الثلاثاء إن الاحتلال الإسرائيلي اتخذ عدداً من الخطوات للتعامل مع التدابير التي جاءت في رسالة وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن بشأن الوضع الإنساني في غزة، مشيرة إلى أن تقديراتها “لا تشير إلى أن إسرائيل انتهكت القانون الأميركي”.
وجاء بيان الخارجية الأميركية رغم تأكيد عدد من منظمات إغاثة دولية، من بينها أوكسفام وهيئة إنقاذ الطفولة والمجلس النرويجي للاجئين، أن الاحتلال الإسرائيلي لم ينفذ سلسلة من المطالب الأميركية التي تستهدف تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة مع انتهاء المهلة، أمس الثلاثاء، بل اتخذت إسرائيل “إجراءات فاقمت الوضع بشدة على الأرض، ولا سيما في شمال غزة”.
قالت حركة حماس في بيان صحفي، فجر الأربعاء، إنها تستنكر “ما صدر عن الإدارة الأميركية من مزاعم تدّعي اتخاذ الاحتلال إجراءاتٍ لـ (تحسين الوضع الإنساني في غزة)”، مضيفة أن ذلك يعتبر “تأكيداً للشراكة الكاملة لإدارة الرئيس بايدن في حرب الإبادة الوحشية بحق شعبنا في قطاع غزة منذ أكثر من عام، وعمليات التطهير العرقي والمجازر والتجويع المستمرة في شمال القطاع منذ خمسة وثلاثين يوماً”.
الوقائع على الأرض تكذب ادعاءات أمريكا
وأشارت حماس في بيانها إلى أن “هذه الادعاءات المفضوحة تُكّذبها الوقائع على الأرض، وتقارير مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، التي تؤكّد وصول مناطق في قطاع غزة خصوصاً شمال القطاع إلى حافّة المجاعة، بفعل سياسة التجويع التي ينتهجها جيش الاحتلال الفاشي، بالتوازي مع المجازر المستمرة بحق المدنيين العزّل”.
ورات حماس أن موقف الخارجية يدل على إصرار الإدارة الأميركية على منح “حكومة الاحتلال الفاشي المزيد من الفرص والوقت للمضي في عدوانها وجرائمها وانتهاكاتها لكافة القوانين والشرائع، وتقديم الغطاء السياسي والعسكري والحماية من المساءلة والمحاسبة عبر تعطيل أدوات القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات التي صمِّمَت لحماية المدنيين، في سلوك يثبِّت دورها كراعٍ أساسيٍّ لإرهاب كيان الاحتلال الفاشي بحق شعبنا وشعوب المنطقة”.
وأكدت الحركة أن “حالة التماهي الأمريكي مع جرائم الحرب الصهيونية، والتي تسعى إلى كسر إرادة شعبنا وتصفية قضيته الوطنية؛ لن تزيد شعبنا البطل ومقاومته الباسلة إلا إصراراً على الصمود والمواجهة والثبات، والمضي في طريق المقاومة حتى نيل حقوقه المشروعة بالحرية والعودة وتقرير المصير”.
إسرائيل لم تلتزم بالمطالب الأميركية
وقد أكدت منظمات الإغاثة الدولية أمس الثلاثاء، إن إسرائيل لم تنفذ سلسلة من المطالب الأميركية التي تستهدف تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع انتهاء المهلة التي حددتها واشنطن.
وقالت الولايات المتحدة في رسالة وجهتها لحليفتها، في 13 أكتوبر الماضي، إن على إسرائيل اتخاذ خطوات لتحسين وضع المساعدات في غضون 30 يوماً، وإنها قد تواجه قيوداً محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية إذا لم تفعل ذلك.
وذكرت مجموعة من 8 منظمات إغاثة من بينها أوكسفام، وهيئة إنقاذ الطفولة، والمجلس النرويجي للاجئين، في تقرير مؤلف من 19 صفحة، “لم تلب إسرائيل المعايير الأميركية التي تشير إلى دعم الاستجابة الإنسانية فحسب، بل اتخذت في الوقت نفسه إجراءات فاقمت الوضع الإنساني بشدة على الأرض، لا سيما في شمال غزة“.