خلال افتتاحه قمة المناخ: السيسي يعلن استعداده للتوسط في حل الأزمة الأوكرانية
ويشدد على أهمية التحرك لمعالجة أزمة المناخ المصيرية
خلال افتتاحه قمة المناخ (COP-27) المنعقدة في مدينة شرك الشيخ المصرية، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعرب عن استعداده إلى التوسط في حل الأزمة الأوكرانية، داعياً إلى ضرورة توقف الحرب.
وشدد السيسي، الإثنين، على أهمية التحرك لمعالجة أزمة المناخ المصيرية التي تعتبر أكبر التحديات التي تواجه العالم على الإطلاق، معرباً عن أمله ببذل الجهود من أجل تنفيذ خطوات حسية في هذا المجال، مؤكداً أن المعاناة الإنسانية بسبب تغير المناخ تتكرر وتؤكد الحاجة الملحة لإنهائها.
وأضاف الرئيس المصري، أن الشعوب حول العالم تنتظر من المجتمعين التنفيذ السريع والفعال والعادل لخفض الانبعاثات والاحتباس الحراري، للحد من الكوارث المناخية التي تضرب مختلف المناطق مسببة ضحايا وخسائر ضخمة. واعتبر أن نتائج هذا المؤتمر تسهم في تحول حياة ملايين البشر نحو الأفضل.
كذلك، تطرق السيسي إلى الأزمة الروسية الأوكرانية، داعياً إلى ضرورة توقف الحرب، قائلاً: “رجاء أوقفوا هذه الحرب” فيما علا التصفيق في القاعة المترامية الأطراف، وأعرب عن استعداده إلى التوسط في هذا المجال.
الفوضى المناخية
من جانبه، أكد الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في كلمته خلال قمة المناخ (COP-27) مواصلة التركيز في الإمارات على خفض الانبعاثات في قطاع النفط والطاقة.
ولفت الرئيس الإماراتي، إلى أن مخاطر تغير المناخ تستهدف الجميع دون استثناء. كما أكد أن بلاده مستمرة في نهج التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة تلك الأزمة.
بدوره، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش على أن الفوضى المناخية هي السبب الرئيس في الصراعات العالمية. ونبه إلى أن الإنسانية تخوض معركة بقاء في مواجهة التغير المناخي.
كما دعا إلى اتفاق بين الاقتصادات المتقدمة والنامية والناشئة من أجل البيئة ولصالح البشرية، لاسيما الصين والولايات المتحدة.
إلى ذلك، أكد أهمية التخلي عن الفحم كمصدر رئيسي للطاقة وتجنب أضراره الخطيرة، وحث المؤسسات الدولية على تغيير نهجها الاقتصادي وتوفير موارد مالية للحياد الكربوني.
110 من قادة الدول
وسيقوم نحو 110 من قادة الدول والحكومات بمداخلات اليوم وغداً الثلاثاء أمام المندوبين المجتمعين بشرم الشيخ.
تأتي تلك المداخلات على خلفية أزمات متعددة مترابطة في العالم، على رأسها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتضخم الجامح وخطر وقوع ركود وأزمة الطاقة مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء في حين سيتجاوز عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة، ما قد يدفع بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات رغم أن تداعياتها المدمرة تجلت كثيراً عام 2022 مع الفيضانات القاتلة وموجات القيظ والجفاف التي عاثت فساداً بالمحاصيل في العديد من الدول، لاسيما الإفريقية.
فيما لا تزال العديد من الدول المتقدمة متهمة بالتقصير فيما ينبغي عليها فعله لمكافحة الاحترار.
ارتفاع الانبعاثات
يذكر أنه ينبغي أن تنخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45% بحلول العام 2030 لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 طموحاً ويقضي بحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية.
لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة حتى لو احترمت في نهاية المطاف، ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 5 و10%، ما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2,4 درجة مئوية في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي.
فمع السياسات المتبعة راهناً، يُتوقع أن يبلغ الاحترار 2,8 درجة مئوية وهو أمر كارثي، على ما تفيد الأمم المتحدة.
وكانت 29 دولة فقط رفعت إلى كوب 2021 خططاً بزيادة تعهداتها بخفض الانبعاثات رغم أنها أقرت “ميثاقاً” يدعوها إلى القيام بذلك.
فيما ستكون الإعلانات المحتملة حول خفض إضافي للانبعاثات موضع ترقب كبير في شرم الشيخ.
الدول الفقيرة
كذلك يترقب العالم باهتمام الإعلانات المتعلقة بالمساعدات إلى الدول الفقيرة وهي عادة أكثر البلدان عرضة لتداعيات الاحترار المناخي، حتى لو أن مسؤوليتها فيها محدودة إذ إن انبعاثاتها من غازات الدفيئة قليلة جداً.
يشار إلى أنه في بادرة يأمل كثير من الناشطين ألا تكون رمزية فقط، قرر المندوبون إلى (COP-27) الأحد للمرة الأولى إدراج مسألة تمويل الأضرار الناجمة من الاحترار على جدول الأعمال الرسمي للمؤتمر. وتقدر هذه الأضرار بعشرات المليارات منذ الآن، ويُتوقع أن تستمر بالارتفاع الكبير. فالفيضانات الأخيرة التي غمرت ثلث باكستان تسبّبت وحدها بأضرار قدرت بأكثر من 30 ملياراً.