دبلوماسي أميركي كبير يتهم ترامب بتهديد سيادة القانون في أوكرانيا وأميركا
اعتبر دبلوماسي أميركي كبير أن ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أوكرانيا لإجراء تحقيق يستهدف خصمه الديموقراطي جون بايدن، يشكل تهديدا لسيادة القانون في الدولتين، وفق ما ورد في شهادة نشرت الخميس.
وفيما يستعد الكونغرس لبدء جلسات استماع علنية الأسبوع المقبل في إطار آلية عزل ترامب، زاد الضغط أيضا على كبار مساعديه للإدلاء بشهاداتهم في جلسات مغلقة.
وقد تم استدعاء كبير موظفي البيت الأبيض بالإنابة ميك مالفيني للمثول الجمعة، لكن المحققين زادوا الرهانات وأصدروا مذكرة إحضار، وفق ما أعلنت وسائل إعلام أميركية مساء الخميس. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيمتثل للمذكرة.
وشهادة نائب مساعد وزير الخارجية جورج كنت، التي نشرت في وقت سابق الخميس، عززت الأدلة بأن ترامب قد يكون استغل منصبه وانتهك القوانين الانتخابية بالسعي لمساعدة من أوكرانيا لحملته لولاية رئاسية ثانية.
وأشار كنت إلى قلق ومقاومة في وزارة الخارجية لمساعي ترامب للحصول على دعم انتخابي من كييف. وأشار تحديدا إلى دور المحامي الخاص رودي جولياني بوصفه محوريا في تلك الجهود.
وقال لمحققي مجلس النواب في 15 تشرين الأول/أكتوبر إنه يعتقد أن ضغط البيت الأبيض على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإطلاق تحقيقات تستهدف ديموقراطيين أميركيين من شأنه أن يقوض السياسة الأميركية تجاه أوكرانيا.
ومخاوف كنت في منتصف آب/اغسطس بعد أن علم بوجود رابط بين المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا وتنفيذ زيلينسكي ما يريده ترامب، كانت كافية لايداع مذكرة رسمية في وزارة الخارجية.
وقال كنت للمحققين “كتبت ملاحظة في المذكرة أقول إن لدي مخاوف من وجود مسعى لبدء ملاحقات ذات دوافع سياسية، تؤذي سيادة القانون، في كل من أوكرانيا والولايات المتحدة”.
وأضاف إنه لا ينبغي على واشنطن توجيه تلك المطالب “لأن ذلك يعارض كل ما نحاول تعزيزه في دول الاتحاد السوفياتي السابق في السنوات ال28 الماضية، وهو تعزيز سيادة القانون”.
شهادة كنت هي الأخيرة التي نشرت قبل بدء الجلسات العلنية الأربعاء المقبل، والتي ستظهر للمرة الأولى للرأي العام الأميركي اشتداد خطر آلية العزل لرئاسة ترامب.
ويسعى الديموقراطيون إلى جعل ترامب الرئيس الثالث في الولايات المتحدة الذي تطلق بحقه آلية عزل، ما يعني محاكمته أمام مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون بهدف عزله.
وفي رسالة إلى النواب الخميس، عرض عضو الكونغرس آدم شيف الذي يقود التحقيق، ثلاثة أسئلة محددة يريدون أجوبة عليها، مشيرا إلى أنه يأمل حصر الجلسات المقبلة فيها.
والأسئلة هي:
– هل سعى ترامب للحصول على مساعدة من زعيم أجنبي وحكومة من أجل مصالحه السياسية الشخصية، ومنها إجراء تحقيق يستهدف خصمه المحتمل في 2020؟
– هل حاول ترامب استخدام صلاحيات منصبه، بينها حجب مساعدة، للضغط على زيلينسكي للمساعدة في تحقيق مصالح ترامب السياسية الخاصة؟
– هل سعى ترامب لعرقلة تحقيق الكونغرس ومنع أو التستر على أدلة بشأن سلوكه؟
تواصل الاستماع لشهادات مسؤولين كبار في الإدارة الخميس فيما يقوم الديموقراطيون بجمع عناصر قضيتهم قبل بدء الجلسات العلنية التي ستبث على التلفزيون.
وأمضت جينيفر وليامز، مستشارة الأمن القومي لنائب الرئيس مايك بنس معظم اليوم ترد على أسئلة في جلسات مغلقة.
ووفقا لتقارير قالت للمحققين إن الاتصال الهاتفي المثير للجدل في 25 تموز/يوليو بين ترامب وزيلينسكي، الذي سعى فيه للحصول على مساعدة الرئيس لإيذاء الديموقراطيين وخصوصا المنافس المحتمل في انتخابات 2020 جو بايدن، كان اتصالا هاتفيا سياسيا وليس دبلوماسيا.
ويقول الديموقراطيون إن ترامب علق مساعدة عسكرية بقيمة 391 مليون دولار إلى أوكرانيا، لإجبار زيلينسكي على التحقيق في بايدن وأيضا للنظر فيما يعتبره ترامب — مع قليل من الأدلة — دعما لأوكرانيا للديموقراطيين في انتخابات 2016.
ودافع ترامب عن محادثته الهاتفية في تموز/يوليو مؤكدا أن “لا مأخذ عليها” رغم نشره نصا محررا للمكالمة يعزز على ما يبدو الاتهامات ضده.
وأدلى أكثر من 12 شخصا بشهادات يبدو أنها تدعم مواقف الديموقراطيين، ويمكن أن تؤدي إلى توجيه اتهامات رسمية أو بنود عزل ضد ترامب.
ومالفيني وهو أكبر مسؤول في البيت الأبيض توجه له مذكرة إحضار، سيُسأل على الأرجح عن إقراره علنا في مؤتمر صحافي الشهر الماضي بأن ترامب ربط مساعدة لأوكرانيا بتحقيق بحق ديموقراطيين.
وتراجع مالفيني لاحقا عن تصريحاته.
وبعد أن اجتمع الديموقراطيون الخميس لمناقشة خطواتهم، ذكرت شبكة “سي إن إن” أنهم ربما بصدد السعي لإجراء تصويت بنهاية العام من شأنه أن يرسل العملية إلى مجلس الشيوخ.
وواصل ترامب دفاعه عن عمله في أوكرانيا الخميس وكتب على تويتر أن على الناس أن “يقرأوا نص” المكالمة.