دحلان يتهم إسرائيل والولايات المتحدة بتعطيل الديمقراطية الفلسطينية
النظام السياسي الفلسطيني فاسد ويتفكك ويفتقد للمصداقية
اتهم القيادي الفلسطيني وزعيم التيار الاصلاحي في حركة فتح محمد دحلان، إسرائيل والولايات المتحدة، بإضعاف وتفكيك السلطة، بعجزهم عن خلق أفق سياسي حقيقي من جهة، وبإصرارهم على تعطيل الديمقراطية الفلسطينية ومنع السلطة من جديد شرعيتها الانتخابية.
وأكد دحلان، أن النظام السياسي الفلسطيني، يتجه نحو التفكك والانقسام، وفقدان السلطة للسيطرة والإدارة، مع استمرار غياب الديمقراطية، وانتشار الفساد في كثير من مفاصلها، وفقدان السلطة وبعض القوى الفلسطينية للمصداقية وتراجع شعبيتهم الجماهيرية.
وأشار دحلان، إلى أنه “خلال الفترة الأخيرة تفاقمت حالة الضعف في حكم السلطة الفلسطينية، وانتشرت الصراعات العائلية في ظل غياب القانون، وصعدت إسرائيل من عدوانها ضد الشعب الفلسطيني، ونشأت مجموعات مقاومة فلسطينية، ومقاومة فردية، خارج نطاق السلطة والقوى الفلسطينية حيث لا ينتمي أفرادها لأي فصيل”.
وأوضح دحلان خلال لقاء جمعه بوفد من الباحثين من معهد “فيلوس” لخلق القادة وبناء المجتمع، الذي ينعقد للمرة الثانية خلال هذا العام، أن “مسار ثالث يتبلور في الساحة الفلسطينية يرتكز على جيل الشباب الذين لا يؤمنون بالنظام السياسي الحالي، ويقودون معظم التحركات الاحتجاجية على الأرض”.
أمريكا وإسرائيل تعطلان الديمقراطية
واتهم دحلان كل من إسرائيل والولايات المتحدة، بإضعاف وتفكيك السلطة، والعجز عن خلق أفق سياسي حقيقي من جهة، وبإصرارهم على منع منح السلطة تجديد شرعيتها من جهة أخرى”.
وأردف “فعلى الرغم من إعلان السلطة انتخابات في مايو 2021م، وطموح الشعب الفلسطيني لإجرائها، إلا أن واشنطن وتل أبيب منعتاها، فالولايات المتحدة التي تباهت بأنها واحة الديمقراطية في العالم، فإنها تتدخل في شئون الدول، وتعاقب وتكافئ، على ممارسة الديمقراطية، في حين تمنع إجراء الانتخابات الفلسطينية تحت شعار عدم اجراءها في القدس الشرقية، وبحجة فوز فصيل وخسارة آخر”.
وتساءل دحلان “هل هذه هي الديمقراطية الغربية؟ هل الديمقراطية أن تحدد النتائج سلفاً؟ هل هم أكثر معرفةً منا بشئوننا ومن سيخسر ومن سيفوز؟”
وقال “إن تجربتنا السابقة تؤشر إلى أننا أكثر معرفةً بشؤوننا، وأثبتت التجربة صحة رؤيتنا وفشل رؤيتهم فيما يتعلق بالانتخابات “.
وحمل دحلان المسئولية المباشرة لواشنطن وتل ابيب عن حالة الإحباط واليأس، وتصاعد دائرة العنف بإصرارهما على الغاء الانتخابات الفلسطينية، واكد ان ما يجري الآن هو نتيجة طبيعية لقرارهما.
الدولة الواحدة
وفي حديثه لوفد الباحثين من معهد “فيلوس” عن الحلول المقترحة، قال دحلان إن إسرائيل دمرت حل الدولتين، ولا يوجد قائد إسرائيلي منتظر يجرؤ على تقديم حل الدولتين وتنفيذه، ومن يؤمن بهذا الحل واهم، أو غير قادر على تقديم حلول بديلة.
وأضاف: “إن عدم تفهم إسرائيل للمعضلات الراهنة يدفع باتجاه الدولة الواحدة، وانا شخصياً أؤمن بهذا الحل، دولة مدنية لجميع مواطنيها متساوين في الحقوق والواجبات.”
في المقابل يرى دحلان أن “إسرائيل” أيضاً لن تقبل بهذا الحل، لأنها لا تؤمن بحل الدولتين ولا حل الدولة الواحدة، ولكنها لن تستطيع أن تستبعد الفلسطينيين.
عوامل انسداد أفق الحل السياسي
وأوضح دحلان أن انسداد أفق الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، جاء نتيجة أربعة عوامل متداخلة: الأول أن النظام الدولي في حالة تفكك وإعادة بناء، ومشغول بأزمات متعددة (حرب أوكرانيا، الطاقة، الاقتصاد)، و العامل الثاني هو أن النظام الإقليمي مشغول بأوضاعه الداخلية نتيجة تداعيات الربيع العربي، مضيفاً: “الولايات المتحدة والغرب دمروا ما تبقى من تماسك في العالم العربي عندما تدخلوا لإحداث تغيير في المنطقة ما أدى لتدميرها”.
وتابع دحلان أن العامل الثالث هو أن النظام الإسرائيلي غير مستقر ومكوناته المجتمعية تتصارع على الحكم، والرابع أن النظام الفلسطيني ضعيف ومفكك، مشيراً إلى أن تشابك وترابط هذه العوامل أدى لتراجع القضية الفلسطينية على سلم الأولويات الدولية والإقليمية.
وفي حديثه عن المعضلة الثانية، وهي تـفـكـك وانـهـيـار نـظـام مـا بـعـد اتفاق أوسـلـو بشقّيه: ضعف النظام الإسرائيلي، وتفكك النظام الفلسطيني، أكد دحلان أن “إسرائيل” لم تعد الدولة الديمقراطية المزدهرة المتقدمة التي يعرفها العالم.
وأضاف أن “إسرائيل مرت خلال الـ 15 عام الماضية بمجموعة من التحولات الكبرى، وضعتها في مصافي دول العالم الثالث، فالمجتمع الإسرائيلي منقسم على أساس الكراهية، وأحزابه تتصارع فيما بينها على السلطة، مع انعدام التمثيل المناسب للأقليات، فضلاً عن العنصرية وعدم المساواة، وانتشار الجريمة والسلاح”.
“إسرائيل” دولة من العالم الثالث
واعتبر دحلان في حديثه، أن نتنياهو حوّل “إسرائيل” إلى دولة من العالم الثالث، عندما تدخل في كل شيء مقابل الحفاظ على السلطة، فتدخل في الشرطة، والقضاء، وسمح لعائلته بالتدخل في الحكم، وشكك في قدرة الجيش والمؤسسة الأمنية، مقابل التمسك بالحكم.
وقال “منذ أكثر من عقد لا يوجد حكومة مستقرة في إسرائيل، مع أزمة سياسية مستمرة لا تنتهي، وانتخابات متكررة ومشهد سياسي لم يحدث منذ نشأة إسرائيل”. متوقعاً أنه لن يكون هناك حكومة مستقرة في “إسرائيل” خلال الـ 5 سنوات القادمة، وبالتالي لن يكون هناك حكومة قادرة على تقديم حل سياسي حقيقي، ما يعني استمرار وتصاعد دائرة التصعيد خلال الفترة القادم”.
وأكد، أن حكومة وجيش الاحتلال، مهتمان بما يسميانه بالأمن، وهنا؛ يستمرون في حصار غزة، وتستمر الاعتداءات والاجتياحات اليومية في الضفة، وهذا يقود إلى ضعف السلطة وتفككها.
وختم قائد تيار الإصلاح الديمقراطي بالقول: “نحن 5 مليون فلسطيني في الضفة وغزة ولن نغادر مكاننا أبداً، وإسرائيل لن تستطيع أن تقتلعنا، فالجيل الفلسطيني القادم سيكون أكثر جدية وفاعلية في البحث عن حقوقه، ولن تتمكن إسرائيل من العيش بأمان واستقرار دون أن تعطينا حقوقنا، فعدم وجود حلول سيدفع باتجاه استمرار دائرة العنف وسيدفع ثمنها الشعبين”.